الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بنمو قطاع الخدمات المالية الإسلامية بعد انتهاء الأزمة العالمية

توقعات بنمو قطاع الخدمات المالية الإسلامية بعد انتهاء الأزمة العالمية
27 نوفمبر 2008 00:15
أكد اقتصاديون ومحللون ماليون أن صناعة التمويل الإسلامي تنتظر نموا كبيرا بعد الأزمة المالية العالمية التي لم تترك آثارا كبيرة على المصارف الإسلامية بخلاف الوضع في المصارف التقليدية التي غرقت في المشتقات المالية الجديدة والتي تأباها الصيرفة الإسلامية بحكم فلسفتها· وقال خبراء مشاركون في جلسة ''ما تتطلبه قيادة الجيل التالي من الخدمات المالية الإسلامية'' ضمن اسبوع مركز دبي المالي العالمي امس الأول إن المراكز المالية العالمية الكبرى مثل لندن وسنغافورة وهونغ كونج تسعى لزيادة حصتها في قطاع التمويل الإسلامي بهدف تحقيق معدلات ربحية اكبر يوفرها هذا القطاع، كما دعوا إلى انفتاح المصارف الإسلامية على اصحاب العقائد الأخرى حتى تتحول هذه الصناعة إلى العالمية· وقال رئيس بنك الإثمار البحريني خالد جناحي إن قطاع التمويل الإسلامي كان الأقل تأثرا بالأزمة العالمية لأنه لا يتعامل في المشتقات ولا يمنح مكافآت كبيرة للمديرين التنفيذيين ولكن هذا القطاع يعاني مثل القطاع المصرفي التقليدي من أزمة نقص السيولة· وأوضح: ''لقد توقف الإقراض، سواء بالنسبة للمصارف الإسلامية أو التقليدية، ومن غير الواقعي القول بأن الأزمة لن تطال قطاع التمويل الإسلامي''· وأشار جناحي الى أن البنوك الإسلامية مطالبة بالتركيز على الاقتصاد الحقيقي أكثر من الاقتصاد الورقي، كما دعا المصارف الإسلامية للبعد عن أعمال السمسرة العقارية التي دخلتها بعض البنوك خلال السنوات السبع الماضية والاتجاه إلى الصناعة والزراعة والقروض الإنتاجية· وأوضح جناحي ان دخول البنوك العالمية الكبرى مثل سيتي بنك وجي بي مورجان ساعد في تطوير الكثير من المنتجات الإسلامية ونقلها الى العالمية، كما أوضح جناحي ان البنوك الإسلامية ينتظرها مستقبل واعد في الكثير من الدول العربية والإسلامية التي لم تكن تسمح من قبل بهذا النوع من الصيرفة لكنها تضطر الآن للسماح بها تلبية لحاجة مواطنيها· وأشار جناحي الى ان المصارف المركزية العربية تتعامل بتشدد مع البنوك الإسلامية أكثر من البنوك التقلدية بينما تتعامل الهيئات الرقابية في دول مثل سنغافورة وهونج كونج مع المنتجات الإسلامية بمرونة باعتبارها منتجات مصرفية، ودعا جناحي البنوك الإسلامية الى التحرك للاستحواذ على بنوك تقليدية وتحويلها الى إسلامية وتكوين كيانات كبرى قادرة على المنافسة العالمية· ولفت الخبراء الى انه رغم أن أزمة السيولة العالمية والاستثمار بكثافة في القطاع العقاري أديا إلى انعكاسات سلبية على قطاع الخدمات المالية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن المنطقة ما زالت تعد أهم مركز للخدمات المصرفية الإسلامية في العالم· وناقش المتحدثون في الجلسة الإطار التنظيمي، مشيرين إلى أهميته في قطاع التمويل الإسلامي وطرحوا فكرة إعادة النظر في الهيكليات· وقال هاري بامبرا، شريك أول في ''برازيدوم'': ''نشأ التمويل الإسلامي وهو محاط بأنظمة التمويل التقليدية، واليوم لدينا فرصة للعودة إلى الأساسيات وإعادة تقييم الأسلوب الذي تمت هيكلة المنتجات وفقاً له''· وأوضح إقبال أحمد خان، الرئيس التنفيذي لشركة الفجر كابيتال: ''أكثر ما يمكن أن يحلق الضرر بالتمويل الإسلامي هو وجود إطار رقابي غير سليم''· وشدد متحدثون آخرون على أن المشاركة الكثيفة بدون تغطية في القطاع العقاري هي قضية مهمة، وقال إقبال احمد خان: ''في التمويل الإسلامي، لا تستطيع المشاركة في عمليات تنطوي على نسبة دين كبيرة مثل صناديق التحوط أو المشتقات، حيث تقتصر حدود التمويل على قيمة الأصول وحسب''· وأشار المتحدثون إلى أن الأوعية الاستثمارية الجديدة والابتعاد عن القطاع العقاري يشكلان أهم عوامل مواصلة النمو بالنسبة لقطاع التمويل الإسلامي· وقال جناحي: ''لقد بالغ الكثير من المصارف الإسلامية بالاستثمار في القطاع العقاري· ولاستعادة الثقة، علينا تثقيف أنفسنا وكذلك المستثمرين والتركيز على الاستثمار في الاقتصاد الفعلي''· واقترح المتحدثون أيضاً ضرورة مبادرة رؤوس الأموال بالعودة إلى المنطقة للقيام بمشاريع مدروسة وليس كردة فعل على حدث معين· وقال جناحي: ''على مدى الإثني عشر شهراً الأخيرة، تم إنفاق 30 مليار دولار في مختلف أنحاء المنطقة من أجل إنقاذ مصارف في الغرب، وكان من الأجدى بقاء هذه الأموال هنا· ولو كنا قد أولينا منطقتنا الاهتمام الأكبر، لكان من المحتمل أن تكون الأوضاع اليوم مختلفة''· من جهته أكد الرئس التنفيذي لشركة الفجر كابيتال إقبال خان أن التمويل الإسلامي أثبت أنه الأكثر نموا لكنه يحتاج إلى مزيد من الثقة والمصداقية مشيرا الى ان لجان الرقابة الشرعية تضفي نوعا من الثقة على اعمال هذه البنوك امام العملاء الذين لا يريدون أن تدخل استثماراتهم في عقود غير شرعية· مضيفا ان البنوك الإسلامية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الكوادر المؤهلة والمدربة تدريبا حديثا واأكثر انفتاحا على العالم · وقال خان: ''بإمكان صناديق الثروة السيادية أن تنظر إلى هيكليات إسلامية وتتخذها نموذجاً وبذلك تضرب هذه الصناديق مثلاً يحتذيه الآخرون· وعلينا أن نتطلع إلى المنتجات المبتكرة ونركز عليها''· واختتم خان بقوله إن مواصلة النمو في قطاع الخدمات المالية الإسلامية مرتبطة بتقديمه حلولا شاملة تغطي كافة المتطلبات، فضلاً عن مزيد من الانفتاح· أما سكرتير الخدمات المالية والخزانة في هونج كونج أي سي سي تشان فقد أوضح أن هونج كونج لا تسعى لمنافسة احد في مجال التمويل الإسلامي ولكنها تسعى فقط لتوفير هذه المنتجات الإسلامية للعملاء الراغبين فيها، كما دعت الخبيرة المالية هاري بهامبرا إلى مراجعة شاملة لتجربة المصارف الإسلامية منذ بداياتها بهدف تطويرها، كما دعت إلى تطوير القدرات المصرفية الإسلامية ليس فقط على مستوى الفقه الشرعي ولكن أيضا على مستوى العمل المصرفي، وأوضحت أن المصرفية الإسلامية بحاجة إلى الانفتاح على العقائد الأخرى حتى تتحول إلى صناعة عالمية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©