الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: الإماراتيات جميعهن بناتي.. وخليفة يواصل نهج زايد في تمكين المرأة

الشيخة فاطمة: الإماراتيات جميعهن بناتي.. وخليفة يواصل نهج زايد في تمكين المرأة
2 يونيو 2014 18:30
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يواصل مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في دعم وتمكين المرأة الإماراتية، مشيرة سموها إلى أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات أطلقت برامج طموحة لتمكين المرأة في المجالات كافة، ما جعلها تسبق الكثير من نساء العالم في تبوؤ أعلى المناصب القيادية. ونوهت سموها بأن الوالد المؤسس لم يكن في رؤيته الحكيمة لبناء الوطن والمواطن داعماً قوياً للمرأة فحسب بل كان نصيراً لها في كل ما يضيمها وكان يؤمن أن المرأة نصف المجتمع، وأنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني نفسها أن تستغني عن نصفها، وأن مشاركة النساء في خدمة المجتمع والتنمية أمر أساسي ومهم لاستكمال حلقتي العطاء. وقالت سموها: إن بنات الوطن جميعهن بناتي وفي قيادتي لمسيرة العمل النسائي حرصت أن أكون قريبة منهن ولصيقة بهن للتعرف على طلباتهن وطموحاتهن والوقوف على المشاكل والصعاب التي تعترض طريقهن أو حياتهن، وكنت أسعد كثيراً في لقاءاتي معهن ووجودي معهن وبينهن. وأكدت سموها أن السعادة تغمرها اليوم وتشعر بالفخر والاعتزاز للنجاحات والإنجازات الحضارية التي حققتها ابنة الإمارات وخاصة على صعيد تفاعلها وانفتاحها على تجارب وثقافات العالم والاستفادة منها بما يتلاءم مع خصوصيتها وشخصيتها وهويتها وانتمائها الوطني والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية السمحاء والعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة مما أكسبها تقدير العالم واحترامه. وأضافت سموها، أن اهتمامها لم يقتصر على القضايا المتعلقة بالمرأة على المستوى المحلي فقط بل تجاوز ذلك إلى الاهتمام بكافة قضايا المرأة العربية ومساندتها للنهوض بدورها في خدمة مجتمعاتها والإسهام والمشاركة في التنمية في أوطانها، ومن ثم وثبنا إلى آفاق أرحب على الصعيدين الإقليمي والدولي وفي كل مكان للعالم بعد أن أثبتت فتاة الإمارات جدارتها وحضورها الإيجابي في هذه المحافل. وأكدت سمو الشيخة فاطمة خلال حديث مع مجلة «درع الوطن» إلى أن الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه عمل على النهوض بالمرأة الإماراتية لتكون عنصراً فاعلاً وداعماً لمسيرة التنمية المستدامة في كل مجالاتها، وذلك من خلال وضع الأطر والأسس المنظمة للعمل النسائي. وقالت، إن المرأة تشكل مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية في القطاع الحكومي حيث تشغل 66 في المائة من الوظائف الحكومية من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الوظائف الفنية والأكاديمية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض إلى جانب انخراطها في صفوف القوات المسلحة والشرطة والجمارك. ودعت سمو الشيخة فاطمة المجتمع الدولي إلى تفعيل إرادته والعمل بإيجابية وشفافية لإحكام تطبيق المواثيق الدولية والأعراف والبروتوكولات التي تهدف إلى حماية الإنسان في كل مكان وضمان احترام إنسانيته والتخفيف من معاناته وصون كرامته، وندعو بصورة خاصة في هذا الوقت بالذات، إلى الإسراع في إغاثة اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار الذين تتفاقم معاناتهم وتتزايد أعدادهم ويعيشون في وطأة ظروف إنسانية قاسية وحرجة خاصة في صفوف النساء والشيوخ والأطفال. وجددت سموها حرص الإمارات على دعم مختلف أوجه العمل النسوي عربياً وإقليمياً ودولياً بما يعلي من شأن المرأة ومكانتها ويعزز دورها في خدمة مجتمعاتها وتحقيق أحلامها وتطلعاتها في حياة آمنة ومستقرة. الأب الكبير وقالت سموها: عشت مع الأب الكبير لكل أبناء الوطن وبناته المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مختلف مراحل تأسيس وبناء دولة الإمارات والصعاب والمشاق التي واجهته والتي تمكن برؤيته الثاقبة وحكمته وصبره من تجاوزها، وتلمست عن قرب مشاعره وأحاسيسه وكفاحه وقوة عزيمته في عدم الاستسلام للمصاعب وتفانيه في العمل بإخلاص من أجل بناء صروح دولة الاتحاد التي كانت تمثل له الطريق والوسيلة والرافعة لبناء نهضة الوطن وتقدمه وإسعاد المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم وللأجيال المتعاقبة. أيام الفرح وأضافت سموها: عاصرت أيام الفرح والسعادة التي كنت أراها على وجهه عند كل إنجاز يتحقق لتعزيز مسيرة الاتحاد، وكان يقول «إننا والحمد لله نشعر بالارتياح والسرور أن الاتحاد يسير في طريقه الصحيح وتنتقل دولة الإمارات معه من مرحلة إلى أخرى حتى أصبحت مدعاة فخر للجميع بالمنجزات التي تحققت على أرض هذا الوطن». وقالت سموها: ولم يكن زايد في رؤيته الحكيمة لبناء الوطن والمواطن داعماً قوياً للمرأة فحسب بل كان نصيراً لها في كل ما يضيمها، وكان يؤمن أن المرأة هي نصف المجتمع وأنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني نفسها أن تستغني عن نصفها وأن مشاركة المرأة في خدمة المجتمع والتنمية أمر أساسي وهام لاستكمال حلقتي العطاء، وكان يحث المرأة على التعليم ويشجعها على العمل في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، وقد شجعني ودعمني بلا حدود للنهوض بالمرأة وتحفيزها على التعليم وتأسيس الهياكل والتنظيمات التي تعنى برفعتها وقضاياها وحقوقها، وكان يتطلع بثقة إلى اليوم الذي يرى فيه بين فتيات الإمارات الطبيبة والمهندسة والسفيرة. وقد تحققت اليوم على أرض الواقع أمانيه الطموحة للمرأة وأصبحت وزيرة وعضوا في المجلس الوطني الاتحادي ومهندسة وطبيبة ودبلوماسية ومحامية وقاضية ووكيلة نيابة وأستاذة ومعيداً جامعياً وضابطاً وطيارا في الدفاع الجوي ومستثمرة وصاحبة أعمال وغيرها من المواقع والمناصب التي أثبتت فيها جدارتها وقدراتها في العمل والإبداع جنبا إلى جنب مع الرجل. الإنجازات الحضارية وأضافت سموها: وعبر رحمه الله عن سعادته وفرحته لما حققته المرأة من إنجازات في كل مجال وموقع حين قال.. «إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات خلال فترة وجيزة يجعلني سعيداً ومطمئناً بأن كل ما غرسناه بالأمس بدأ يؤتي ثماره.. وبحمد الله إن دور المرأة في المجتمع يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة». وتواصلت الإنجازات الحضارية الشاملة والمكتسبات النوعية المتميزة التي حققتها المرأة وتعززت بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أنجز وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استراتيجيات وبرامج طموحة لتمكين المرأة في المجالات كافة، وفتح الآفاق واسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب ومختلف المواقع القيادية العليا المتصلة باتخاذ القرار. الاتحاد النسائي ورداً على سؤال حول الاستفادة من نجاح تجربة الاتحاد النسائي في تعزيز دور المرأة التنموي على المستويين الإقليمي والدولي قالت سموها: شكل تأسيس الاتحاد النسائي العام بمؤازرة ودعم غير محدود من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أحد دعائم البنيان الاتحادي لدولة الإمارات وكذلك نقطة تحول رئيسية في مسيرة تقدم المرأة بإقرار التشريعات والقوانين التي كفلت حقوقها الدستورية في المجالات كافة وفي مقدمتها حق العمل والتعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والمساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل وغيرها. فالمرأة والرجل عند زايد جناحا طائر لا يمكن التحليق بأحدهما دون الآخر وإيمانه راسخ بأن المجتمع في حاجة إلى جهود كافة أبنائه رجالا كانوا أو نساء من أجل خوض مسيرة التنمية بثقة وثبات. مسيرة التنمية وأضافت سموها: عمل الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه في 27 أغسطس 1975 على النهوض بالمرأة الإماراتية لتكون عنصراً فاعلاً وداعماً لمسيرة التنمية المستدامة في كل مجالاتها، وذلك من خلال وضع الأطر والأسس المنظمة للعمل النسائي، ونفذ في هذا السياق العديد من الاستراتيجيات والبرامج والأنشطة الحيوية والدراسات والبحوث ومن أهمها الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي أطلقناها في العام 2002 وتعد من أضخم إنجازات مسيرة الاتحاد النسائي، وأبرزها والتي تم إعدادها بالتعاون مع خبراء من منظمة الأمم المتحدة لتنمية المرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكين المرأة في المجالات كافة وفتح الآفاق واسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وتتقلد مختلف المواقع القيادية العليا المتصلة باتخاذ القرار إضافة إلى حضورها البارز في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي. مكانة مرموقة وقالت سموها: يتبوأ الاتحاد النسائي العام مكانة مرموقة على صعيد تعزيز دور المرأة التنموي على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك منذ انضمامه إلى الاتحاد النسائي الدولي، ومنظمة المرأة العربية ومنظمة الأسرة الدولية ومنظمة الأسرة العربية وغيرها من المنظمات النسوية الإقليمية والدولية ومشاركته الإيجابية في فعاليات القمم والمؤتمرات التي تعقدها هذه المنظمات وتبادل الخبرات والتجارب مع القيادات النسائية في هذه التجمعات. ويسعدني في هذا السياق أن أشير إلى تبني قمة المرأة العربية التي عقدت بالعاصمة الأردنية عمان في العام 2002 التوصيات والقرارات التي أصدرها منتدى المرأة والإعلام الذي استضافه الاتحاد النسائي العام في أبوظبي وكذلك إعلان أبوظبي الذي أصدره المنتدى في هذا الشأن. فخر واعتزاز وأشارت سمو الشيخة فاطمة إلى السمات التي تمتلكها المرأة الإماراتية، وساعدت على تحقيق نجاحها الذي يشهد به العالم قائلة: إن بنات الوطن جميعهن هن بناتي وفي قيادتي لمسيرة العمل النسائي حرصت أن أكون قريبة منهن ولصيقة بهن للتعرف على طلباتهن وطموحاتهن والوقوف على المشاكل والصعاب التي تعترض طريقهن أو حياتهن، وكنت أسعد كثيراً في لقاءاتي معهن ووجودي معهن وبينهن، ووجدت منهن في كل مراحل مسيرة البناء كل تجاوب وتعاون في الإقبال على التعليم والاستعداد للعمل والمشاركة في خدمة المجتمع والوطن في جميع المجالات التي تتناسب مع طبيعتهن. ولمست عن قرب حماسهن وعزيمتهن على العطاء في مختلف مواقع العمل وجدارتهن في الإبداع والتميز في كل ميدان. وأضافت سموها: تغمرني اليوم السعادة وأشعر بفخر واعتزاز للنجاحات والإنجازات الحضارية التي حققتها ابنة الإمارات، خاصة على صعيد تفاعلها وانفتاحها على تجارب وثقافات العالم والاستفادة منها بما يتلاءم مع خصوصيتها وشخصيتها وهويتها وانتمائها الوطني والتزامها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية السمحاء والعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة مما أكسبها تقدير العالم واحترامه. مراكز الصدارة وأضافت سموها حققت دولة الإمارات خلال فترة وجيزة في تاريخ بناء الدول والأمم لم تتجاوز أربعة عقود معدلات عالية من التنمية المستدامة في كافة المجالات مما وضعها في مراكز الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة ومن الطبيعي أن تكون المرأة شريكاً فاعلاً في عملية التنمية المستدامة وفي المساهمة في هذه الإنجازات الوطنية العظيمة بعد أن عملت الدولة على تمكينها للنهوض بمسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف ميادين العمل الوطني. ويعكس تبوء دولة الإمارات المرتبة الأولى عالميا في مؤشر احترام المرأة الذي أصدره مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2014 المكانة المرموقة التي ارتقت إليها المرأة الإماراتية ومشاركتها الإيجابية وحضورها الفاعل في مختلف الميادين المحلية والعالمية. ويعد هذا الإنجاز العالمي الكبير وساماً غالياً على صدر المرأة الإماراتية التي أثبتت كفاءتها وتفوقها في كل ما تولت من مهام ومسؤوليات وتتويجا دوليا لما حصلت عليه ابنة الإمارات في السنوات الأخيرة من شهادات التقدير الإقليمي والدولي من منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ومن العديد من دول العالم وكذلك انتخابها لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لمدة ثلاث سنوات وذلك تقديرا من المجلس الأممي لما حققته المرأة في دولة الإمارات من منجزات نوعية مقارنة مع مثيلاتها في العالم خاصة على صعيد تحقيق المساواة بين الجنسين وسد الفجوة بينهما والتقدم في مجالات التمكين السياسي والاقتصادي وغيرها من المجالات. وقالت سموها: أشعر بسعادة غامرة وفخر واعتزاز بهذا الإنجاز والذي مثل كذلك إنجازاً للمرأة في وطننا العربي الكبير والمنطقة وإنني على ثقة بأن هذه الجائزة ستكون حافزاً قوياً لابنة الإمارات لتحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب في جميع المجالات لتجسد تطلعات قيادة دولتنا الرشيدة وطموحاتها لتكون دولتنا دوما الأفضل والأول في العالم. العمل السياسي ورداً على سؤال حول نظره سموها لمشاركة المرأة فيما شهدته الإمارات من تقدم في مجال الديمقراطية والمشاركة السياسية قالت سمو الشيخة فاطمة: تعد مشاركة المرأة في العمل السياسي الإنجاز الأهم الذي حققته الإماراتية في مسيرة تمكينها. وقد انطلقت هذه الخطوة التاريخية لأول مرة بمبادرة من جانبي أعلنتها في لقاء مهم مع قيادة العمل النسائي بالدولة في 8 يناير 1997 مؤكدة في ذلك اللقاء أنه ليس هناك ما يمنع المرأة من المشاركة في الحياة السياسية بعد أن أثبتت جدارتها في تحمل المسؤولية وتولي المناصب القيادية في الكثير من الوزارات والمؤسسات بالدولة وانطلقت إلى العالمية بحضورها الإيجابي ومشاركتها الفاعلة في المؤتمرات والملتقيات العربية والإقليمية والدولية وكان لها في ساحاتها دور بارز في الدفاع عن حقوق المرأة في كل مكان. ومن ثم أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في لقاء مع ممثلات ست من المنظمات الدولية حضرن إلى أبوظبي خصيصا لتكريمي، تأييده ودعمه المطلق لهذه المبادرة مؤكدا «إن المرأة الإماراتية شريك كامل للرجل في كافة أوجه الحياة وإن لها الحق الكامل في المشاركة السياسية واتخاذ القرار». وقال.. «إنه لا مانع إطلاقا من انضمام المرأة للمجلس الوطني الاتحادي فهذا حقها وقد سبق أن أعلنت هذا والدور الآن على مجلس الوزراء والوزراء وكافة الجهات المعنية لتحويل هذا الحق إلى واقع ملموس». حضور فاعل وأضافت سموها: في العام 2005 أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» برنامج التمكين السياسي الذي انطلق بإجراء أول انتخابات نيابية لنصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي شاركت فيها المرأة لأول مرة ترشيحا وتصويتا وتميزت بحضور كبير أسفر عن فوز أول امرأة في الدولة في المؤسسة النيابية وتعيين ثماني أخريات لتصل نسبة تمثيل المرأة في المجلس الذي يتكون من 40 عضوا إلى 2 ر22 في المائة مما اعتبر من أعلى نسب التمثيل النسائي في البرلمانات على المستوى الإقليمي، كما شاركت المرأة بحضور فاعل وكبير في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العام 2011 بعد أن توسعت الدائرة الانتخابية وأسفرت أيضاً عن فوز امرأة واحدة وتعيين سبع أخريات يشاركن بفاعلية في الدورة الحالية للمجلس الوطني الاتحادي، إضافة إلى انتخاب إحدى العضوات وهي الدكتورة أمل القبيسي لشغل منصب النائب الأول لرئيس المجلس وإدارتها بكفاءة لعدد من الجلسات في هذه الدورة. وأثبتت تجربة خوض المرأة للحياة السياسية على أنها على قدر المسؤولية في كل ما تتولاه من مهام حيث كان لمشاركتها الواسعة في الحياة البرلمانية حضور بارز ومضمون وبعد حقيقي في مناقشاته ومداولاته وإثراء دوره في العمل لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطن، إضافة إلى مشاركتها الإيجابية في مؤتمرات وملتقيات الهيئات والتجمعات البرلمانية الإقليمية والدولية. منظمة المرأة العربية وحول دور سموها الرائد في النهوض بالمرأة العربية وخدمة قضاياها المختلفة قالت سمو الشيخة فاطمة: لم يقتصر اهتمامنا بالقضايا المتعلقة بالمرأة على المستوى المحلي فقط خاصة بعد أن أنجزنا في فترة وجيزة برامج طموحة لتحقيق نهضة المرأة الإماراتية وتقدمها بل تجاوزنا ذلك إلى الاهتمام بكافة قضايا المرأة العربية ومساندتها للنهوض بدورها في خدمة مجتمعاتها والإسهام والمشاركة في التنمية في أوطانها. ومن ثم وثبنا إلى آفاق أرحب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي كل مكان للعالم بعد أن أثبتت فتاة الإمارات جدارتها وحضورها الإيجابي في هذه المحافل. وفي إطار هذه الرؤية جاءت مساهمتنا في تأسيس منظمة المرأة العربية ودعمها بالتكفل ببناء مقرها الدائم بالقاهرة بوقفيته وتجهيزه وتأسيسه والتبرع بمليون دولار لهذا الغرض ولدعم أنشطة المنظمة وتوسيع مجالات عملها وبرامجها والارتقاء بدورها وتعزيزه لخدمة قضايا المرأة العربية. وأضافت سموها: سعينا تزامنا مع ذلك، إعلاءً لشأن المرأة وتعزيزاً لمكانتها، إلى إطلاق جائزة الشيخة فاطمة للمرأة العربية المتميزة في مناسبة يوم المرأة العربية في الأول من فبراير 2006 بهدف إبراز الدور المتميز لها في بناء الأسرة والمجتمع والوطن ولتكون حافزاً لها للمساهمة في دفع عجلة التقدم والتنمية في أوطانها والرقي بمكانتها على كافة الأصعدة. وقالت سموها: لا شك أن واقعنا العربي يمر حاليا بمرحلة مؤسفة من التفكك والانقسام والمحاور التي أثرت سلبا على المؤشرات التنموية في عدد من الدول العربية وانعكست نتائجها على الأوضاع الراهنة للمرأة العربية وتراجع إسهامها ودورها في التنمية إضافة إلى مختلف شرائح المجتمعات في هذه الدول. وأضافت سموها: نحن لسنا راضين كليا عن الأحوال الراهنة للمرأة العربية ونتابع هذه الأوضاع باهتمام وقلق ونتطلع إلى دور محوري تسهم فيه المرأة العربية في إعادة التضامن والوفاق بين الأشقاء وتوحيد صفوفهم وكلمتهم في مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة العمل العربي المشترك في جميع ميادينه. وأضافت: إن تمتين جبهتنا الداخلية وتعزيز قدراتنا وتفعيل آليات أداء مؤسساتنا العربية وفي مقدمتها منظمة جامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية وغيرها من المنظمات تمثل في رأينا أفضل مساهمة يمكن أن نقدمها لأمتنا وشعوبنا في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة. طاقات الشباب وقالت سمو الشيخة فاطمة: إن الاستثمار في تنمية وإطلاق طاقات الشباب والفتيات هو الاستثمار الأهم والأكثر جدوى على الإطلاق في بناء الأجيال المتصاعدة التي تشكل أكثر من نصف المجتمع وتمثل عماد المستقبل للوطن.. والرياضة جزء لا يتجزأ من التنمية المجتمعية الشاملة. وفي إطار هذه الرؤية أطلقنا العديد من المبادرات والجوائز التي تهدف في مجملها إلى تحفيز أبناء وبنات الوطن والشباب العربي على مستوى العالم وحثهم على المنافسة وتنمية قدراتهم الإبداعية وتمكينهم من تحقيق التفوق والتميز سواء في حياتهم الأكاديمية أو العملية أو في الميادين الرياضية. وحفزنا النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر أبوظبي الدولي لرياضة المرأة الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وتشرفنا باستضافته ورعايته منذ دورته الأولى في العام 2012 إلى إطلاق «جائزة الشيخة فاطمة للمرأة الرياضية» للارتقاء برياضة المرأة وتعزيز دورها ودعم مشاركتها في المنافسات الرياضية محلياً وخارجياً. أجواء المنافسة وأشعر بالارتياح والرضا أن أجواء المنافسة التي أوجدها المؤتمر والجائزة معا قد أسهمت في الوصول بالرياضة النسائية إلى درجات متميزة من التفوق والريادة والإبداع. وحققت فتاة الإمارات إنجازات مشهودة في مجال الرياضة التنافسية على المستويين المحلي والدولي وحصدت فتاة الإمارات -على سبيل المثال- أكثر من 117 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في حفل تكريم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لأصحاب الإنجازات الرياضية في العام 2011/2012. أما «جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية» فقد أردنا حين أطلقناها رسميا في العام 2012 أن تكون مبادرة دائمة للاحتفاء بالمبدعين من الشباب العربي في الوطن العربي والعالم تقديراً وتكريماً لإنجازاتهم وإبداعاتهم انطلاقا من إيماننا العميق بأهمية دور الشباب المبدع في بناء الأوطان ورفد مسيرة الإنجازات الوطنية بمزيد من النجاحات في المجالات كافة خاصة فيما يتصل بإبراز إنجازات وقدرات الشباب العربي على مستوى العالم والإسهام في تعزيز فكر وثقافة التنمية المستدامة في الأجيال القادمة وتشجيع دورهم وعطاءاتهم الإبداعية وصولا إلى العالمية. المبادرات الإنسانية وحول رؤية سموها للعمل الإنساني وكيف يمكن تنميته محلياً وإقليمياً وعالمياً وما هو مردود هذه الجهود التنموية المتواصلة قالت سمو الشيخة فاطمة: شكل العمل الخيري والإنساني والمساعدات التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها أحد الأعمدة الرئيسية لنهج سياستنا الخارجية، وتبوأت مكانة مرموقة وسمعة طيبة واسعة لدورها المحوري والريادي في ساحات العمل الإنساني المتمثل في مبادراتها أو في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات الطارئة والكوارث الطبيعية والحوادث المأساوية والنزاعات والحروب وتجاوبها السريع في تلبية نداءات الاستغاثة العاجلة للتخفيف من معاناة المنكوبين من الضحايا المتضررين إضافة إلى إسهامها في تقديم الاستثمارات والمنح والقروض الميسرة للدول النامية بما يحقق لها نمواً اقتصادياً واجتماعياً مستداماً ويوفر لها التقدم والاستقرار. وتصدرت دولة الإمارات دول العالم في العطاء الإنساني وجاءت في المرتبة السادسة عشرة عالميا من بين الدول المانحة الأكثر عطاء في مجال المساعدات الخارجية، وفقا لتصنيف لجنة المساعدات الإغاثية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية حيث بلغ حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها حتى العام 2013 أكثر من 166,052 مليار دولار لنحو 100 دولة في قارات العالم. وقالت: غرس القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بشخصيته الإنسانية المعطاء في نفوسنا جميعا قيادة وشعباً حب عمل الخير حتى أصبح ممارسة إنسانية طبيعية وواجباً حتمياً مقدساً نتسابق في أدائه عطاء وتطوعاً. وإن كل ما قدمته من مبادرات إنسانية يأتي في إطار هذا التوجه وهو يمثل إضافات مكملة لمجمل الإنجازات الإنسانية الرائعة التي حققتها الدولة على مدى العقود الماضية وفاء للنهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ويسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله». وأضافت سموها: إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تفعيل إرادته والعمل بإيجابية وشفافية لإحكام تطبيق المواثيق الدولية والأعراف والبروتوكولات التي تهدف إلى حماية الإنسان في كل مكان وضمان احترام إنسانيته والتخفيف من معاناته وصون كرامته وندعو بصورة خاصة في هذا الوقت بالذات إلى الإسراع في إغاثة اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار الذين تتفاقم معاناتهم وتتزايد أعدادهم ويعيشون في وطأة ظروف إنسانية قاسية وحرجة خاصة في صفوف النساء والشيوخ والأطفال. الأهداف المستقبلية رداً على سؤال حول الأهداف المستقبلية التي يجب تحقيقها؟ وما أبرز طموحات سموها المستقبلية على صعيد المرأة والطفل محلياً وعربياً وعالمياً قالت سمو الشيخة فاطمة: طموحاتي لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات النوعية للمرأة في الميادين كافة لا حدود لها، وتطلعاتنا في الاتحاد النسائي العام التي نسعى جاهدين إلى تحقيقها هي أن يكون لها دوما السبق والريادة في مختلف أوجه الحياة وتفعيل دورها وتعظيم مسؤولياتها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والإعلامية والثقافية والبيئية وغيرها من المجالات بحيث تصبح المرأة الإماراتية شريكاً حقيقياً فاعلًا وليس مشاركاً فقط في إنجاز برامج وخطط التنمية المستدامة وتحقيق تقدم وازدهار الوطن وإعلاء شأنه ومكانته. وعلى الرغم من هذه الإنجازات والمكاسب التي حققتها فتاة الإمارات وتفوقت بها على نظيرتها من النساء في العديد من دول العالم إضافة إلى حضورها القوي المؤثر في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي إلا أن ذلك ينبغي أن لا يكون مدعاة للاسترخاء وإنما حافزاً لمزيد من العمل الدؤوب والعطاء المتواصل. إننا في هذا السياق ندعو أخواتي وبناتي في الوطن إلى شحذ هممهن وإمكاناتهن وطاقاتهن وتسخير علمهن وخبراتهن لخدمة الوطن وليبقين كما عهدناهن في المركز الأول في الإنجاز والعطاء والتميز. وقالت سموها: إن المنجزات الوطنية الهائلة التي تحققت وتفوق كل توقع وتصور تفرض علينا جميعاً المزيد من الجهد والعطاء للوطن والالتفاف والتلاحم مع قيادتنا الرشيدة للحفاظ عليها وإعلاء صروحها. وأضافت سموها: على الصعيد العربي والعالمي فإن طموحاتي أن تحقق المرأة المزيد من المكاسب الجوهرية خاصة فيما يتصل بتمكينها وتحقيق حقوقها في المساواة، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية وكافة مجالات التشريعات والإجراءات الواجب اتخاذها للقضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضد المرأة والطفل وحماية حقوقهما. وقالت: إننا في هذا الخصوص نجدد تأكيدنا وحرصنا على دعم مختلف أوجه العمل النسوي عربياً وإقليمياً ودولياً بما يعلي من شأن المرأة ومكانتها ويعزز دورها في خدمة مجتمعاتها وتحقيق أحلامها وتطلعاتها في حياة آمنة ومستقرة. وأضافت: إن دولة الإمارات كانت سباقة منذ قيامها في الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية والمواثيق والبروتوكولات التي تتصل بقضايا نهضة المرأة وتقدمها وحمايتها وصون كرامتها والعمل والتعاون مع هذه المنظمات ومساندتها لتحقيق أهدافها في مجال تمكين المرأة وتفعيل دورها ومشاركتها في التنمية المستدامة، وأشير هنا إلى انضمامنا أخيراً إلى هيئة الأمم المتحدة للنساء ودعمنا لهذه المنظمة الوليدة بمبلغ 5 ملايين دولار. (أبوظبي - وام) عمل الخير خصلة متأصلة في شعب الإمارات قالت سمو الشيخة فاطمة: العمل الخيري والتكاتف والتآزر الإنساني بين الدول والأمم خصلة متأصلة في ثقافة وحضارة شعب الإمارات ونهج غرسه فينا القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي يعد رائدا ونموذجاً عالمياً في ساحات الخير والعطاء للإنسانية جمعاء. وقد عزز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذا النهج وتنوعت وتوسعت جغرافيته وآفاقه وعطاءاته انطلاقا من قناعة سموه الراسخة بأن العمل الإنساني هو في الأساس مسؤولية أخلاقية وإنسانية.. إن ما قدمناه وما قمنا به من جهود في هذا المجال انطلق من إيماننا بأن العمل الإنساني والتطوعي هو ممارسة إنسانية راقية تجسد نهجا وسلوكا حضاريا يعبر عن رقي الأمم والشعوب لما يمثله من رمز للتآخي والتآزر والتضامن ولارتباطه الوثيق وتعبيره الصادق عن أرفع معاني وقيم الخير الإنسانية. وأضافت سموها: إن تكريمنا في هذا السياق من قبل المئات من المنظمات الإقليمية والدولية ودول العالم والمجتمعات هو تشريف لنا نعتز ونفخر به وهو في الوقت نفسه شهادات تقدير وتكريم لابنة الإمارات وأوسمة غالية تضعها على رأسها لما حققته بريادتها وتميزها وإبداعاتها فيما حققته من منجزات وطنية وإنجازات عالمية ومشاركات إيجابية في العمل التطوعي والإنساني، إن هذا التكريم حافز كبير يضاعف من حجم مسؤولياتنا في مناصرة ومساندة القضايا المتعلقة بتقدم المرأة وتمكينها على الصعيدين الإقليمي والدولي وفي المجالات كافة وخاصة في ميادين العمل الإنساني وخدمة البشرية. واقع المرأة رداً على سؤال حول العلاقة بين تقدم الأمم والمجتمعات من ناحية، وواقع المرأة من ناحية ثانية، قالت سموها لا شك أن التعليم هو العامل الرئيسي الأول في ارتفاع الوعي والإدراك الإنساني، بما في ذلك تعليم المرأة لتتمكن من الإسهام الإيجابي في التنمية ورقي المجتمع، فالتعليم بمثابة المقياس الحقيقي الذي تحرزه الدول للنجاح والتميز في مجال الاستثمار في العنصر البشري ويشمل ذلك المرأة. فالإنسان المتعلم رجلا كان أم امرأة هو أساس الحضارة ومحور الرقي والتقدم. لذا أعطينا منذ انطلاق مشوارنا في قيادة العمل النسائي، الأولوية المطلقة لتعليم المرأة ومحو الأمية في صفوفها وشكل هذا الأمر تحدياً كبيراً وصعباً إذ لم يكن يوجد في إمارات الدولة قبل قيام الاتحاد وحتى 1955 أية مدرسة للبنات ولم تكن أي امرأة تذهب إلى المدرسة حتى العام 1956 الذي شهد افتتاح أول مدرسة للإناث ضمت 30 طالبة في فصل واحد ومعلمة واحدة فقط.. وأضافت سموها: شهد قطاع التعليم بعد قيام دولة الاتحاد قفزات متتالية في مجال إنشاء مدارس الإناث وإقبال النساء على التعليم وافتتاح المئات من مراكز محو الأمية حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم إذ تجاوز عدد الإناث في مدارس التعليم العام والجامعي والعالي عدد الطلاب بل إن نسبة الفتيات في التعليم الجامعي تعد من أعلى النسب في العالم وفقا لتقرير المركز الوطني للإحصاء بالدولة في العام 2013 ووصلت فيه إلى نحو 144,1 في المائة حتى العام 2010. إرادة عربية لتحسين واقع المرأة والطفل حول مسيرة العمل العربي المشترك على صعيد الأمومة والطفولة، وهل هناك إرادة عربية جماعية لتحسين واقع المرأة والطفل في عالمنا العربي، قالت سمو الشيخة فاطمة: ترجمت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الوطني منذ قيامها التزامها وحرصها على حماية حقوق الأسرة والمرأة والطفل في المادتين /15/ و/16/ من الدستور الدائم وإصدارها تباعا العديد من القوانين المنظمة لذلك إضافة إلى انضمامها إلى الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية التي تعنى بحماية حقوق المرأة والطفل ومنها اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الطفل واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلا والاتفاقية الدولية المعنية بالحد الأدنى لسن الاستخدام والاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري وسارعت إلى التجاوب مع الإعلان العالمي بشأن القضاء على العنف ضد المرأة والإساءة للأطفال واتخذت عدة قرارات وتدابير حاسمة وحلولا وقائية لمنع حدوث العنف ضد الطفل والمرأة ومن أهمها استحداث إدارات للحماية الاجتماعية في الوزارات المعنية وإنشاء أقسام للتوجيه الأسري في محاكم الدولة وإنشاء مراكز لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر وتدشين خطوط اتصالات هاتفية ساخنة لحماية الأطفال من الإساءة والعنف، بالإضافة إلى «دور أمان» لرعاية الرضع من أبناء السجينات داخل المنشآت الإصلاحية والعقابية، وغيرها من التدابير التي تكفل الحماية والدعم للنساء والأطفال من ضحايا العنف والإساءة والاتجار بالبشر. وأضافت سموها: توجت هذه الجهود بأن اعتمد مجلس الوزراء في نهاية العام 2012 مشروع قانون «حقوق الطفل» الذي يكفل لجميع الأطفال دون تمييز الحق في حياة آمنة وبيئة مستقرة ورعاية دائمة وحماية من أية مخاطر أو انتهاكات تهدد حقوقهم الأساسية في الحياة والأمان والتعبير، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الحقوق الأساسية في الرعاية والنفقة والخدمات الصحية وحمايتهم حتى من مخاطر التلوث البيئي ومن الإصابة بالأمراض المعدية ومن بيع التبغ أو المنتجات الكحولية لهم أو حتى التدخين في وسائل المواصلات العامة بوجودهم وحظر القانون في مجال الحماية الثقافية للأطفال تداول أو عرض أو حيازة أو إنتاج أية أعمال مرئية أو مسموعة أو مطبوعة أو ألعاب إلكترونية تخاطب غرائزه الجنسية أو تشجعه على الانحراف أو استخدامهم في تصوير أو تسجيل أو نشر أو توزيع أية مواد إباحية، وذلك حفاظا على كرامتهم وكينونتهم وحماية أخلاقهم وسمعتهم. ونص القانون على عقوبات رادعة متفاوتة تصل إلى السجن لمدة لا تقل عن عشر سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم لمن لا تردعه أخلاقه ودينه عن التعدي على الأطفال وإيذائهم. كما بادرنا في العام 2010 في إطار حرصنا على محاربة ظاهرة العنف الأسري إلى إنشاء المركز الشامل لحماية الأسرة والطفولة، ودعونا إلى ضرورة التركيز على حماية الأطفال ووقايتهم وتوفير جميع متطلبات النماء والتنشئة السوية لهم لما يشكلونه من أهمية كعماد للمستقبل. وأضافت سموها: أسست الإمارات في العام 2003 المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بهدف الارتقاء بمستوى الرعاية والعناية والمتابعة لشؤون الأمومة والطفولة وتقديم الدعم لذلك في جميع المجالات، وخصوصا التعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية وتحقيق أمن وسلامة الطفل والأم ومتابعة وتقييم خطط التنمية والتطوير لتحقيق الرفاهية المنشودة مع تشجيع الدراسات والأبحاث ونشر الثقافات الشاملة للطفولة والأمومة. وقد حرصنا منذ إنشاء هذا المجلس على تعزيز تعاوننا والمشاركة مع المنظمات الإقليمية والدولية ومنها المنظمة العالمية للأسرة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ومنظمة المرأة العربية ومنظمة الأسرة العربية لبلورة رؤية مشتركة واستراتيجيات متقدمة لدعم المرأة والطفل وحماية حقوقهما وفقا لأرقى المعايير العالمية. العمل النسائي انطلق بداية السبعينيات بأربع سيدات حول العوامل التي ساعدت المرأة على القيام بأدوار مؤثرة في مجالات كانت حكرا على الرجال، قالت سمو الشيخة فاطمة: واجهتنا في بداية هذه المسيرة الطويلة من العمل المضني الدؤوب صعاب ومشاق كثيرة، فقد انطلق العمل النسائي في بداية السبعينيات بأربع سيدات فقط، حيث لم يكن هناك أي وجود لأي نوع من الحراك النسائي وسعينا بهذا العدد الصغير إلى بناء أول تجمع نسائي في دولة الإمارات بتأسيس جمعية المرأة الظبيانية في العام 1973 بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وتشجيع ومناصرة ودعم القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ثم بحماس وتجاوب ابنة الإمارات نفسها وحرصها على الإسهام في خدمة المجتمع والمشاركة في مسيرة التنمية الأمر الذي فتح الآفاق والأبواب لإنشاء جمعيات مماثلة في جميع أنحاء الدولة وتتويج هذه الجهود بقيام الاتحاد النسائي العام الذي شكل نقطة تحول أساسية في مسيرة تقد م المرأة في الإمارات واعتبر حينها سابقة مهمة ورائدة للعمل النسائي في منطقة الخليج العربي بأسرها. وأضافت سموها: تحققت هذه الإنجازات الحضارية الشاملة للمرأة الإماراتية بدعم بلا حدود، من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وهو الدعم الذي تواصل وتعزز بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإطلاق برامج طموحة لتمكين المرأة في المجالات كافة، مما جعلها تسبق الكثير من نساء العالم في تبوء أعلى المناصب القيادية، وتصبح شريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي. وقالت سمو الشيخة فاطمة: المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء مما يعد من أعلى النسب تمثيلا على المستوى العربي وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي في دورته الحالية من بين أعضائه الأربعين، وبنسبه 22 في المائة والتي تعد أيضا من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات البرلمانية، إضافة إلى شغل أول امرأة منصب المندوبة الدائمة للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة وأربع سيدات يعملن كسفيرات للدولة في إسبانيا والسويد ومونتنيجرو وقنصلة عامة في هونج كونج. كما تعمل المرأة بكفاءة عالية في الهيئة القضائية والنيابة العامة والقضاء الشرعي واقتحمت كذلك مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي بالإضافة إلى عملها في مختلف أفرع وحدات وزارة الداخلية. (أبوظبي-وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©