الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العام الثاني بداية حقيقية لاكتشاف الذات

العام الثاني بداية حقيقية لاكتشاف الذات
28 يونيو 2018 21:08
القاهرة (الاتحاد) بإكمال الطفل عامه الثاني، تبدأ مرحلة جديدة هي بمثابة نقلة نوعية من النمو لها من سماتها ومتاعبها وخصوصيتها. فيها كثير من ملامح التشبه بالكبار، وتبدأ مشاكل التعلق بالأم ومخاوف الابتعاد عنها، وفي نفس الوقت تظهر نزعات وصراع الاستقلالية والاعتماد على النفس. فيها نرى الطفل يلحق بأمه أين توجهت، ويحاول أن يفعل كما تفعل. يريد أن ينخرط فيما يثيره من حوله، وفي نفس الوقت ليس بعيداً عن الأم. لكنه يسير بخطى سريعة نحو اكتساب المهارات والخبرات، ويستمتع بالتشبه بالكبار. إنها مرحلة مهمة لاكتشاف الذات. الدكتورة ملاك الخولي، استشارية الصحة النفسية وسيكولوجية الطفل، تلفت إلى خصوصية مرحلة بلوغ الطفل عامه الثاني، لوجود تداخلات مركبة تستوجب الفهم وحسن التعامل وخاصة من قبل الأم. فالطفل نراه يكثر من رغبة الاعتماد والتعلق بأمه، ويدرك أنها الأكثر قدرة على توفير الأمن والحماية له، ويمعن في إظهار ذلك بشتى الطرق والأساليب، بما يثير حفيظة وصبر الأم وحنقها. نراه شديد الالتصاق بها، والقفز من السرير للحاق بها، ويصرخ أن ابتعدت عنه، ويضايقه تغيير مكانه، بل وقد يتعلق بأحد أفراد الأسرة الآخرين، ويفزعه الابتعاد عنه، لكن شريطة أن تكون الأم موجودة أيضاً بالقرب منه. دواعي القلق تكمل الخولي: «أيضاً نراها فترة لإنماء الروح الاجتماعية لدى الطفل، فالأطفال لا يلعبون كثيراً مع بعضهم بروح تعاونية في هذا العمر، إنما يرغبون رغبة قوية في مراقبة بعضهم البعض، واللعب جنباً إلى جنب، مع غلبة الأنانية الفردية والرغبة في الاستحواذ، بل وحرمان الطفل الآخر من كل شيء يقع بين يديه مهما كان تافها، ومهما كان معدوم الفائدة بالنسبة له.. وفي هذه المرحلة أيضاً تظهر ملامح جديدة لقلق الطفل من الابتعاد عن أمه، خاصة إن كان شديد الاعتماد عليها، أو إذا كان وحيداً، ولا يستوعب ضرورة حاجة الأم للخروج من المنزل. أو حتى التواجد في غرفة أو في دورة مياه مغلقة، حتى يشتد صراخه وغضبه. تجنب الإثارة وتضيف «يقل احتمال نشوء المخاوف في نفس الطفل الذي ألف منذ المهد وجود أشخاص بعينهم حوله، لذا نحذر الأم من إجراء أية تغيرات جذرية في حياة الأسرة مع بلوغ الطفل عامه الثاني، كأن تقوم الأم برحلة طويلة نسبياً، أو تتسلم مهام عمل أو وظيفة جديدة تتطلب الابتعاد قليلاً عن وليدها عما قبل، أو حتى الانتقال إلى بيت جديد، أو تعيين مربية جديدة له لمعاونتها، ولا يفض ذلك إلا بعد فترة من العشرة بينهما لاكتساب ثقته ومحبته، ونمو الألفة بينهما. وعلى الأم أن تخفف من مشاعر الخوف لدى الطفل في هذه السن، وخاصة عند النوم. وأوضحت أن الطريقة الأفضل لمعالجة هذه الحالة، رغم أنها الأقسى. أن تجلس الأم مسترخية هادئة بالقرب منه، ولا تغادر مكانها إلا بعد أن يستغرق في النوم، ولا تتعجل النهوض قبل أن يستسلم للنوم، وإذا كان يتملكه الرعب، عليها البقاء إلى جانبه حتى يعتاد النوم بعيداً عنها، وقد تستغرق هذه الحالة فترة ما، وعلى الأم التمسك بالصبر والجلد حتى تنتهي فترة الخوف تلك». علامات التردد لفتت الدكتورة ملاك الخولي إلى أن الطفل الذي يخيفه الافتراق، أو أي شيء آخر، يكون شديد التأثر إذا كانت أمه تشعر الشعور نفسه. فإذا بدت عليها علامات التردد والشعور بالذنب في كل مرة تبتعد فيها عنه، أو إذا دخلت عليه مهرولة مذعورة بعد غياب قصير، فإن اضطرابها يزيد من مخاوفه بلا شك. وقالت: على الأم أن تتجنب مثل تلك التصرفات المفرطة في القلق، وتحاول أن تحافظ على رباطة جأشها وصبرها وهدوئها. وعليها أن تظهر له ملامح الفرح والثقة والطمأنينة في كل الأوقات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©