تعميم الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم

تعتزم هيئة الصحة في أبوظبي تطبيق برنامج خاص لمكافحة سرطان القولون والذي يعد ثاني مسبب للسرطان بالنسبة للرجال، ويحتل المرتبة الرابعة بالنسبة للسيدات، وذلك عقب نجاح البرنامج في مرحلته التجريبية. وتشير الأرقام إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعتبر من المشاكل الصحية المتنامية في إمارة أبوظبي، حيث يأتي في المرتبة الرابعة من بين العشرة الأوائل من أنواع السرطانات بعد سرطانات الثدي والدم والغدد الليمفاوية، ويتم تسجيل 44 حالة إصابة جديدة بالمرض كل عام في إمارة أبوظبي وحدها. وينتشر بين الرجال بصورة أكبر من السيدات، وفقاً لتصريح الدكتورة جلاء أسعد طاهر رئيس قسم مكافحة السرطان بهيئة الصحة في أبوظبي لـ “الاتحاد”، وأضافت أنه سيتم تعميم البرنامج الذي نجحت تجربته بعيادة بني ياس على مستوى إمارة أبوظبي، حيث يعد سرطان القولون من الأمراض المنتشرة على مستوى الدولة. ولفتت إلى أن المفارقة تكشف عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان عموماً وسرطان القولون خصوصا بأوروبا وأميركا، لكن ينتشر بصورة كبيرة بين من هم فوق سن 60 عاماً، على خلاف الوضع بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا. وأكدت الدكتورة جلاء أسعد طاهر أن مشكلة الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط وآسيا تزيد حالات الوفيات بين الإصابات التي يتم اكتشافها، رغم ضعف النسبة المصابة بالمقارنة بالعدد في أوروبا وأميركا. كما تتميز المرض في منطقتنا بأنه ينتشر بين الفئات العمرية الأصغر سناً وبصورة كبيرة بمقارنته بالإصابات الموجودة، وأن العناية والتعامل مع المرض سببب رئيسي، وكذلك الحالة النفسية للمصاب تلعب دوراً كبيراً في تأزم حالته، بخلاف الوضع في أوروبا. وتتمثل أعراض سرطان القولون والمستقيم في ألم غير معروف الأسباب في البطن أو المستقيم، والتغيرات المعوية التي تستمر لأسابيع دون سبب واضح، أو ظهور دم في البراز والتعب الشديد. وأطلقت هيئة الصحة المرحلة التجريبية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، منتصف العام الماضي في منطقة بني ياس مستهدفة المواطنين ما بين سن الخمسين والخمسة والسبعين عاماً، والمقدر عددهم بنحو 15 ألف مواطن ومواطنة. واستهدف برنامج الكشف عن السرطان في مرحلته التجريبية تقييم جدوى الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، وتحديد النهج الأكثر فعالية وأنسب الطرق لتشخيص المرض في وقت مبكر مع أقل قدر من التوتر وعدم الراحة بالنسبة للمرضى. وبدأ تطبيق الفحص الاختياري على شريحة مختارة من المواطنين والمواطنات في مركز بني ياس الصحي وفقاً للفئة العمرية بين الخمسين والخمسة والسبعين عاماً، حيث تمت دعوة الأفراد من الفئة المختارة لحضور دورة تثقيفية خاصة لشرح مزايا الكشف المبكر عن سرطان القولون، وتشجيعهم على الخضوع لبروتوكول الكشف والذي يتضمن فحص عينات من البراز، بحثاً عن وجود آثار دموية خفية تدل على وجود تقرحات قد تكون مسرطنة، وفي حال كانت نتيجة الفحص إيجابية فسيتم تحويل المريض مباشرة إلى قسم الأورام بمستشفى المفرق لمتابعة عملية التشخيص. ويمكن فحص سرطان القولون عبر فحص الدم في البراز إن وجد، أو الفحص المباشر للأمعاء بواسطة المنظار، أو من خلال المسح المقطعي بواسطة الحاسوب أو بما يعرف بالرنين المغناطيسي. ونصحت الدكتورة جلاء أسعد طاهر رئيس قسم مكافحة السرطان بهيئة الصحة في أبوظبي الأشخاص ممن ليس لديهم تاريخ عائلي أو شخصي بأمراض القولون والمستقيم، بتناول وجبات غذائية غنية بالألياف من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وكميات قليلة من الدهون الحيوانية لتقليل احتمال الإصابة بسرطان القولون. 90% نسبة الشفاء عند الكشف المبكر سعت هيئة الصحة في أبوظبي من خلال الحملة التي أطلقتها في منطقة بني ياس، إلى إيصال رسالة للجمهور مفادها أن سرطان القولون والمستقيم يمكن السيطرة عليه بشكل فعال، من خلال الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب. ويحتل سرطان القولون المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأورام السرطانية الأكثر انتشاراً لدى النساء، والمرتبة الثالثة لدى الرجال في إمارة أبوظبي، حيث يشكل ما نسبته 9% من مجمل حالات السرطان، وفق هيئة الصحة، حيث أن سرطان القولون يصيب خمسة من كل مائة ألف شخص سنوياً، علماً بأن الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان قد يؤدي إلى الشفاء التام بنسبة 90% من الحالات.