الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خاتم سليمان والتذكرة المسحورة

9 فبراير 2006
صار البحث عن تذكرة لدخول المباراة النهائية أصعب بكثير من البحث عن 'خاتم سليمان' في كومة من القش· الجماهير لا تعرف أين ذهبت التذاكر· والاتحاد المصري يقول لا دخل لي بهذا الشأن· والاتحاد الافريقي يؤكد أنه بعيد كل البعد عن هذه القضية·
واللجنة المنظمة 'لا حس ولا خبر'· والضحية كالعادة هو ذلك المواطن البسيط المحب لبلده ولكرة القدم وصار 'يحلم' بمشاهدة هذه المباراة! ولعل ما حدث أمس أمام أرض المعارض في مدينة مصر هو انعكاس طبيعي 'للفوضى' التي صاحبت بيع وتوزيع التذاكر طوال البطولة على المنافذ التي من المفترض أن تكون 'البوابة' الوحيدة للحصول عليها·
وبالامس أعلن المسؤولون أن تذاكر المباراة النهائية ستباع في أرض المعارض وتوجهت الجماهير منذ الصباح الباكر إلى هناك وتكدس أكثر من عشرة آلاف مواطن سعيا وراء 'التذكرة المسحورة'·
لكن سرعان ما أعلن المسؤولون أنفسهم عن أنهم سيعيدون التذاكر إلى مقار البيع الاولى في الاندية· وفي هذه اللحظة تفجرت مشاعر الغضب بين الجماهير وبدأت في توجيه السباب إلى كل من له علاقة بالبطولة وهتفت 'اتحاد الكرة حرامية· حرامية'·
ومع تصاعد حدة الموقف استدعى المسؤولون رجال الامن التي وصلت على الفور بأعداد غفيرة لحفظ الامن وإبعاد 'المتظاهرين' عن الموقع لكنهم بقوا حتى الساعات الاولى من صباح اليوم أمام أرض المعارض 'تسب وتلعن اليوم الذي وصل فيه المنتخب المصري إلى المباراة النهائية' بعدما تحول حبها الجارف للمنتخب إلى غضب عارم على منظمي البطولة وكل من له علاقة بها· وتردد أن أربعة من بين الجماهير قد لقوا حتفهم عندما اشتبكت الجماهير في ما بينها أثناء 'رحلة البحث المضنية' عن تذكرة بدون أن ينفي أحد هذه الشائعات أو يؤكدها· وبدأت تنكشف خيوط سر لعبة التذاكر قبل بضعة أيام بعدما ألقت النيابة الادارية القبض على أحد الموظفين بالمجلس الاعلى للشباب لتورطه في شراء عدد كبير من التذاكر وطرحها في 'السوق السوداء'· وتوفرت التذاكر في هذه السوق وبأسعار تفوق الخيال حيث وصل سعرها إلى أربعة أضعاف السعر الاساسي·
واللافت أن هذه هي المرة الاولى في تاريخ الكرة المصرية التي تشهد هذا الاقبال الشديد على تذاكر مباريات المنتخب منذ السبعينات والثمانينات· والمؤكد أن ما زاد من حدة الازمة ظهور فئة جديدة من المشجعين المصريين تسبب غلو التذاكر في إفرازها وهي طبقة اجتماعية أكثر تثقيفا وتعليما وهذا ما شاهدناه بوضوح في المدرجات خلال المباريات السابقة التي خاضها المنتخب المصري في هذه البطولة·
وصارت قضية التذاكر حديث الساعة ولم يخل أي برنامج رياضي إذاعي أو تلفزيوني من الحديث عنها وتوجيه انتقادات شديدة جدا للمسؤولين عن بيعها· واللافت أن الذين وجدوا 'خاتم سليمان' بالفعل لم يرضوا بما قدمه لهم 'مارده' الشهير حيث أعرب مسؤولو اللجنة الاولمبية المصرية عن استيائهم من تصرفات اللجنة المنظمة لكأس الامم الافريقية لارسالها مجموعة من تذاكر مباريات البطولة بالدرجتين الثانية والثالثة· واعتبر العاملون في اللجنة الاولمبية المصرية أن ما حدث يمثل إهانة لا تغتفر من جانب المهندس هاني أبو ريدة ورفاقه في اللجنة المنظمة العليا لان ما ارتكبوه من إثم لا يغتفر ولا يتناسب مع حجم اللجنة الاولمبية المصرية المشرفة أصلا على اتحاد كرة القدم·
وعلى الفور بدأ رجال اللجنة الاولمبية المصرية في فتح 'الدفاتر القديمة' للجنة المنظمة حيث اعترضوا على دعوتها لعدد من رؤساء اللجان الاولمبية العربية والافريقية بدون استئذان اللجنة الاولمبية المصرية على اعتبار أنها الجهة الوحيدة المخول إليها توجيه الدعوات لنظرائها في كل أنحاء العالم· وعلى الفور انسلخ الاتحاد المصري عن القضية وأرسل إلى اللجنة الاولمبية خطابا أكد فيه أنه 'لا ناقة له ولا جمل' بتوزيع التذاكر أو توجيه الدعوات ليخلي نفسه من المسؤولية·
وكان الاتحاد المصري قد طلب من اللجنة المنظمة لكأس الامم الافريقية إغلاق منفذ بيع التذاكر الموجود بالاتحاد بحجة أن الجماهير حاولت اقتحام مبنى الاتحاد بحثا عن تذاكر مباراتي مصر مع كل من كوت ديفوار والكونغو (في دور المجموعات)· على كل حال يبقى سر التذاكر المسحورة في جعبة المسؤولين عن بيعها أو توزيعها أو إعادة طرحها للبيع في السوق السوداء· ويبقى المواطن المصري العادي يلعن حظه لانه لن يتمكن من مؤازرة منتخب بلاده لانه لم يتمكن من الحصول على مجرد تذكرة لمباراة في كرة القدم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©