الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محادثات التغير المناخي الدولية بين براثن الأزمة الاقتصادية العالمية

محادثات التغير المناخي الدولية بين براثن الأزمة الاقتصادية العالمية
27 نوفمبر 2008 00:20
من المتوقع أن تخيم غمامة الأزمة الاقتصادية العالمية على المحادثات التي تستضيفها بولندا الأسبوع المقبل برعاية الأمم المتحدة والرامية إلى وضع معاهدة جديدة لحماية المناخ· وتخشى العديد من الدول أن تؤثر خطط تخفيض الانبعاثات الغازية على محاولاتها لوقف التباطؤ الاقتصادي، كما زادت المقاومة لتكلفة محاربة الاحتباس الحراري خاصة في أوروبا التي كانت تتصدر عادة الجهود العالمية لتقليل الاعتماد على استخدام الوقود الحفري، فيما تثير قضية التغير المناخي مخاوف دول عديدة من أفريقيا إلى أميركا اللاتينية بسبب اعتمادها الواسع على الزراعة· وأضحت دول مثل إيطاليا وبولندا تنظر إلى خطط الاتحاد الأوروبي الطموحة على أنها مكلفة للغاية، ولكن مما يثير التفاؤل ، إن المفاوضين من نحو مئتي دولة يتطلعون إلى باراك أوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة التي تعد المنتج الأكبر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بعد أن تعهد بإشراك بلاده ''بصورة أقوى'' في محادثات التغير المناخي· وقالت منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) إن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة سيؤدي على الأرجح لمزيد من تركيز ملكية الأراضي في أميركا اللاتينية كما سيحدث تغيرات في إمدادات المياه ويؤدي لانتشار التصحر· ورحب مسؤولو الأمم المتحدة بموقف أوباما الذي قال الأسبوع الماضي: إنه ''سيساعد العالم على السير باتجاه عصر جديد من التعاون حول التغير المناخي'' ، وذلك على النقيض من سلفه الرئيس الحالي جورج بوش الذي رفض الالتزام بخفض الانبعاثات بوصفه أمرا يضر بالاقتصاد الأميركي· وستعمل الوفود المشاركة في المحادثات التي ستبدأ في الأول من ديسمبر المقبل وتستمر حتى الثاني عشر من الشهر نفسه بمدينة بوزنان البولندية على بحث السبل التى يمكن من خلالها للدول الغنية تقديم تكنولوجيا ''خضراء'' في مقابل التزام الاقتصاديات الناشئة بكبح جماح التلوث الناجم عن استخدام الوقود الحيوي· ويعد حل هذا اللغز ضروريا للتوصل إلى اتفاق جديد حول الاحتباس الحراري في قمة المناخ التي تسضيفها العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في ديسمبر من العام المقبل· وأوضحت وزيرة المناخ والطاقة الدنماركية كوني هيديجارد أن ''العلماء أكدوا لنا ضرورة تثبيت معدلات الانبعاثات الغازية عند مستوى معين في غضون 10 إلى 15 عاماً، وإلا سنصل إلى نقطة فاصلة سيصبح عندها العلاج مكلفا جداً جداً''· وتكمن المشكلة في أن دولا أوروبية قلقة بشأن التكلفة المادية للاعتماد على الطاقة النظيفة، وأشعلت هذه المخاوف تمرداً من جانب سبع من الدول الشيوعية السابقة وإيطاليا فى الشهر الماضى وهو ما حال دون وجود موقف موحد للاتحاد الأوروبى قبل محادثات بوزنان· وهناك أجزاء شاسعة من شرق أوروبا تعتمد على الفحم لإنتاج الكهرباء، وتقول حكوماتها إنها لا تمتلك الأموال الكافية لتقليل الانبعاثت الغازية عندما تغلق مصانعها التي توارثتها من العصر الشيوعي· وقال رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك مؤخرا :''لا يمكن أن ندافع عن المناخ على حساب قدرتنا التنافسية · خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية''· كما يزيد الركود العالمي من تعقيد المشكلة فعلى الرغم من أن المصانع ومحطات إنتاج الكهرباء تتجه لاطلاق قدر أقل من التلوث فى الوقت الذى يسود فيه الركود ، إلا أن انخفاض أسعار البترول لا يوفر الحافز لذلك· وسيعمل المفاوضون في بوزنان على صياغة مشروع اتفاقية للمرة الأولى منذ بدء المساعي قبل عامين للتوصل إلى بديل لبروتوكول كيوتو الذي يحدد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لـ 36 دولة من الدول الغنية ، حيث سينتهي العمل به عام 2012 · ولم توقع الولايات المتحدة على كيوتو ولا يعتزم أوباما حضور محادثات بولندا· إلا أن العالم ينتظر تولي أوباما مقاليد الحكم خاصة في ظل تصريحاته في 18 من نوفمبر الجاري التي وصفت بأنها علامة فارقة حيث كشف عن رغبته في المساعدة في صياغة اتفاقية الاحتباس الحراري المقبلة· وعلى الرغم من تعهد أوباما بعمل واسع فيما يتعلق بالاحتباس الحراري إلا أن وضع التفاصيل وحشد الكونجرس في هذا الاتجاه سيستغرق وقتا· وصرح يان فان فامبيك مسؤول المياه والأرض في فاو لمنطقة أميركا اللاتينية والكاريبي لوكالة الانباء الالمانية قائلاً '' كانت هناك على الدوام تغيرات مناخية لكنها لم تكن يوما بهذه القوة والحدة التي نشهدها حاليا''· واستطرد قائلا لقد بدأ الاحساس بالفعل بأن ثمة تغيرات غير مسبوقة في درجات الحرارة ومستويات هطول الأمطار وفي المقابل فإن الخطوات التي يتم اتخاذها لمكافحة ذلك '' لن تكون ملموسة قبل عام 2050
المصدر: فيينا، سنتياجو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©