تتعلق أحدث الأبحاث في مجال قراءة الأفكار حالياً بتكنولوجيا قديمة أعيد توظيفها بشكل جدير بالاهتمام. وتعمل هذه التكنولوجيا بطريقة أشبه بالضفيرة التي يتم توصيلها برؤوس أبطال فيلم “ماتريكس”. لكن بدلاً من إدخال معلومات جديدة في الرؤوس، يتم استخراج ما يدور في العقل!
بثت الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة تحقيقاً نشرته على موقعها بالإنترنت ذكرت فيه أن إنجازاً في تكنولوجيا “التخطيط الكهربي لقشرة الدماغ، التي تدعى (إكو جي)” يمهد لقراءة الأفكار في المستقبل القريب جداً. وأضافت أنه بدأ استخدام تكنولوجيا (إكو جي) منذ خمسينيات القرن الماضي في محاولة لاكتشاف الأجزاء التي تنشط في مخ المصابين بالصرع، خاصة مع من يعانون نوبات حادة.
ولكن أحد العلماء الأميركيين زاوج بين برنامج كمبيوتر من تصميمه وتكنولوجيا (إكو جي) لدراسة كيفية “إنتاج” العقل للأفكار والكلمات. وفي إحدى التجارب التي وقعت مؤخراً، تمكن العلماء من “تحديد” كلمات كان “يتخيلها” أحد المتطوعين للتجارب. وقال جروين تشوك الباحث في مركز “وادزورث” الحكومي بمدينة ألباني عاصمة ولاية نيويورك “لقد اقتربنا جداً مما اعتاد الناس على تسميته بقراءة الأفكار”.
واستعرض تشوك بعض قدرات تكنولوجيا (إكو جي) في شريط فيديو قام بإعداده المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي بولاية نيويورك. وعرضه للجمهور في معرض أقيم بعنوان “المخ: القصة من الداخل”. وظهر تشوك في الفيديو يجلس في مركز ألباني الطبي بجانب شاب كان يحملق في صورة ذراع افتراضية على شاشة كمبيوتر.
وطلب من الشاب أن يفتح يده، فاستجابت اليد الافتراضية على الشاشة على الفور. المذهل أن الشاب لم يفتح يده الحقيقية، ولكنه تخيل أنه يفتح اليد الافتراضية. وهذا يعني أن هذه التكنولوجيا تستطيع فعلاً قراءة الأفكار!
وقال إريك ليو خبير الأعصاب من جامعة واشنطن في ميزوري إن “هذه التكنولوجيا تمكنا خلال كل بضعة أسابيع من اكتشاف شيء يجعلنا نحك رؤوسنا ونقول هذا رائع.. هذا فعلاًِ جميل”. وأوضح إريك أن هناك منهجين يتنافسان على قراءة إشارات المخ. يعتمد الأول على غرس أقطاب عميقاً في المخ، ما يسمح للعلماء بمراقبة الخلايا بشكل فردي وبدقة عالية. والثاني يعتمد على وضع أقطاب فوق فروة الرأس لكن إشاراته غير واضحة لأنها يجب أن تمر عبر الدم والعظام قبل التقاطها.
لكن (إكو جي) تعمل بشكل مختلف، فبعد جراحة في فروة الرأس وإزالة جزء من عظام الجمجمة توضع شبكة من الأقطاب على سطح المخ تراقب كل شيء عن كثب. ويتم توصيل أسلاك هذه الشبكة مباشرة إلى الكمبيوتر ما يسمح بتصميم برنامج للتحكم يدعى “واجهة تطبيق المخ”. وقال تشوك “أحد الإنجازات المبدئية المذهلة كانت النجاح بنسبة 50% في معرفة الكلمات التي يحدث بها المتطوعون أنفسهم حتى الآن”.
عدد اليوم
