الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هاجل يتوقع مفاوضات مباشرة بين أميركا و«طالبان»

هاجل يتوقع مفاوضات مباشرة بين أميركا و«طالبان»
2 يونيو 2014 00:21
قام وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل أمس بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان، متوقعاً إجراء مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» الأفغانية المتمردة بفضل عملية تبادل أسرى بينهما امتدحها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وانتقدها معارضوه الجمهوريون، واعتبرتها الحركة مصدر «فرحة كبرى» و«انتصار عظيم» ورأت السلطات الأفغانية أنها ربما تهيئ لنجاح عملية السلام في أفغانستان. ووصل هاجل ظهر اليوم إلى قاعدة باغرام الجوية، وهي مجمع عسكري ضخم تحت سيطرة أميركية شمال كابول، في ثاني زيارة مفاجئة لمسؤول أميركي كبير إلى أفغانستان خلال أسبوع واحد بعد زيارة أوباما يوم الأحد الماضي. وذكز مسؤولون أميركيون أنه أجرى مباحثات مع القادة العسكريين الأميركيين بشأن التقدم الذي أحرزته القوات الأفغانية باتجاه توليها المسؤولية الأمنية بعد أن تنهي الولايات المتحدة سوف تنهي مهمتها القتالية في أفغانستان في شهر ديسمبر المقبل وتبقي على 9800 جندي فقط هناك حتى نهاية عام 2016 إذا وقعت الحكومة الأفعانية الجديدة والإدارة الأميركية اتفاقية التعاون الأمنية بين البلدين التي رفض الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي توقيعها. وأعرب هاجل عن أمله في إجراء محادثات مباشرة بين بلاده و»طالبان» بعد الإفراج عن الجندي الأميركي السارجنت بوي برجدال وهو آخر أسير في حرب أفغانستان وإطلاق سراح خمسة من كبار قادة الحركة كانوا محتجزين في سجن قاعدة جوانتانامو البحرية الأميركي في كوبا ونقلهم إلى قطر بموجب صفقة تبادل الأسري بوساطة قطرية. وقال في مقابلة مع شبكة «إن. بي. سي» التلفزيونية الأميركية «إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع طالبان سابقاً، إلا أنها توقفت في عام 2012، ولذلك فربما تكون هذه فرصة جديدة يمكن أن تسفر عن اتفاق». وقال أيضاً للصحفيين المسافرين معه إلى أفغانسان «لا أعرف ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى انفراجات محتملة جديدة مع طالبان. آمل أن يتحقق هذا الأمر». وردا على سؤال عما إذا كان الإفراج عن السجناء سيشجع طالبان على خطف المزيد من الجنود الأمريكيي، أجاب هاجل «كان هذا تبادلا لأسرى الحرب، كان تركيزنا على عودة السارجنت برجدال وهذا قد يوفر جسراً جديداً محتملًا لمفاوضات جديدة». وأضاف أن الولايات المتحدة واصلت البحث عن فرص لاستعادة برجدال حتى بعد قطع الحركة المفاوضات عام 2012. وأوضح «كنا نعمل على إيجاد طرق لفتح آفاق مع طالبان لنحاول استعادة السارجنت برجدال. هذه العملية لم تبدأ للتو. كانت نتاج جهود مستمرة وشاركت فيها حكومتنا على كل المستويات. وجدنا بعض المنافذ التي جعلت الأمور تتضح بالنسبة لنا». ووصف هاجل إطلاق سراح برجدال بأنه «يوم سعيد». وذكر أن كرزاي لم يُبلغ بالعملية قبل حصولها. وقال «كان على هذه العملية أن تنفذ بدقة شديدة. فقط القليل من الأشخاص كانوا على علم بها. لم نكن لنتحمل حصول أي تسريبات في أي مكان لأسباب واضحة». وألقى أوباما مساء أمس الأول بياناً في حديقة الوردية بالبيت الأبيض وقد وقف بجانبه والدا الجندي المفرج عنه، حيث أشاد بعملية تبادل الأسرى وقال «إننا ملتزمون بإنهاء الحرب في أفغانستان، وملتزمون بإغلاق جوانتانامو، ولكننا قدمنا أيضا التزاما صارما بإعادة أسرى الحرب إلى الوطن». كما رحبت «طالبان» بالإفراج عن قادتها الخمسة. وقالت في بيان أصدرته مساء أمس الأول «نزف ببالغ السعادة والسرور بشرى لجميع الشعب، وخاصة لمجاهدي الإمارة الإسلامية، ولعوائل القادة الخمسة الكبار بالإمارة الإسلامية، ومحبيهم وذويهم، وهم محمد فضل ونور الله نوري ومحمد نبي خير الله خير خوا وعبدالحق واثق». وأضافت «لقد أفرج عنهم نتيجة اتصالات غير مباشرة جرت بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة، بمساعدة الحكومة القطرية التي جمعت شملهم بعائلاتهم في قطر، وجلب ذلك فرحة كبرى وسروراً عظيماً إلى الأمة الأفغانية وخصوصاً إلى مجاهدي الإمارة الإسلامية ». وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أسماء المفرج عنهم وقال إنهم حالياً في عهدة قطر وتحت مراقبتها وسيخضعون لإجراءات تقيد حرية تنقلاتهم وأنشطتهم. وقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، في بيان نادر، «أقدم التهاني القلبية للشعب الأفغاني المسلم بأكمله، ولجميع المجاهدين ولعائلات وأقارب السجناء على هذا النصر العظيم بالإفراج عن خمسة من قادة طالبان من معتقل جوانتانامو». من جانب، آخر رأى المسؤول الكبير في «المجلس الأعلى الأفغاني للسلام» إسماعيل قاسميار أن تبادل الأسرى يمكن أن يساعد في استئناف عملية السلام في أفغانستان. وقال لوكالة «فرانس برس» في كابول أمس «إن ذلك يظهر أن الأطراف كافة يتحلون بالإرادة الطيبة لبناء مناخ من الثقة وإطلاق محادثات سلام في مستقبل قريب». وأضاف «نحن متفائلون جداً إزاء الإفراج عن هؤلاء المسؤولين الكبار في طالبان، الذي يمكن أن يساعد عملية السلام». لكن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد أوضح أن عملية التبادل ليست مرتبطة بعملية السلام. وقال للوكالة ذاتها «يتعلق الأمر فقط بتبادل أسرى حرب». وفي ردود الفعل الأميركية، رحب عضو مجلس الشيوخ الجمهوري النافذ جون ماكين بالإفراج عن الجندي الأميركي، لكنه قال «في الوقت نفسه، نطالب بمعرفة الإجراءات التي ستتخذ لضمان أن هؤلاء المتطرفين الطالبان العنيفين لن يعودوا أبداً إلى قتال الولايات المتحدة أو حلفائنا». وأضاف «أريد أيضا تأكيد أن الإرهابيين العتاة الذين تلطخت أيديهم بدماء الأميركيين وعدد لا يحصى من الأفغان لن يهددوا آفاق السلام في أفغانستان». وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز «إنني مسرور بأن السارجنت برجدال حر وسيعود إلى عائلته في الولايات المتحدة، ومنزعج للغاية لأن مسؤولين أميركيين تفاوضوا مع إرهابيين للتوصل إلى صفقة التبادل. هذا التغير الكبير في السياسة الأميركية يشجع الإرهابيين في كل أنحاء العالم على أخذ رهائن أميركيين». وأضاف «أعتقد أن هذا القرار سيهدد حياة جنود أميركيين في السنوات المقبلة». وقال عضوا لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ هاورد ماكيون وجيمس أنهو، ي بيان مشترك «لقد حافظت الولايات المتحدة على منع التفاوض مع إرهابيي، وبهذه الصفقة فقد انتهك الرئيس (أوباما) بوضوح القانون الذي يلزمه بإبلاغ الكونجرس قبل 30 يوما من نقل أي إرهابيين من سجن جوانتانامو، وشرح كيفية تراجع التهديد الذي يشكلونه بشكل كبير». (كابول، واشطن - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©