الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يطهر لودر من «القاعدة»

الجيش اليمني يطهر لودر من «القاعدة»
18 مايو 2012
(صنعاء)- حقق الجيش اليمني امس تقدما في معركته مع تنظيم “القاعدة” في محافظة ابين الجنوبية إذ اعلن تطهير منطقة لودر، فيما تؤكد مصادر عسكرية ان الحملة التي اطلقتها الحكومة قبل ستة أيام ستتركز على طرد المقاتلين المتطرفين من عاصمة محافظة زنجبار ومدينتي جعار وشقرة المجاورتين. واحتفل الآلاف من سكان لودر بـ”الانتصار” على القاعدة، وكان المئات من المسلحين الموالين للجيش يلوحون برشاشات الكلاشنكوف في الهواء ويرفعون هتافات مناهضة للقاعدة ومؤيدة للجيش، مثل “يا جيش يا اهلي واخواني”، بحسب شهود عيان. وقال المتحدث باسم اللجان الشعبية علي احمد “حققنا انتصارا عظيما على القاعدة وطردناهم من الضواحي المحيطة بنا”. وتوعد أحمد بمواصلة الزحف عليهم إلى ان يتم طردهم من سائر أنحاء ابين لأن هؤلاء ليسوا انصار الشريعة بل انصار الموت. وقال مصدر عسكري من اللواء 111 الذي يشارك في الحملة على القاعدة في الجنوب، “لقد تم تطهير لودر والمقاتلون لاذوا بالفرار باتجاه بلدة الوضيع والعرقوب وشقرة” وهي مناطق قريبة تحت سيطرة القاعدة. وبحسب المصدر، انسحب مقاتلو القاعدة من جبل يسوف المطل على المدينة ومن محيط محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي، وكذلك انسحبوا من منطقة العين في ضواحي لودر. وحصل الجيش في معركة لودر على دعم قوي من “لجان المقاومة الشعبية” التي قالت مصادر محلية ان عناصرها يميلون بغالبيتهم الى الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم سابقا في جنوب اليمن والذي يعتبر عدوا للمتطرفين. وقالت المصادر المحلية “انها ظاهرة محلية خاصة بلودر التي ذاق أهلها الأمرين من القاعدة”. وبعد انسحاب القاعدة من المدخل الجنوبي للودر، تم العثور على ست جثث. وقال مصدر عسكري في اللواء 111 “قمنا بانتشال ست جثث، ثلاث جثث لمنتسبي اللواء وثلاثة من اعضاء اللجان الشعبية”. كما اشار الى العثور “على جثتين لعناصر من القاعدة في الوادي القريب”. الى ذلك، افاد مصدر محلي امس ان طائرة من دون طيار يعتقد انها اميركية استهدفت مركبة في مدينة شبام التاريخية منتصف ليل الاربعاء الخميس في حضرموت بشرق اليمن وقتلت ثلاثة عناصر من القاعدة، ولم يكن بوسع المصدر اعلان هويتهم. من جهته، قال موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع ان “خمسة ارهابيين لقوا مصرعهم واصيب اربعة آخرون في منطقة الكود، قرب زنجبار وجعار”. وذكر الموقع ان “وحدات القوات المسلحة واصلت دك اوكار العناصر الارهابية” في مناطق الكود ودوفس والحرور متقدمة باتجاه مدينة جعار. كما اكدت مصادر محلية ان الطيران اليمني شن عددا من الغارات على منطقتي شقرة والعرقوب بالقرب من زنجبار ولم تتضح حصيلة الضحايا. وفي شقرة، قال مصدر محلي ان مدنيا قتل واصيب خمسة آخرون عن طريق الخطأ في غارة يمنية مشيرا الى ان الضحايا من مزارعي النحل. ويتابع الجيش اليمني لليوم السادس حملته ضد تنظيم القاعدة في محافظة ابين الجنوبية ما أسفر عن سقوط 157 قتيلا على الاقل، وهو يبدو بحسب مصادر أمنية ودبلوماسية موحدا ومصمما على الانتصار، كما يحظى بدعم اميركي مباشر لاسيما من خلال مشاركة خبراء من الجيش الاميركي في إدارة العمليات. وتهدف الحملة التي يشنها الجيش إلى إخراج مقاتلي القاعدة خصوصا من مدينتي زنجبار وجعار، ومن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ابين. وتسيطر القاعدة ايضا على قطاعات واسعة من محافظة شبوة المجاورة. وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة فرانس برس “ان الهجوم سيتركز الآن على زنجبار” التي سيطرت عليها القاعدة نهاية مايو 2011، إضافة الى جعار وشقرة حيث يتركز عدد من القيادات الميدانية للتنظيم. وذكر المصدر أن “هذه المناطق وابين بشكل عام تتمتع بأهمية كبرى لأنها على مشارف عدن”. وقال المصدر العسكري ان “أم المعارك في النهاية ستكون عزان وشبوة، لكن في المرحلة الحالية التركيز هو على تطهير ابين”. وذكر بيان لوزارة الدفاع أنه تم “تكبيد” مقاتلي تنظيم القاعدة “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”، مشيرا إلى أن “60 إرهابيا من عناصر القاعدة لقوا مصرعهم خلال المواجهات في اليومين الماضيين”، فيما سقط “عدد من أبناء القوات المسلحة والمدنيين في اللجان الشعبية” في هذه المواجهات. وقال رئيس المجلس المحلي الحكومي في بلدة “لودر”، أحمد الغفيش، لـ”الاتحاد” إن عشرة من الجنود ورجال المقاومة الشعبية قتلوا في المواجهات الأخيرة مع تنظيم القاعدة. وأقرت مصادر قريبة من تنظيم القاعدة بمقتل القائد الميداني لمسلحي التنظيم في “لودر”، سمير الفطحاني، أمس الأول، في معارك مع الجيش واللجان الشعبية. وقال مصدر في “اللجان الشعبية”، لـ”الاتحاد” إنه تم أمس العثور على 13 جثة محترقة “بدأت بالتحلل” قرب محطة كهرباء لودر، التي شهد محيطها، خلال الأسابيع الماضية، معارك عنيفة بين الجيش و”القاعدة”. ورجح المصدر أن تعود هذه الجثث لمقاتلي تنظيم القاعدة. ونفى مصدر عسكري يمني وجود أي تجمعات لمسلحي “القاعدة” في بلدة “الوضيع”، مؤكدا، في تصريح بثه موقع وزارة الدفاع “26 سبتمبر نت”، أنه تجري حاليا “متابعة الفلول الهاربة” من التنظيم المتطرف، الذي استطاع منذ مطلع العام الماضي، توسيع نفوذه على مناطق جديدة في جنوب اليمن. ودعا المصدر العسكري مقاتلي “القاعدة” إلى “تسليم أنفسهم حقنا لدمائهم” وإلا فإنهم سيواجهون “مصيرهم المحتوم”، لافتا إلى أنه تم تشكيل مليشيات جديدة من “اللجان الشعبية”، في بلدة “مودية”، التي يمر منها طريق رئيسي يربط بين محافظتي أبين وشبوة، حيث تعد الأخيرة المعقل الأبرز لتنظيم القاعدة في اليمن. وعلمت “الاتحاد” من مصادر عسكرية ميدانية أن هادي وجه قادة الألوية العسكرية المشاركة في هذا الهجوم بـ”حسم المعركة قبل يوم الثلاثاء المقبل”، الذي يصادف الذكرى السنوية الثانية والعشرين لإعلان الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن. ويرى محللون عسكريون وسياسيون أن الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، عازم هذه المرة على الانتصار على “القاعدة”، خصوصا في ظل الدعم الأميركي المباشر، لاسيما من خلال مشاركة خبراء من الجيش الأميركي في إدارة العمليات. وكان شخصان يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم القاعدة، قتلا، ليل الأربعاء الخميس، في غارة جوية - يشتبه بأن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها - استهدفتهما في بلدة “شبام”، وسط محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن. وذكرت وكالة “رويترز” أن الغارة الجوية استهدفت “قافلة متشددين” في بلدة “شبام”، وأنها “أحدثت سلسلة من الانفجارات في سيارة يعتقد أنها كانت محملة بالمتفجرات”. وقالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان، إن القياديين في تنظيم القاعدة، زيد بن طالب، ومطيع بالعلا، قُتلا في هذه الغارة، التي “نفذها الطيران اليمني”، مشيرة إلى أن هذين القياديين “من ابرز المطلوبين لارتباطهما بتنظيم القاعدة الإرهابي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©