الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخطوة الواعدة !

27 نوفمبر 2008 02:18
هذا الأسبوع بدأت جولة من الحوار بين خمسين من أئمة مساجد المسلمين الكنديين والأميركيين ونظرائهم من رؤساء المعابد اليهودية· ''بينر فاربر''، رئيس الكونجرس اليهودي الكندي، وهو شخصية مؤثرة جداً في دوائر الجالية اليهودية الكندية، وصف بداية هذا الحوار الديني- الاجتماعي- اليهودي-الإسلامي، بأنها خطوة تاريخية واعدة، كونها تجمع تحت سقف واحد خمسين من قادة المسلمين الكنديين والأميركيين ونظراءهم في هذا الوقت الصعب، ليتحاوروا ويتفاكروا بحثاً عن المشترك في جذور العقيدتين السماويتين، وأن يتوصلوا -وهذا هو الأهم والأكثر إلحاحاً- إلى اتفاق يتضمن الإقرار بالتزاماتهم المشتركة نحو بعضهم بعضاً كمواطنين كنديين وأميركيين، ويبدو أن هذا هو المعنى الذي يقصده ''فاربر'' عندما وصف الخطوة بالتاريخية والواعدة· ما يبشر بتحقيق وعد النجاح -في نظر القائمين على تنظيم الحوار- أنهم منذ البداية، اتفقوا على أجندة الحوار، مستبعدين الصراع العربي-الإسرائيلي الذي يفرق بينهم· هذا التجمع الذي بدأ نشاطه المعلن في هذا الأسبوع، يوصف بأنه تجمع من قادة مسلمين ويهود معتدلين مهتمين بارتفاع وتيرة التطرف والعنف بين كل المجتمعين الإسلامي واليهودي، وباحثين عن ''الدور الحقيقي'' الذي يتعين على الديانات السماوية أن تلعبه في التقريب بين أتباعها، وأن تخدم مجتمعها لمعالجة الأدواء التي يعاني منها عامة الناس من أمراض وفقر وظلم اجتماعي· وهم مدركون أنه على كلا الجانبين هناك من سيقاوم هذا الاتجاه وسيعمل على وضع العقبات أمامه· الخطوة بدأت هذا الأسبوع بزيارات متبادلة بين أئمة المساجد ورؤساء معابد يهودية تقاسموا فيها ''الخبز''، وستستمر ليومين قادمين، سبقتها خطوات ظل يعمل على تنظيمها بهدوء ''مارك فاربر'' رئيس الكونجرس اليهودي في الولايات المتحدة والشيخ زاهر من تورنتو، وذلك على مدى عام، وبدأت بجمع ثلاثة عشر من رجال الدين اليهودي والإسلامي خلال العام الماضي في نيويورك، وتواصلَ العمل حتى جمعوا هذا الأسبوع مائة من رؤساء المسلمين واليهود ''المعتدلين''· لكن هذه ''الخطوة التاريخية الواعدة''، كما توصف، سبقتها خطوات، ففي عام ،2006 وعقب حديث البابا بنديكت غير الموفق عن الإسلام، دعا الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن، إلى حوار مفتوح بين المسيحيين والمسلمين، كذلك طور الفكرة في مدريد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية، واستضاف مؤتمر حوار بين الأديان السماوية في مدريد·· ووصل الأمر إلى تنظيم دورة خاصة للأمم المتحدة في الجمعية العامة، تحدث فيها رئيس الدولة العبرية شيمون بيريز، وأعلن خلالها ترحيبه بخطة العاهل السعودي، التي عرفت بالمبادرة العربيــــــة، الداعيــــــة إلى انسحـــــاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام ،1967 مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وما تبعها من الإعلان المشترك المدفوع الأجر الذي نشرته ''نيويورك تايمز'' والصادر عن جمعية المسلمين في أميركا الشمالية، والكونجرس اليهودي العالمي· واستمراراً في أجواء التفاؤل بـ''الخطوة التاريخية الواعدة''، التي جرت في كندا، فقد أعلن منظمو التجمع أن الاستجابة العامة بين المسلمين واليهود الكنديين، كانت هائلة ومشجعة وتبشر بالنجاح، على الرغم أن بعض الأصوات المعارضة للمبادرة بين الجالية اليهودية، كما قال رئيس الجالية اليهودية·· ودون شك فإنه سترتفع أيضاً بعض الأصوات المعارضة بين الجاليات الإسلامية الكندية! وفي تقديري، أن منظمي هذا التجمع المعتدل بين الطرفين، قد أدركوا منذ البداية، أن كل الحوارات السابقة بينهم قد ظلت تصطدم بذلك الحائط المسدود عندما تبدأ الحوارات بالبند الثابت في الأجندة، الصراع العربي-الإسرائيلي·· وهو في الحقيقة حائط مسدود ولابد من تجاوزه، إذا أريد للعلاقات بين اليهود والمسلمين أن تستقيم· لكن هذا لن يتحقق إلا بالنفس الطويل، لو توافق المسلمون واليهود الكنديون على جملة قضايا تهمهم وتؤثر على حياتهم كمواطنين كنديين، يمثلون أقلية لها مشاكلها المشتركة في وطنها الوحيد··· في كندا وليس الشرق الأوسط· وهي مشاكل برغم ما يبدو على السطح من اندثار روح العنصرية والتعصب ضد الإسلام واليهودية، ما تزال موجودة، والأمل أن تتطور هذه الخطوة التاريخية الواعدة، وأن تنجح، وألا يكون مصيرها مصير خطوات سابقة· عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©