أسعار النفط ترتفع بعد خفض الفائدة الصينية

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي أمس بعد أن خفضت الصين أسعار الفائدة وقبل صدور بيانات المخزونات الأسبوعية الأميركية· وكانت الأسعار هوت حوالي سبعة في المئة أمس الأول بفعل المخاوف من انحسار الطلب بعد أن أظهر تقرير حكومي أن الاقتصاد الأميركي انكمش أكثر مما كان متوقعا في الربع الثالث من العام· وفي الساعة 13,10 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لاقرب استحقاق شهر يناير المقبل 65 سنتا إلى 51,42 دولار للبرميل، وكان السعر قد بلغ عند التسوية في اغلاق في نايمكس أمس الأول 50,77 دولار منخفضا 3,73 دولار· وارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن 1,15 دولار إلى 51,50 دولار للبرميل، وخفضت الصين أسعار الفائدة بواقع 1,8 نقطة مئوية اليوم مما عزز الآمال في امكانية تحاشي تباطؤ اقتصادي طويل الأمد في أسرع دول العالم نموا في استهلاك الوقود ودعم اسعار النفط· ورجّح مارك بيرفان، كبير محللي شؤون السلع الأولية في ''بنك أستراليا اند نيوزيلند'' في ملبورن، أن تستقر الأسعار على المدى القصير مع أنّ الأرقام المعدلة للناتج المحلي الإجمالي الأميركي تركت السوق في حال من ''الضياع''، ما أذكى المخاوف حيال الوضع الاقتصادي لأكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم· وتعليقاً على خطط الإنعاش الاقتصادي التي تتوالى حول العالم، أوضح بيرفان أن الخطوات الأخيرة أثّرت تأثيراً متواضعاً في أسعار النفط، وقال: ''ضُخَّت مبالغ طائلة في النظام لكنها لم تفعل فعلها بعد''· وكانت أسعار النفط قد انزلقت في الأسبوع الفائت دون عتبة الـ 50 دولاراً لتستقر عند مستويات لم تعرفها منذ مطلع العام ·2005 وفي يوليو الماضي، بلغت أسعار النفط مستويات القياسية حين تجاوزت عتبة الـ 147 دولاراً في ظل المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره في الطلب على الطاقة· من جهتها، اعتبرت روسيا أكبر دولة منتجة للنفط في العالم أن هبوط أسعار النفط الخام يسيء إلى المنتجين، مؤكدة أنها ستنسق استراتيجيتها مع ''أوبك'' - علماً أنها لا تنضوي تحت مظلة المنظمة· ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية عن المندوب الإيراني الدائم لدى اوبك قوله أمس إن بعض أعضاء المنظمة ينتجون النفط بكميات تزيد عن الحصص المقررة لهم· وقال محمد علي خطيبي للوكالة ''في الوقت الحالي تنتج بعض دول اوبك نفطا بكميات تزيد عن الحصص المقررة (في الأول من نوفمبر الجاري)''، وأضاف أن اوبك بحاجة لخفض جديد في الانتاج لاعادة الاستقرار إلى السوق· ومن المقرر أن يجتمع وزراء اوبك في القاهرة السبت القادم لكن الاجتماع وصف بأنه جلسة تشاورية حيث من المقرر عقد الاجتماع القادم للمنظمة بشأن تحديد السياسة يوم 17 من ديسمبر المقبل في الجزائر· وقال رئيس اوبك شكيب خليل يوم الاثنين الماضي: إن إجراء خفض آخر للانتاج قدره أكثر من مليون برميل يومياً سيكون ضروريا لدعم سوق النفط في حالتها الحالية· وفي سياق متصل قال عبدالله جمعة الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمس إن المملكة ستصبح قادرة على انتاج 12 مليون برميل من النفط الخام يوميا بنهاية عام ·2009 وفي هذا الصدد، قال بيرفان: ''قد يحظى السوق ببعض الدعم قبل الاجتماع المرتقب''، وأعلنت الأمانة العامة لمنظمة ''أوبك'' في فيينا أمس أن سعر خام النفط الذي تنتجه الدول الأعضاء تخطى مستوى 45 دولاراً للبرميل مرة أخرى خلال جلسة تعاملات أمس الأول، وقالت إن سعر البرميل (159 لترا) استقر عند 53ر45 دولار أمس الأول بارتفاع قدره 05ر1 دولار عن جلسة تعاملات الاثنين الماضي