الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..نتائج «كامب ديفيد»

غدا في وجهات نظر..نتائج «كامب ديفيد»
19 مايو 2015 21:13

نتائج «كامب ديفيد»

يقول د. بهجت قرني: إن التعهدات العسكرية من جانب واشنطن رصيد كبير لدول التعاون، لاسيما أن إدارة أوباما تتردد في أية التزامات عسكرية.
هل نجح مؤتمر قمة كامب ديفيد الأخير بين الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي الست؟
قرأت البيان الختامي أكثر من مرة، وكانت إجاباتي على هذا السؤال الرئيسي منقسمة، فالإيجابيات الأساسية من ناحية المجلس هي:
1- الظهور ككتلة موحد، كتلة تعرف ما تُريد وما تسعى إلى تحقيقه، فيجب ألا ننسى أنه منذ شهور قليلة فقط سحبت معظم دول مجلس التعاون سفراءها من قطر.
2- أوضحتْ للإدارة الأميركية والكونجرس وحتى قطاعات كبيرة من المجتمع الأميركي نفسه أن هذه الإدارة يجب ألا تتبع سياسة أحادية في منطقة الخليج، بل وحتى في إقليم الشرق الأوسط مثل سوريا أو ليبيا. دول مجلس التعاون طرف مشارك في هذه السياسة وتنبغي استشارتها والتنسيق معها.

الخليج.. محور الحراك العالمي
يرى محمد خلفان الصوافي أن الاهتمام العالمي بالدول الخليجية، عقب العملية العسكرية في اليمن، مؤشر على التحول في مراكز صناعة الأحداث عالمياً. عندما تهتم القوى الكبرى بدول مجلس التعاون الخليجي، وتعمل جاهدة على تفهم موقفها تجاه قضايا المنطقة «وفهمه» بالشكل الصحيح، أعتقد أن ذلك أمر له دلالاته ومعانيه الاستراتيجية التي ينبغي الاهتمام بها؛ لأنها تطرح «معادلة سياسية» جديدة حول مكانة هذه الدول من ناحية التأثير الدولي، إذ أثبتت أن تأثيرها يتعدى كونها دولا نفطية، كما يحب بعضهم النظر إليها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
الأمر الذي أعنيه هنا، أنه في الفترة الأخيرة شهدت دول الخليج اهتماماً سياسياً واقتصادياً عربياً وعالمياً، أعطى انطباعاً للمراقبين في العالم بأن هذه الدول باتت محركاً أساسياً للأحداث في العالم. وهذا أمر يغاير الإدراك العام المعروف عن هذه الدول كونها مصدرة للنفط فقط، ما جعل الاهتمام بما تقوم به يستحق المتابعة والاهتمام.

المفتونون بإيران!
يرى د. عبدالحميد الأنصاري أن «المفتون» الأكبر بإيران هو أوباما الذي لم يُبْقِ -في حديثه الشهير لـ«نيويورك تايمز»- صفة مدح وإلا وأسبغها على الإيرانيين!
نجحت إيران، عبر 36 سنة من الجهود المستمرة لتصدير الثورة، والغزو الإعلامي المكثف للمنطقة العربية، وتحت شعارات «مقاومة إسرائيل» ومحاربة «الاستكبار» العالمي، ونصرة المظلومين، ومواجهة أميركا والغرب.. وعبر تسخير الموارد المالية الضخمة، في إنشاء ودعم مراكز إعلامية متعددة: 125 قناة ووسيلة إعلامية موجهة في معظمها للعرب، استطاعت استقطاب وتجنيد جيش من الإعلاميين والكتاب والمفكرين العرب، من مختلفي المشارب السياسية والثقافية والدينية، سخروا أقلامهم وألسنتهم للدفاع عن إيران وتبرير مشاريعها السياسية والطائفية في المنطقة. هؤلاء المجندون إعلامياً لخدمة الطموحات الإيرانية التوسعية في المنطقة، سموا بـ«اللوبي الإيراني» العربي، في المنطقة.
وفي مقابل ذلك لم يبذل الخليجيون أي جهد ولم يستثمروا أي موارد، في اصطناع «لوبي عربي» في إيران، لم ينشئوا قنوات فضائية تخاطب الإيرانيين بلغتهم، لم تهتم المراكز البحثية الخليجية بدراسة إيران، دراسة تفصيلية: خريطتها السياسية والدينية والعرقية والمذهبية. لم يهتم الخليجيون بترجمة ما يصدر في الساحة الإيرانية من مؤلفات ومقالات ودراسات إلى اللغة العربية، بل لا زالت معظم الكتب والصحف الإيرانية لا تدخل السوق الخليجية، ولا زلنا نرسل سفراء وديبلوماسيين إلى إيران، وهم لم يدرسوا تاريخ وثقافة إيران ولا جغرافيتها السياسية ولا كيف يتخذ القرار السياسي الإيراني، فضلا عن عدم معرفتهم باللغة الفارسية.

آفات في ملفات التحالفات!
يقول محمد أبو كريشة إن العرب في عقيدة الغرب الجديدة لا خوف منهم ويمكن تقريبهم أو إبعادهم بلا قلق. كما يمكن ضرب العرب بالعرب أو ضربهم بإيران وميليشياتها في الأمة العربية.
لعبة الميسر الدولية لا يكسب فيها من ليست لديه أوراق لعب، ولا ذلك الذي يلعب على المكشوف، حيث كل أوراقه ظاهرة للخصوم. ولا يكسب فيها الشرفاء لأنَّ الشرفاء لا يلعبون الميسر من الأساس. ومن ارتضى أن يجلس على طاولة الميسر الدولية لا بد أن يكون غشاشاً. ولا يمكن أن أصدق من يقول لي إنه يلعب القمار بشرف وفضيلة وأخلاق. ولعبة الميسر الدولية مفروضة الآن على الجميع، فإما أن تلعب، وإما أن تخسر من دون أن تلعب. هذا هو قانون اللعبة القذرة، تلعب أو تخسر إذا رفضت اللعب، فأنت لاعب بإرادتك أو رغم أنفك. لذلك لا بد أن تكون لديك أوراق لعب جيدة، وألا تكون أوراقك مكشوفة.
ولا توجد صداقات على طاولة الميسر الدولية. فكل الجالسين عليها خصوم وإنْ جمعتهم طاولة واحدة. ولا توجد اعتبارات إنسانية على هذه الطاولة ولا قيم ولا فضائل. فالجميع يحكمهم المثل العامي المصري الشهير: (اللي تكسب به العب به).

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©