الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مطالبات بتطوير القوانين لاستقطاب الاستثمارات الهاربة وإحياء طريق الحرير

مطالبات بتطوير القوانين لاستقطاب الاستثمارات الهاربة وإحياء طريق الحرير
27 نوفمبر 2008 00:14
حث مسؤولون وخبراء ماليون حكومات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على الاستفادة من الفرص العديدة التي ستنشأ مع تحسن الظروف التى يمر بها الاقتصاد العالمي حاليا نتيجة الأزمة المالية، مؤكدين قدرة المنطقة بما تملكه من مقومات من التعافى أسرع من غيرها من المناطق الأخرى من الآثار السلبية التى أفرزتها الأزمة· وأجمع الخبراء المتحدثون والمشاركون في المؤتمرات والجلسات التي أقيمت خلال أسبوع مركز دبي المالي العالمي الذى اختتم أعماله أمس على أن المنطقة تمتلك من الموارد ما يضمن قدرتها على مواجهة مرحلة التباطؤ الاقتصادي التي يمر بها العالم، داعين في الوقت ذاته الحكومات لبذل المزيد من الجهد لاعادة الثقة في الاقتصاد والأسواق· ورسم الخبراء على مدار أيام المنتدى الأربعة سيناريوهات مختلفة للخروج من هذه الأزمة بالنسبة للمنقطة ،التى أكد الجميع أنها ستكون الأقل تأثرا والأسرع تعافياً، ومن أبرز هذه السيناريوهات الدعوه التى اطلقت بضرورة إعاد إحياء طريق الحرير بين الخليج والصين، والتى يجب أن يصاحبها تطويرا في القوانين والتشريعات الخاصة بالتجارة والاستثمار لاستقطاب الشركات الهاربة من الغرب· وشارك ما يزيد على 500 من الخبراء وقادة الشركات العالمية من أكثر من 30 دولة، بما فيها مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومختلف أنحاء العالم، في دبي لمناقشة التحديات الأساسية والفرص المتاحة في ظل الأزمة الحالية· وقال معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي ونائب رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي: ''شهد أسبوع المركز المالي على مدى الأيام الأربعة الأخيرة العديد من النقاشات المعمقة، واستمعنا إلى رؤى مهمة حول قضايا قطاع المال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط· وغطت النقاشات طيفاً واسعاً من القضايا الأساسية واطلعنا على وجهات نظر متنوعة· واتفقت الآراء على أن المنطقة تمتلك الموارد والمقومات الكافية لمواجهة الأزمة المالية الحالية، فضلاً عن استمرار توفر مزيد من الفرص للنمو''· وقال معاليه إن العالم ينظر الى المنطقة على أنه الضوء الأخير والوحيد في نفق الأزمة المالية العالمية المظلم· وخلال ندوة تحت عنوان ''استعادة الثقة''، رسم الخبراء الخطوط العريضة لمجموعة متنوعة من الحلول الهادفة إلى ضخ السيولة واستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي،حيث دعا فيكتور تشو، رئيس مجلس إدارة ''فيرست إيسترن إنفستمنت بنك ليمتد''، إلى ''إحياء طريق الحرير'' كأفضل السبل لتنشيط الاقتصاد وإتاحة الفرصة أمام الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لتوحيد جهودهما واستثمار السيولة والموارد الكبيرة المتوفرة لديهما من أجل إعادة بناء الأسواق وإرجاع الثقة للاقتصاد العالمي· وقال تشو: ''هناك عوامل تسهّل إحياء طريق الحرير، أبرزها أن الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية يكمّلان بعضهما بعضاً من الجوانب الاقتصادية والثقافية، فالأسواق العربية والآسيوية تمتلك سمات مشتركة مثل التركيز على عنصر الثقة، فضلاً عن التقارب الثقافي بينهما، وبالتالي فإننا سوياً نمثل الصوت الأقوى في الأسواق الناشئة''· وأكد تشو أن إحياء طريق الحرير قد بدأ بالفعل، إذ أن منطقة الخليج تجتذب الكثير من الاستثمارات الصينية، كما وجهت الصين الدعوة مؤخراً إلى شركات النفط السعودية للاستثمار في الأسواق الصينية· من جهته، حثّ جورج مخول، رئيس شركة مورجان ستانلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حكومات المنطقة على اعتماد ما أسماه ''سياسة الشمس'' من أجل إعادة الثقة بالاقتصاد، مشيراً إلى أهمية قيام الحكومات بتطبيق أرقى معايير الشفافية وأفضل ممارسات حوكمة الشركات· وقال مخول: ''عندما تسير كل الأمور بشكل سلس، لا نسمع أحداً ينادي بالشفافية والحوكمة، كما أن غالبية دول المنطقة تفتقر إلى سياسات وإجراءات واضحة في هذا المجال· والواقع فإن اعتماد إجراءات لا ترضي جميع الأطراف يبقى أفضل بكثير من عدم امتلاك فكرة وافية عن الإجراءات والسياسات المتبعة''· وشدد على أنه في ضوء الدور المهم الذي تتولاه الحكومات في المنطقة، من المهم أن نرى هذه الحكومات تتقدم الركب، ولن نستعيد الثقة إلا بحصول ذلك''· بدوره دعا سمير الأنصاري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ''دبي إنترناشيونال كابيتال''، دول الخليج العربية إلى ''الاستفادة من الفرص المتاحة'' من خلال توظيف السيولة المتوفرة لديها للقيام باستثمارات استراتيجية في شركات عالمية· وقال: ''هذا هو الوقت الأمثل بالنسبة لدول الخليج التي تجمعت لديها خلال السنوات الخمس الأخيرة احتياطيات ضخمة· إن قيمة الأصول تنخفض يومياً ولدينا فرصة كبيرة لتنويعها من خلال عمليات الاستحواذ وإيجاد مزيد من فرص العمل في المنطقة· ومن المتوقع أن يتوفر الكثير من الفرص المجزية خلال فترة من 18 - 42 شهراً المقبلة''· وشارك عارف مسعود نقفي، مؤسس والرئيس التنفيذي لـ ''أبراج كابيتال'' في جلسة النقاش، حيث ناشد قادة القطاع الاعتماد على ما أسماه ''الحدس الوجداني'' في الوقت الذي خذلهم فيه ''الحدس الفكري''· وقال نقفي: ''في هذه الأوقات، أكثر ما نحتاجه هو التركيز على الحدس الوجداني، إذ علينا العمل على تعزيز الثقة، وربما تصلكم فكرتي بوضوح أكبر عندما نتذكر أن ''الثقة'' هي عبارة عن مفهوم مجرد لا يمكننا رؤيته أو لمسه، ولكن يمكننا إدراكه والإحساس به· والثقة قادرة على إيجاد الدافع لاستعادة الثقة''· وأضاف: ''الحكومات وحدها قادرة على العمل على استعادة الثقة وذلك من خلال ضخ السيولة في النظام المالي وتأجيل المساءلة والمحاسبة إلى وقت لاحق، فالمهم الآن هو المحافظة على الاستقرار والهدوء''· وأشار جاك كيمب، الرئيس التنفيذي لشركة آي إن جي للتأمين آسيا الباسيفيك، إلى أنه على الحكومات والشركات وضع الأمور في إطارها الصحيح والتطلع إلى الفرص· وقال: ''علينا تقبل فكرة أننا نمر في مرحلة حرجة من الدورة الاقتصادية وستنتهي مهما طالت· وللخروج بأمان من هذه المرحلة، علينا أن نبذل جهداً لرؤية الأمور من منظور آخر، وسنرى أنه يوجد بعض الإيجابيات التي يمكن أن تؤدي إلى أفكار جديدة تقود بدورها إلى حلول تكفل استعادة الثقة''· فيما إشار هشام فاروق شريك ومدير في جرانت ثورتون الى ضرورة الإسراع في تطوير القوانين الخاصة بالاستثمار والتجارة والمناطق الحرة لاستقطاب الشركات الهاربة من شبح الأزمة في الغرب،لافتاً الى أن القوانين التي تحكم المناطق الحرة بحاجة الى تغيير تماشياً مع مستجدات الأزمة المالية العالمية· واشار هشام الى امكانية استقطاب المناطق الحرة بالدولة شركات قادمة من الولايات المتحدة الاميركية والدول الأوروبية والآسيوية خاصة بعدما فتحت الأزمة عيون المستثمرين هناك للمشاكل التي يتخبط فيها اقتصادهم بينما يواصل الاقتصاد في الإمارات والمنطقة نموه وإن كان بشكل أبطأ عما كان عليه من قبل
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©