أعلنت الولايات المتحدة مساء أمس الأول أنها ترفض تقديم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي مساعدة إلى سوريا لبناء محطة طاقة نووية، وسط جدل بشأن طلب المساعدة السوري الذي أيده مديرها العام محمد البرادعي واصطدم بمعارضة الدول الغربية·
قال البرادعي لدى افتتاحه اجتماع ''لجنة المساعدة الفنية والتعاون'' التابعة للوكالة السنوي في فيينا إن الوكالة ليست لها حق قانوني في حرمان سوريا من المساعدة في بناء مشروع للطاقة النووية، موضحاً ''الناس والدول بريئة حتى تثبت إدانتها''·
وأضاف ''أي دولة لها الحقوق الكاملة التي تنطوي عليها العضوية إلا اذا ثبت عكس ذلك''· واحتج بأنه لا توجد وسيلة لدى سوريا تمكنها من استغلال الدراسة بشأن محطة الطاقة النووية لأغراض عسكرية· وتابع ''إن حرمان سوريا من المعونة النووية استناداً إلى مزاعم لم تثبت ليس جزءاً من قاموسنا وليس جزءاً من لوائحنا· إن كل المعدات التي تُقدم لها صلة بالمشروع وهي ذات طبيعة حميدة ولا يتطلب أي منها أي إجراءات للسلامة النووية''·
وأكد أنه ''لا ينبغي إخضاع برنامج التعاون الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية للاعتبارات السياسية، لأن ذلك سيفقد الوكالة مصداقيتها لدى الدول النامية الساعية إلى الحصول على طاقة نووية للأغراض السلمية ولن يشجع الدول الخاضعة للتحقيق على التعاون معها''·
ورداً على سؤال عن ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في واشنطن ''لم أطلع على تصريحات البرادعي وغير مناسبة تماماً، نظــــــراً لأن سوريا تخضع لتحقيق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن بناء مفاعل نووي خارج أي إطار شرعي لتعهداتها الدولية''·
وأضاف ''إذن، تقديم الوكالة الدولية للطــــــاقة الذرية معلومات تقنية تتعلق بنشاطات نووية سيكون متناقضاً تماماً، كي لا نقول إنه يدعو الى السخرية''·
وقد طلبت سوريا مساعدة الوكالة لإجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية واختيار موقع لمحطة طاقة نووية· وطالبت دول غربية دمشق بأن تثبت أولاً عدم صحة مزاعم بأنها مارست نشاطات نووية سرية في السابق· غير أن الصين وروسيا وعدداً من الدول النامية وصفت احتجاج الدول الغربية على الطلب بأنه ''تدخل سياسي'' يقوض برنامج الوكالة لتعزيز تطوير الطاقة النووية لأغراض مدنية·
ومن المقرر أن يستمر اجتماع اللجنة السنوي ثلاثة أيام وينتهي اليوم الأربعاء، وعادة ما تتخــــــذ الوكالة قراراتهـــــا بالتـــــــوافق بين أعضاء مجلس محافظيها الخمسة والثلاثين المقرر أن يجتمعوا غداً الخميس وبعد غد الجمعة·
وقال دبلوماسيون غربيون إنه تجري مناقشة التوصل إلى تسوية للخلاف والموافقة على الطلب إذا تعهدت الوكالة بترتيبات لضمان عدم إدخال أي معدات للمحطة حتى نهاية الدراسة· وذكر دبلوماسي آخر أن الولايات المتحـــــــدة أدركت أنها لا تملك أغلبية تمكنها من تجميد المشروع خلال تصويت علني·
وقال مسؤول في الوكالة إن المجلس سيعيد النظر في الدراسة العـــــــام المقبـــــل إذا أثبت التحقـــيق أن دمشق لم تلتزم بقواعد السلامة مثلما فعلت كوريا الشــــــمالية وإيران في الســـــــــــــابق مما أدى إلى قطع مساعدات الوكالة عنهما·
عدد اليوم
