الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مجير الدين الحنبلي .. القاضي المؤرخ

28 يونيو 2018 22:15
أحمد مراد (القاهرة) هو القاضي والعالم الفقيه، مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي العمري المقدسي الحنبلي، ينتهي نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ولد مجبر الدين في مدينة الرملة بفلسطين سنة 860 هجرية، وبعد ولادته بسنوات قليلة رحل إلى مدينة القدس، ونشأ في بيت عرف بالعلم، إذ كان والده قاضي بيت المقدس، وقد حرص والده على تعليمه وتنشئته على حب العلم وشغف تحصيله، وتعهده بالرعاية والتوجيه، وخلال سنوات صباه الأولى تلقى علوم الفقه واللغة والحديث والقرآن في المسجد الأقصى والمدرسة الصلاحية بالقدس، حيث تتلمذ على أيدي عدد كبير من شيوخ العلم في المدينة المقدسة، منهم الشيخ عبد الله بن محمد القلقشندي، وابن جماعة، وقد تمكن في الثامنة عشرة من عمره من الحصول على إجازة في قواعد اللغة، وحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف. في سنة 880 هجرية، رحل إلى القاهرة ليواصل طلب وتحصيل العلم، ومكث فيها 10 أعوام قضاها في تحصيل العلم، وقد لزم قاضي مصر الحنبلي أبا بكر السعدي. في سنة 890 هجرية عاد مجبر الدين إلى مدينة الرملة بفلسطين وتولى فيها القضاء، وفي العام التالي عُين قاضياً في القدس والخليل ونابلس، بالإضافة إلى الرملة، وظل يشغل منصب القضاء حتى توفي سنة 928 هجرية. ورغم تعدد مسؤولياته وانشغاله بمنصب القضاء إلا أن مجبر الدين لم يتغافل عن مهمة التأليف والجمع والتصنيف، حيث ألف عدة مؤلفات قيمة في مختلف فروع العلم الشرعي، مثل: «فتح الرحمن في تفسير القرآن» في مجلدين، والمنهج الأحمد في تراجم أصحَاب الإمام أحمد، والتاريخ المعتبر في أنباء من غبر، وإتحاف الزائر وأطواف المقيم المسافر، والأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، وقد حظي كتابه الأخير ببعض الاهتمام، فقد ترجمه المستشرق هنري سوفير إلى الفرنسية في باريس العام 1876 ميلادي، وقد أكد العديد من المؤرخين أن مجير الدين الحنبلي أجاد عندما كتب تاريخاً محلياً للقدس، ومدينة الخليل، وحفظ تراجم ومدارس وزوايا ومقابر وأعلام وأحداث كنا سنفقدها لو لا هذا الجهد العظيم الذي بذله مجير الدين الحنبلي، وقد سن سنة حسنة عندما بدأ بالاعتماد على وثائق وسجلات عصره، فأضاف بذلك عنصرا جديدا لكتابة التاريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©