الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انهيار الأسواق المالية في الهند يبدد أحلام الطبقة الوسطى

انهيار الأسواق المالية في الهند يبدد أحلام الطبقة الوسطى
27 نوفمبر 2008 00:19
كان سونيل كاباديا يقترض بشكل منتظم من البنوك للاستثمار في أسواق الأسهم الهندية على اعتبار أن هذه وسيلة مضمونة لصعود سلم الطبقة الوسطى مع نمو اقتصاد الهند بمعدلات تقترب من خانة العشرات، لكن حلم الثراء السريع تبدد مع تهاوي المؤشر الرئيسي للبورصة الهندية إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات الشهر الماضي لتصل خسائره في عام 2008 إلى أكثر من 50 بالمئة مما اضطر كاباديا إلى نقل أسرته إلى شقة صغيرة في إحدى ضواحي العاصمة· ويقول كاباديا البالغ من العمر 48 عاماً والذي فقد 20 مليون روبية (400 الف دولار) في تجارة الأسهم هذا العام ''سعياً وراء الثراء فقدت قوت يومي''· وقد اجتذب بريق أسواق الأسهم والسلع الأولية المزدهرة الالاف من صغار المستثمرين مع نمو الاقتصاد بمعدلات تبلغ تسعة بالمئة أو أكثر خلال السنوات المالية الثلاث الماضية وحديث الحكومة عن رفع معدلات النمو إلى خانة العشرات، لكن مع الانهيار الحاد للبورصات فقد هؤلاء مدخراتهم وأصبحوا عاجزين بل وزاهدين في الاستثمار مرة أخرى· كما أضر الانهيار بالسلع الأولية حيث انخفضت أسعار السلع من زيوت الطهي إلى المعادن بنسب تتراوح بين 40 و 50 بالمئة خلال أربعة إلى خمسة أشهر مضت· وجاء هذا بمثابة ضربة قوية لثقة الطبقات الوسطى في الهند التي تتطلع لتحسين مستواها كما أن تقلص انفاق هذه الطبقة أثار أيضا قلق الشركات الاجنبية والمستثمرين الذين كانوا يتهافتون على العمل في الاقتصاد الهندي الذي يبلغ حجمه تريليون دولار· وقال فيكرام بات رئيس شركة اجميرا اسوشييتس ليمتد للسمسرة في مومباي ''في الوقت الحالي أصبح المستثمرون يخافون من ظلهم وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعودوا للسوق''· وكان معظم صغار المستثمرين قد أغرتهم موجة ارتفاع بدا أنها لن تتوقف في سوق الأسهم حيث ارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة مومباي إلى ستة أمثاله خلال خمس سنوات حتى نهاية عام 2007 تدعمه الأموال الأجنبية· وبعد أن اشتروا حجما قياسيا من الأسهم بلغت قيمته الصافية 17,4 مليار دولار في العام الماضي مع ارتفاع السوق 47 بالمئة باع كبار المستثمرين الاجانب أكثر من 13,5 مليار دولار من الأسهم في عام ·2008 وأصبح المتعاملون الباحثون عن الكسب السريع رمزاً لتطور اقتصاد الهند واكتسب تداول الأسهم شعبية هائلة بين المستثمرين حتى أنه أصبح بإمكان البعض كسب رزق زهيد على الأرصفة من خلال بيع طلبات الاكتتاب في عمليات الطرح الأولي مقابل بضع روبيات (سنتات)، بيد أن صغار المستثمرين اختفوا إلى حد كبير مع تهاوي السوق· ومن مستوى قياسي فوق 21200 نقطة في يناير الماضي هوى المؤشر القياسي لبورصة مومباي بشدة إلى أقل من 7700 نقطة الشهر الماضي· ورغم أن الإحصاءات تظهر أن 2,5 بالمئة فقط من سكان الهند البالغ عددهم 1,1 مليار نسمة يستثمرون في الأسهم فإن الخبراء يقولون إن عدد المستثمرين كان ينمو بشكل مطرد عندما تحولت السوق للهبوط الحاد· وقال ابيجيت تشودري وهو مستثمر في الأسهم من مدينة كولكاتا الشرقية خسر مليوني روبية خلال شهر واحد فقط ''أسعى الى بيع شقتي كي أتمكن من سداد ديوني ولكن الجميع يعرفون الآن أنني أمر بظروف صعبة ولذا فان العروض ليست جيدة''، وأضاف تشودري الذي ظل عاطلاً عن العمل لسنوات قبل أن يحقق ثراء في سوق الأسهم ''لقد تحطمت تماما ولن أعود أبدا لسوق الأسهم''· ومع إحجامهم عن الاستثمار في أصول محفوفة بالمخاطر يفضل المستثمرون الآن أمان الودائع الثابتة، وارتفعت الفائدة على الودائع المصرفية إلى أكثر من عشرة بالمئة خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر مضت· وقال فينود كومار شارما رئيس الأبحاث في مؤسسة اناجرام كابيتال ليمتد ''إلى أن تنتعش الأسواق مرة أخرى وتصل إلى مستوى يشعر معه الناس بالارتياح فان المستثمرين سيظلون بعيداً عن الأسواق وسيفضلون الدخل الثابت والودائع الثابتة''· وخفض المحللون توقعاتهم لنمو اقتصاد الهند ولكن لا يزال من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنحو سبعة بالمئة في السنة المالية التي تنتهي في مارس المقبل· ونتيجة لذلك أصبح كثير من المتعاملين والمستثمرين الذين حجزوا سيارات فارهة وشققاً فاخرة بقروض مصرفية يكافحون الآن لتدبير نفقات تعليم أطفالهم أو حتى سداد فاتورة مشتريات البقالة· ويقول دارميش ديف المتعامل في النحاس ''كنت أقود سيارة تويوتا اينوفا ولكني الآن أفضل أن أستقل دراجة بخارية ذات ثلاث عجلات في طريقي للعمل''، وكان يشير إلى عربات الركشة التي تعمل بمحرك صغير وتجوب شوارع الهند· ويضيف ديف قائلاً ''كنت أريد شراء منزل ولكن كل رأسمالي في التجارة الآن· وعلى أية حال فمثلما انهارت أسواق الأسهم فمن المرجح للغاية أن تحذو أسعار العقارات حذوها''· ويقول بعض الخبراء إن أسواق الأسهم قد ترتفع بعد عام أو نحو ذلك إذا استقرت الأسواق العالمية ولكن الارتفاع سيكون في حدود 20 إلى 30 بالمئة فقط فوق المستوى الحالي للمؤشر البالغ نحو 9000 نقطة· وقال تشاندرا موهان موخرجي المدير في ايس فاينانشيال سيرفسيز في كولكاتا ''من غير المحتمل أن يرتفع المؤشر إلى المستوى القياسي بين 20 و21 ألف نقطة الذي بلغه في يناير نظراً لأنه من المتوقع أن يستمر تأثير الاضطراب المالي العالمي حتى بعد عام من عودة كبار المستثمرين الأجانب للسوق''
المصدر: نيودلهي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©