القاهرة (الاتحاد)
توفيق صالح.. من أفضل مخرجي السينما المصرية والعربية، وهو مخرج متفرد سواء على مستوى الموضوعات التي طرحها في أفلامه، أو على المستوى الفني الرفيع لتلك الأفلام، وهو لم يخرج في تناول أفلامه عن المنهج الواقعي، حيث قدم واقعية شديدة الخصوصية، محرضة وصارخة توقظ الوعي وتنحاز للبسطاء على الدوام، وأثبت من خلال أفلامه تمكنه السينمائي في التعبير عن رؤيته وأفكاره.
ويرى متخصصون وأكاديميون أن عالمه السينمائي رحيب ممتلئ بغنى وثراء القضايا المهمة التي كان يموج بها الواقع المصري بشكل خاص، والعربي بشكل عام في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وان حياته السينمائية تتمحور في تجلياتها وإشراقها حول قيمة عدم التنازل عن المبادئ حتى لو أدى الأمر إلى أن يكون أقل أبناء جيله في عدد الأفلام التي أخرجها خلال نصف قرن، واحتل معظمها مكان الصدارة في قائمة أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ولد في الإسكندرية في 27 أكتوبر 1927 ودرس في كلية فيكتوريا، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الانجليزية 1950 وسافر إلى باريس ليدرس السينما، وعمل مساعداً للمخرج رينيه كلير، وتعرف بعد عودته إلى القاهرة 1953، على نجيب محفوظ وعملا معاً على كتابة سيناريو فيلم «درب المهابيل» الذي أنتج 1955، ولعبت الصدفة دورها بعد مرض المنتج والمخرج عزالدين ذوالفقار، فانتقلت إليه مهمة إخراج فيلم «صراع الأبطال» وأخرجه 1962، ثم ناقش الحالة السياسية في مصر في فيلم «المتمردون» 1966، ثم قدم «يوميات نائب في الأرياف» 1968، وفي 1973 أخرج فيلم «المخدوعون» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق عن رواية غسان كنفاني «رجال في الشمس» والذي يمثل طفرة في دعم القضية الفلسطينية، كما قدم عدداً من الأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها «كورنيش النيل» 1956، و«فن العرائس» 1957، ونال التكريم في الكثير من المهرجانات السينمائية والثقافية، كما منح الوسام الثقافي التونسي في أكتوبر 1988، وحصل فيلمه «المخدعون» على «التانيت الذهبي» في مهرجان قرطاج 1972، والجائزة الأولى من مهرجان ستراسبورج لأفلام حقوق الإنسان 1973، والجائزة الأولى من المركز الكاثوليكي الدولي ببلجيكا 1973، وجائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو 1973، وتوفي في 18 أغسطس 2013 عن 86 عاماً.
عدد اليوم
