الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«اتصالات» وخبراء طب وهندسة: أبراج إرسال الخلوي غير ضارة صحياً

«اتصالات» وخبراء طب وهندسة: أبراج إرسال الخلوي غير ضارة صحياً
21 مايو 2011 22:39
أكد مختصون في تقنيات الاتصال وأطباء أنه لا توجد تأثيرات مباشرة على الصحة نتيجة السكن قرب أبراج تقوية الاتصال، في الوقت الذي طالب فيه مواطنون بمنطقة السلامات في العين بضرورة العمل على نقل أبراج التقوية في وسط الشعبية الجديدة بالمنطقة إلى أماكن أخرى أو إبعادها مسافة مناسبة عن المناطق المأهولة بالسكان، تحاشياً لتأثيراتها الضارة على صحة السكان وفق اعتقادهم. وأوضح المواطن خالد صالح المصعبي، أحد سكان المنطقة وهو متزوج وله 4 أطفال، أنهم فوجئوا قبل عام تقريباً بشركة “دو” للاتصالات تقوم بتثبيت أحد أبراج التقوية الخلوية في الشعبية الجديدة في المنطقة التي تضم المئات من المساكن الشعبية التي يقطنها آلاف من الأسر المواطنة التي لم ترحب بهذه الخطوة لقناعتهم بأنها ستجلب لهم الضرر. ولفت المصعبي إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فلم تمض إلا أشهر قليلة حتى فوجئ الأهالي بمؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” تعيد الكرة مرة أخرى، وتقوم بتركيب برجٍ آخر تركته دون أسوار ما جعل لوحات التحكم والتشغيل مفتوحة ومتاحة لعبث الأطفال. وقال المواطن محمد علي المري، وهو متزوج وله طفلان، إن البرجين لا يبعدان عن وسط المنطقة السكنية بأكثر من 10 أمتار، وهو ما يضاعف من مخاوف الأهالي بتأثرهم وأفراد أسرهم بالذبذبات والموجات الكهرومغناطيسية التي تصدر عن هذه الأبراج خاصة أن الأهالي متخوفين جداً منها، وعلى قناعة بأنها تؤثر سلباً على صحة الإنسان. وطالب المري الجهات المعنية بالعمل على إزالة البرجين والبحث لهما عن مكانٍ آخر بديل بعيداً عن المناطق السكنية، لافتاً إلى أن الأهالي يتملكهم الخوف والريبة من تأثير البرجين رغم تأكيد القائمين عليهما أن وجودهما ليس له أي تأثير سلبي على صحة الإنسان. وأعرب المواطن صالح حسين حيدر من سكان المنطقة عن مخاوفه لوجود البرجين وسط الشعبية التي تكتظ بالسكان، متسائلاً عن سر اختيار منطقة سكنية مزدحمة لإقامة هذين البرجين اللذين باتا يشكلان مصدر قلق دائماً للأهالي الذين يتحسبون كثيراً للموجات المنبعثة منهما على صحة السكان خاصة الأطفال. وقال المواطن محمد صالح حسين “إن الأهالي في المنطقة غير راضين عن وجود هاذين البرجين الذين يشكلان مصدر لعدم الارتياح والشعور بالاستقرار لافتاً إلى أن سكوت الأهالي عن هذا الأمر خلال الأشهر القليلة الأخيرة لا يعنى أنهم راضون عن وجودها، بل كانوا في مرحلة ترقب للتيقن من عدم وجود أخطار على السكان الأمر لم يثبت حتى الآن”. إلى ذلك أكد محمد الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات واستشاريون طبيون وخبراء في مجال هندسة الاتصالات أنه لا يوجد تأثير مباشر على الصحة نتيجة تعرضها للإشعاعات الصادرة من أبراج تقوية الإرسال لشبكات الهاتف المتحرك وفقاً للأبحاث والدراسات العالمية التي تقوم بها المنظمات العالمية وسط مطالبة مواطنون بمنطقة السلامات في العين بضرورة العمل على نقل أبراج التقوية الخلوية الموجودة وسط الشعبية الجديدة في المنطقة إلى أماكن أخرى غير مأهولة. ولفت الغانم إلى أن الأبحاث والدراسات العالمية التي تقوم بها المنظمات العالمية (مثل منظمة الصحة العالمية) في هذا المجال، تشير إلى أنه لا يوجد تأثير مباشر على الصحة نتيجة تعرضها للإشعاعات الصادرة من أبراج تقوية الإرسال لشبكات الهاتف المتحرك، منوهاً بورقة تحقيق رقم (304) الصادرة من منظمة الصحة العالمية، بخصوص الحقول الكهرومغناطيسية والصحة العامة، والتي خلصت إلى أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على أن الإشعاعات المنخفضة الصادرة عن أبراج تقوية الإرسال لشبكات الهاتف المتحرك والشبكات اللاسلكية تسبب أضراراً على الصحة العامة. وأضاف محمد الغانم قائلاً: “ما يمكن أن نخلص به، أنه إذا كانت الإشعاعات الصادرة من أبراج تقوية الإرسال لشبكات الهاتف المتحرك ضمن الحدود الدولية التي حددتها إرشادات الهيئة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP) والصادرة في عام 1998 والتي تم إعادة التأكيد عليها في عام 2009، فإنها لا تتسبب في حدوث أي أضرار على الصحة العامة”. وأشار الغانم إلى أن الهيئة تتلقى شكاوى من شرائح المجتمع، ويتم التعامل مع كل شكوى، حسب طبيعتها، لافتاً إلى أن ما قامت به الهيئة من الدراسة الميدانية ووضع السياسة التنظيمية لتحديد مستوى الإشعاعات غير المؤينة الناتجة عن شبكات وأجهزة الاتصالات الخاصة بالمرخص لهم “اتصالات ودو”، كان محركه الأساسي الصحة العامة واهتمام الجمهور بهذا الموضوع. وأكد التزام هيئة تنظيم الاتصالات بتطبيق أفضل المعايير الدولية قي قطاع الاتصالات لضمان الصحة العامة لمستخدمي خدمات الاتصالات في الدولة. وتقوم الهيئة جاهدة بعمل مبادرات مجتمعية تخدم المجتمع ومستخدمي خدمات الاتصالات في الدولة، كما تعمل الهيئة على دراسة وتطبيق المعايير الدولية والسياسات التنظيمية التي تفيد مجال قطاع الاتصالات والصحة العامة وتثقيف الجمهور وتوفير قنوات التواصل بين قطاع الاتصالات ومستخدميه. من جانبه، أكد الدكتور جون براون أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، عدم وجود أي حقائق علمية أو نظريات تشير إلى وجود تأثيرات ضارة للموجات والذبذبات المنبعثة من أبراج تقوية الاتصالات، لافتاً إلى عدم وجود أي دليل علمي يجزم بتأثيرها سلباً على صحة السكان القاطنين في المناطق الموجودة بها أو بالقرب منها. ولفت الدكتور موسى عيسى حسين أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة بجامعة الإمارات أن الشركات المعنية بدولة الإمارات تأخذ بالاشتراطات كافة وأحدث المعايير العالمية الواجب توافرها في الأبراج الخلوية، منوهاً بوجود شبكات معدنية ضمن تصاميم هذه الأبراج تعمل على تسريب الموجات إلى الأرض لتلافي أي اثر سلبي متوقع، إضافة إلى وجود معايير محددة تفرض لإنشاء الأبراج الخلوية في المدن المزدحمة وغيرها من المواقع كالمراكز التجارية والمواقع الشبيهة، حيث يجري تثبيت محطات تقوية صغيرة جداً لا يصدر عنها أي موجات قد تؤثر بشكل أو آخر على صحة الأفراد. مسح ميداني حول مستوى الإشعاعات لفت محمد الغانم مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات إلى أن هيئة تنظيم الاتصالات قامت في عام 2008 بعمل مسح ميداني بالقرب من المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية، وكانت النتائج تشير إلى أن مستوى الإشعاعات الصادرة من أبراج تقوية الإرسال لشبكات الهاتف المتحرك أقل من المستوى المحدد في إرشادات الهيئة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة (ICNIRP) بنسبة 0,4%. كما أصدرت الهيئة في عام 2010 سياسة تنظيمية لتحديد مستوى الإشعاعات غير المؤينة الناتجة عن شبكات وأجهزة الاتصالات الخاصة بالمرخص لهم “اتصالات ودو” بما يتوافق مع معايير السلامة التي حددتها اللجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة. وتأتي هذه السياسة تماشياً مع الجهود المبذولة من قبل هيئة تنظيم الاتصالات لمراقبة مدى التعرض للحقل الكهرومغناطيسي المنبعث من شبكات المرخص لهم والسيطرة الكاملة على استخدام التقنيات التي تصدر هذا النوع من الإشعاعات. وتهدف الهيئة من خلال إصدار هذه السياسة إلى تطبيق أفضل الإجراءات الوقائية المتبعة على المستوى العالمي، وذلك من خلال إلزام المرخص لهم بتقديم التقارير الرسمية اللازمة والتي تفيد بأن أجهزة وشبكات الاتصالات تمتثل لإرشادات الهيئة الدولية للحماية من الأشعة غير المؤينة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©