الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب المبتكرين.. استثمار عقول تخدم البشرية

تجارب المبتكرين.. استثمار عقول تخدم البشرية
6 أكتوبر 2016 23:09
أشرف جمعة (أبوظبي) ترتفع وتيرة الابتكار في دولة الإمارات بشكل متسارع في ظل الدعم غير المحدود الذي تقدمه المؤسسات المعنية بالابتكار، وهو ما حفز الكثير من أبناء الوطن على ارتياد مناطق جديدة في ميادين الابتكار والاختراع تلائم تطور المجتمعات وتبعث بضوء جديد في ظل التقدم الهائل في العلوم كافة. واللافت أن التجارب الإماراتية لها خصوصيتها، فهي تقدم حلولاً لمشكلات إنسانية، ومن الواضح أن هذه التجارب جاءت نتيجة للطموح الذي يسكن أفئدة المبدعين في مجال الابتكار سواء الذين قدموا مشروعاتهم في ضوء الدراسة الجامعية أو هؤلاء الذين يعيشون مع روح الابتكار بجهد بحثي خالص إيماناً منهم بأن تقدم الأمم والشعوب يقاس بحجم الإبداع فترجموا بصدق رؤى وطموحات القيادة الرشيدة في الدولة. روح العلم يقول عبدالرحمن حمدان أمين جائزة الإمارات للابتكار والإبداع، «إن الدولة ترعى الموهوبين في مجالات الابتكار والاختراع، وهو ما انعكس بشكل إيجابي عليهم، كما أن التحفيز المستمر على تقديم حلول لمشكلات المجتمع في المجالات كافة أبرز للساحة العلمية العديد من المبتكرين، مبيناً أن المدارس والجامعات أصبحت تزخر بطلاب يمتلكون الإمكانيات الحقيقية، وهو ما يؤشر إلى ميلاد جيل جديد من النابغين الذين يعملون بروح العلم، ويدركون حقيقة التطورات التكنولوجية في كل أنحاء العالم، مشيراً إلى أن دعم الدولة للمبتكرين يزيد من رقعة الإبداع، ويخلق بيئة تنافسية كبيرة، ويذكر أن «جائزة الإمارات للابتكار والإبداع» اختصت بالبحث عن المبتكرين والمبدعين في المجالات كافة في إطار رؤية القيادة الرشيدة التي تدعم الابتكار والإبداع، لافتاً إلى أن مثل هذه الجوائز للأطفال والشباب تضيء على تجارب المبدعين في الدولة، إذ إنه ربما يخرج من بين هذه الابتكارات مشروعات تخدم الإنسانية، ويرى أن التجارب أثبتت أن البحث من فكرة لماحة لا يأتي إلا من خلال المثابرة والجد والاجتهاد، وهو ما يحدث حالياً في البيئة الإماراتية التي أصبحت تمثل عامل جذب وتربة، تتخمر فيها عجائن الابتكار لتولد بين أصابع هذا الجيل الذي يعلن عن وجوده في دولة الابتكار، وهو ما يعمل على الاستثمار في أهم قطاع حيوي في الوجود. تجربة ثرية ويقول خليفة الرميثي، الذي لقب في طفولته «بالمخترع الصغير»، إن لديه تجربة ثرية رغم عمرها القصير في عالم الابتكار، مشيراً إلى أن والده لاحظ اهتمامه في الصغر بعمل الدوائر الكهربائية وإصراره على إصلاح الأجهزة الكهربائية في المنزل التي يصيبها بعض العطب، فأتاح له فرصة تنفيذ بعض التجارب من خلال معمل صغير داخل المنزل، ويرى الرميثي أن هذا المعمل كان فاتحة خير عليه، حيث قدم تجاربه العلمية التي طرحته ضمن المبتكرين في الدولة إلى أن سجل براءة اختراع لأحد مشروعاته الابتكارية في أميركا، ويبين أن اهتمامه بتقديم أفكار جديدة جاء من خلال التحفيز الدائم من خلال المؤسسات المعنية بالابتكار داخل الإمارات، فضلاً عن الاهتمام الكبير من قبل القيادة الرشيدة التي تدعم الموهوبين في هذا المجال. خطوات أولى ويذكر الرميثي أنه منذ أن بدأ الخطوات الأولى في هذا المجال وهو يعيش حالة خاصة تدفعه إلى النظر بعمق في المشكلات الطارئة التي تواجهها المجتمعات، فقرر أن يرد الجميل للوطن الذي قدم له كل ألوان الدعم المادي والمعنوي، ويلفت إلى أنه فخور بانتمائه لوطن الابتكار ودولة الإنتاج في كل شيء. ويحلم الرميثي الذي لم يتجاوز ال 16 عاماً بأن يقدم مشروعات حيوية تخدم الإمارات وأبناءها، وتسهم بشكل حقيقي في تخفيف الأعباء بما يحقق رفاهية الإنسان ويجعله في حالة دائمة من السعادة. سماء الإبداع ويبين سالم بن كنيد الفلاسي، أنه بدأ في سن صغيرة رحلته مع التجارب العلمية وهو ما تبلور في نهاية الأمر عن تقديم مشروعات مفيدة للمجتمع، لافتاً إلى أنه حصل على شهادة مدرب دولي معتمد في مجال الذكاء الحضاري من أميركا، واستطاع خلال الفترة الماضية أن ينظر بعمق إلى بعض المشكلات، ويقدم لها حلولاً ابتكارية بشكل مغاير مثل «سيارتي»، وهو جهاز متعدد الاستخدامات ونظام لإدارة المواقف بشكل آلي، فضلاً عن أنه يشعر بسعادة غامرة، نظراً لأن الإمارات تحلق في سماء الإبداع وتستثمر في العقول، وتساعد الجيل الحالي على إبراز مشروعاتهم الابتكارية وتكرمهم أيضاً، ويشير إلى أن المدارس والجامعات تفرز كل عام مشروعات كثيرة في مجال الابتكار، ما يسهم في التقدم الحضاري، ويحفز أبناء الوطن على الاستمرار في تقديم المخترعات والابتكارات للجهات المعنية حتى تسير في إطارها الطبيعي المنتج. كفاءات وطنية ويورد حمد الحمادي أنه لامس بصدق بعض المشكلات الصحية التي تصيب بعض الفئات في المجتمع، وهو ما جعله يدخل عالم الابتكار، ويسهم في التقليل من مخاطر السمنة عبر ساعة ذكية ابتكرها تطلع أولياء الأمور على ما يستجد في حياة أبنائهم والمخاطر التي من الممكن أن تهدد صحتهم، ويشير إلى أن اتجاه دولة الإمارات نحو الابتكار خلق بيئة صحية محفزة على الإبداع، ويرى أن التجربة التي خاضها في الفترة الأخيرة في ضوء التحفيز على الأفكار الجديدة جعلته يهتم بتفاصيل الحياة ومن ثم التركيز على الأشياء التي من الممكن أن تخدم الناس في المجالات. ويبين أن الإمارات تستقطب الكفاءات الوطنية الشابة وتفتح لهم الآفاق من أجل الابتكار، كما أن الكثير من المؤسسات في الدولة تدعم المبدعين في مجال الابتكار، وهو ما يفتح شهيتهم إلى تقديم المزيد من المشروعات المهمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©