الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حكايات ومواقف يرويها هواة السفر

حكايات ومواقف يرويها هواة السفر
21 أغسطس 2017 00:33
أحمد السعداوي (أبوظبي) كثيرة هي الحكايات التي تحملها ذاكرة معتادي السفر، خاصة في مواسم العطلات، حيث يواجه المسافرون مواقف غريبة مضحكة أحياناً ومحزنة ومخيفة في أوقات أخرى. وعبر هذه التجارب المثيرة نعرف أن السفر يحمل الكثير من الفوائد والخبرات ونتعلم كيفية التصرف مع المواقف المحرجة التي قد يتعرض لها الكثيرون في حياتهم خاصة حين يحطون الرحال في بلدان غير بلادهم وثقافات غريبة عنهم. حريق بالفندق إبراهيم الذهلي، الذي سافر إلى أكثر من 160 دولة، رله قصص وذكريات سيضمنها في كتاب يحكي جانباً من هذه التجارب ويصدر الأشهر المقبلة، يقول إن أكثر المواقف المؤلمة التي واجهته خلال أسفاره المتعددة ما حدث معه منذ عامين في بلجيكا حين كان يشغل بصحبة الأهل 4 غرف في الفندق، وفي الثالثة فجراً دق جرس الإنذار بوجود حريق، فبلغ التوتر مداه ، مشيراً إلى أنه سارع إلى إيقاظ أبنائه وجمعهم من الغرف الأربع وتأمين خروجهم سالمين من المكان، لكنه فوجئ بأن أبواب الممرات الواصلة بين أقسام الفندق تغلق بشكل «تلقائي» لتفصل بينها منعاً لانتشار الحريق.. ولكل قسم من هذه الأقسام سلم طوارئ خاص به يسمح بالنزول في حالات الخطر، ولكنه لم يكن يعرف ذلك لا هو ولا أفراد العائلة، لكن بعد فترة فتحت هذه الأبواب وهبطوا من الطابق السادس، حيث غرفهم إلى خارج الفندق في حالة من الرعب وبقوا في الفندق نحو ثلاث ساعات في أجواء مظلمة وممطرة إلى أن تمت السيطرة على الحريق. الحادثة الأقوى ويؤكد الذهلي، أن هذه الحادثة كانت الأقوى تأثيراً لديه عبر أكثر من 160 دولة قام بزيارتها، لأن أولاده كانوا صغاراً وكان عاجزاً عن التصرف المناسب للتعامل مع هذا الموقف، ولكنه خلص منه بدرس لابد أن يستوعبه كل من يسافر وهو ضرورة التعرف على مخارج ومداخل الطوارئ في أي مكان ينزلون فيه، لأن تلك الحوادث تأتي فجأة وبغير سابق إنذار، ويجب أن نحسن التعامل معها حتى نتجنب أي أخطار متوقعة، وهنا يأخذنا إلى ضرورة الانتباه إلى تعليمات السلامة على الطائرات، التي لا ينتبه إليها أغلب المسافرين، خاصة معتادي السفر واستخدام الطائرات. سرقة الأغراض أما مهند جمعوه، الذي زار أكثر من 90 دولة، فكان في رحلة استمرت 12 يوماً العام 2015 إلى عدة بلدان بينها جمهورية التشيك، ومن عادته أن يخلي سيارته من أي أغراض أو مبالغ شخصية مهما كانت صغيرة، غير أنه في هذا اليوم وضع سيارته في الموقف الخاص بالفندق، وترك جهاز الـ «جي بي أس» في مقدمة السيارة وحقيبة تحوي ملابسه وعدة عملات معدنية، وذهب للنوم، وفي صباح اليوم التالي فوجئ بزجاج السيارة مكسوراً وأسلاك جرس الإنذار مقطوعة والحقيبة والجهاز مسروقان وكذلك المبلغ المالي البسيط الذي تركه. وتابع: لم يكن متبق سوى يوم واحد للسفر، فقضيناها في مركز للشرطة حيث وقدمنا بلاغاً من دون أن نصل إلى شيء، بل على العكس دفعت تكلفة إصلاح زجاج السيارة رغم تأميني المسبق عليها، وما خرجت به من دروس من هذه التجربة، ضرورة عدم ترك أي شيء ذي قيمة في السيارة وأي أموال مهما كانت قليلة، حتى لا يكون عنصر جذب لأحد الطامعين، ظناً منه أن هناك مبالغ أخرى وأشياء ثمينة داخل السيارة. دولة وعملتان ويسترجع جمعوه، بعض المواقف الغريبة التي حدثت معه العام الماضي، وبدأت لدى وصوله إلى المطار إذ وجده في حالة رثة جداً ولا تليق بمطار دولي، حيث استقبل كمية كبيرة من الأمطار على رأسه ورأس صديقه لدى خروجهما من باب المطار، ثم كانت المفاجأة الأخرى حين اكتشف أن هناك عملتين في البلد تحملان اسماً واحداً، العملة الرسمية ومنها طبعة حديثة لا يقبل بها أي شخص، أما القديمة وكان يحصل عليها من السوق السوداء، بناء على نصيحة أحد الأشخاص في المطار وهو ما أثار تعجبه، حيث قام بتغيير المئة دولار التي تساوي نحو 150 ألف بوليفار بـ 80 ألفاً من رجل شرطة يحتفظ بكمية من العملات القديمة للمتاجرة بها مع السائحين خلال أدائه عمله. ويوضح جمعوه، أن العملة قليلة القيمة بشكل لافت وتحتاج إلى حملها دائماً في حقيبة من البلاستك نظراً لضخامة حجم أوراقها قياساً إلى قلة قيمتها السوقية، في ظل حالة من عدم الأمان هناك، وهو ما عرفه من خلال عدد من المهاجرين اللبنانيين والسوريين، كما عرف منهم بوجود جاليات عربية وإسلامية متنوعة فضلوا البقاء والاستقرار هناك لرخص الحياة، وكذلك سهولة الحصول على جنسية بمبلغ لا يتجاوز 10 آلاف دولار. وعاء الأرجيلة نسرين أحمد، التي زارت أكثر من 10 دول، تروي حكاياتها مع الأرجيلة التي تأخذ معها معداتها باستمرار، وفي زيارة لإسبانيا، تسببت في قطع الكهرباء عن الفندق الذي تقيم فيه كاملا بعد ما وضعت وصلة كهربائية خاصة بجهاز صغير تعد عليه الأرجيلة، ما تسبب في ماس كهربائي وانقطاع التيار عن الفندق لمدة نصف ساعة تقريباً، إلا أن تم إصلاح ما تسببت في إفساده. أما في اندونيسيا، حين وصلت إلى الفندق، وأخذت في إخراج أغراضها تحطم الوعاء الزجاجي للأرجيلة ولم يكن هناك بديل عنه، فشعرت بالضيق إلى أن شاهدت وعاء زجاجياً مستخدماً في تزيين أحد أركان مطعم الفندق، فطلبت شراءه منهم بأي ثمن باعتبارها هاوية لجمع التحف الزجاجية، فقوبل طلبها بالرفض في البداية، ولكن مع إلحاحها وحرص مسؤولي الفندق على راحة الزائرين، حصلت على ما تريد، دون أن يعرفوا قصتها مع الأرجيلة. حدث في المترو فيصل الشحي، الذي زار 63 دولة، عاد بالذاكرة إلى العام 2009، حين كان في إسبانيا، وتعرض لحادث سرقة في مترو الأنفاق في مدينة برشلونة، حيث كان الزحام شديداً، موضحاً أن اللص سرق الحافظة وفيها بطاقة الهوية ورخصة القيادة الإماراتية والبطاقات البنكية و3 آلاف دولار من الحزام الذي كان يرتديه، وحين اكتشف السرقة اتصل بالبنوك وقام بإيقاف البطاقات، ثم ذهب إلى مركز الشرطة وقدم بلاغاً ثم إلى السفارة الإماراتية، فوجد ترحيباً كبيراً من مسؤوليها، وأحسنوا ضيافته هو وزملاؤه وعرضوا عليهم تلبية أي طلبات، ثم سلمهم صورة البلاغ حتى تتيسر له طريقة استخراج بدل فاقد من الأوراق حين يعود إلى الإمارات بعد انتهاء الرحلة. وينصح الشحي، المسافرين دوماً بأخذ الحيطة والحذر وعدم حمل إلا قدراً مناسباً من المال يكفي فقط احتياجاتهم، وضرورة استخدام صندوق الأمانات الموجود في الفنادق وحفظ كل الأوراق والأموال والأغراض المهمة فيه، تجنباً لحدوث أي طارئ يعكر صفو الرحلة، وتبقى مع الإنسان ذكريات سعيدة وليس العكس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©