الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حاكم الشارقة يعكس حبه للثقافة على بلاده

حاكم الشارقة يعكس حبه للثقافة على بلاده
21 أغسطس 2017 14:05
باريس (وام) نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، مقالاً للكاتب بنجامين بارت، رئيس قسم الشرق الأوسط، قالت فيه إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استطاع أن يعكس حبه للثقافة على بلاده، حيث يتميز بكونه مؤلف مذكرات تاريخية شهيراً، ففي رصيده الأدبي أكثر من ثلاثين كتاباً، تستمد وقائعها من أرشيف أسرته الغني والسلالات الأخرى في المنطقة. وقال الكاتب إن صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يحمل شهادتي الدكتوراه في التاريخ، والحائز درجتي امتياز في عامي 1985 و1999 عن أطروحتين من تأليفه، تتناولان الصراع على السلطة في منطقة الخليج ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر، يميل إلى الانفراد في مكتبته الخاصة لممارسة هوايته المفضلة «الكتابة»، ولا تقتصر كتاباته على المؤلفات التاريخية فقط، بل أيضاً على الشعر والمسرح، وهما أيضاً من هواياته الأخرى المفضلة. وأضاف رئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة «لوموند»، أنه في فيلم وثائقي عُرض على شبكة «آر تي»، بعنوان «الإمارات، سراب السلطة» الذي تمّ بثه في عام 2016، يروي صاحب السمو حاكم الشارقة كيف ملأ قصره بالممرات والمصاعد السرية، المخصصة لاستخدامه الشخصي، للحصول على جو من الهدوء الذي يحتاجه للكتابة. وتطرق إلى مقولة لأحد أحد الدبلوماسيين الأجانب الذي تحدث عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فقال: «إن صاحب السمو شخص مبدع بحقّ، ناصري الهوى، يدفعه عشق الثقافة، وقد تعلّق بشغف بأبرز القضايا السائدة في عصره». وأكد بنجامين بارت أن صاحب السمو حاكم الشارقة، عرف عنه ميله للفنون والتراث، ففي يناير من عام 1970، عندما كان لا يزال طالباً في القاهرة، علم بهدم مبنى الحصن الحجري القديم في وسط المدينة، وكان في ذلك الوقت مسكناً للأسرة الحاكمة في القرن التاسع عشر، ومع أن صاحب السمو استقلّ الطائرة عائداً إلى البلاد على الفور، فقد وصل متأخراً لإنقاذ الجزء الأكبر من المبنى، لكنه تمكن من استرجاع بعض القطع الزخرفية، والأبواب والنوافذ الخشبية، وأجرى مسحاً للأساسات، وبعد تسلمه سدة الحكم، أعاد بناء الحصن، وافتتحه في عام 2015، ليكون متحفاً مثيراً للاهتمام مخصصاً لتاريخ عائلة القاسمي الملحمي. وأشار إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة ترك بصماته الواضحة في كل مكان، سواء في المتاحف التي ساهم أحياناً بكتابة لوحاتها التوضيحية، أو في الجامعات، التي لا يزال يعلّم فيها، وبقي صدى ما فعله منذ بضعة أشهر يتردد بقوة في المقهى الواقع تحت القبة الزرقاء لمتحف الحضارة الإسلامية، عندما استقبل وفداً من الكرادلة، المتخصصين في الحوار بين الأديان. ولفت في مقاله إلى أن الأساقفة المحبطين كانوا قد أخبروا مضيفهم بأنهم يبحثون عن عدد من الرسائل التي لا تزال مفقودة ضمن مجموعة من الوثائق القديمة، تشهد على العلاقات القديمة الراسخة بين الفاتيكان والعالم الإسلامي. ويروي أحد الأشخاص الذي كان شاهداً على ما حصل، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته: «أرسل صاحب السمو ابنه إلى مكتبه، وعاد الشاب بعد قليل يحمل إحدى الرسائل المعنية. في تلك اللحظة، نسي الكرادلة نظام المراسم الخاصة بالاجتماع، وتدافعوا حول الوثيقة الثمينة، لم يتمكنوا من تصديق أعينهم، التي اغرورقت بالدموع لشدة التأثر». وذكر الكاتب إلى أن كريمات صاحب السمو حاكم الشارقة يتمتّعن أيضاً بوجود مؤثر مثل الشيخة حور، وهي فنانة تشكيلية ورئيسة ومؤسسة «مؤسسة الشارقة للفنون» والقيّمة بهذه الصفة على «الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة - معارض بينالي الشارقة»، والشيخة بدور، وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة «كلمات»، أول دار نشر متخصّصة بإصدار القصص للأطفال في منطقة الشرق الأوسط، كما ترأس الذراع العقارية للإمارة، المسؤول عن إعادة تأهيل وسط المدينة القديم ونحن ندين لها بأعمال تطوير «مشروع جزيرة النور»، وهي جزيرة تقع على البحيرة التي بنيت حولها المدينة، وقد تمّ تحويلها إلى حديقة للنباتات والفراشات، وتشكّل الجزيرة واحة للهدوء والمساحات الخضراء، ويقع في وسطها كشك مملوء بالوسائد الكبيرة، تجعل منه المكان المثالي للقراءة أو التأمل. ففي إمارة الشارقة، تعتبر الثقافة مسألة عائلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©