أعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي خلال اجتماع عقده في أديس أبابا مساء أمس الأول قلقه من التأخير المسجل في تطبيق ''مجالات مهمة'' من اتفاق السلام في جنوب السودان الموقع مطلع عام 2005 بين الحكومة السودانية و''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' المتمردة سابقاً وطالب باحترام أفضل لآجال تنفيذه·
وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص إلى جنوب السودان عليمي ادينيجي لوكالة الصحافة الفرنسية ''إن المجلس أشاد بالتقدم المحرز منذ العام الماضي· غير أنه لاحظ بقلق عدم تنفيذ عدد من المجالات ذات الأهمية الخاصة في الاتفاق، حيث لم يتم استغلال نتائج إحصاء السكان بالكامل كما ان عملية التحضير للانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل لم تتقدم بشكل كبير ولم يبدأ التحضير للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان في عام ·''2011 وأضاف أن المجلس طلب من الحكومة السودانية المركزية وحكومة الجنوب مضاعفة الجهود لتنفيذ تلك البنود واتخاذ عدد من الخطوات لضمان ان تكون الوحدة جذابة لجميع الأطراف· وخلص إلى القول ''إن التأخير في تطبيق اتفاق السلام يعود الى مشكلة ثقة بين الطرفين السودانيين وعلى الاتحاد الأفريقي أن يمارس المزيد من الضغوط عليهما، لذلك قررنا أن نجتمع بشكل أكثر تواتراً مرة كل ستة أشهر لمراقبة تطبيق الاتفاق''·
وذكر رئيس المفوضية الأفريقية جان بينج في تقرير تلاه أمام أعضاء المجلس أن الطرفين أظهرا ''التزاماً بادياً'' بمواصلة الحوار''ومع ذلك، هناك ''العديد من التحديات'' عليهما مواجهتها· وقال إن الوضع الأمني ''هادئ إجمالاً'' رغم التوتر في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين·
وأعرب مستشار الرئيس السوداني المشير عمر البشير لشؤون الجنوب يحيى أبو بكر عن ارتياحه للتقدم المحرز، موضحاً أن إقامة حكومة جنوب السودان في جوبا ومشاركة حركة التمرد السابقة في الحكومة المركزية في الخرطوم تظهران ''نجاح اتفاق السلام''· وأكد أن الحكومة السودانية ''ليست لها أدنى مصلحة'' في تأخير تبني قانون الاستفتاء وأنها مصممة على ''احترام نتائجه أياً كانت''·
لكن وزير التعاون الإقليمي في حكومة جنوب السودان بارنابا ماريل أبدى أسفه للتأخير في تطبيق الاتفاق· وقال ''إن العلاقة بين الخرطوم وجوبا هشة ونحن بحاجة ماسة إلى مستشار زواج مثل الاتحاد الأفريقي· كما أن قضية الحدود بين شمال السودان وجنوبه مهمة جداً وحتى الآن لم ننجز ما كان يُفترض إنجازه بعد 6 أشهر من توقيع الاتفاق، فيما نحتاج إلى ترسيم الحدود لتنظيم الاستفتاء وأيضاً في تقسيم عائدات النفط''·
من جانب آخر، بدأ مبعوث الرئيس الأميركي جورج بوش الخاص إلى السودان ريتشارد وليامسون زيارة إلى قطر حيث استقبله مساء أمس الأول رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني واستعرض معه الجهود الدولية لإحلال السلام في إقليم دارفور غربي السودان· وقال وليامسون في تصريح صحفي ''إن الأمور في دارفور وصلت إلى نقطة متقدمة، خاصة إذا التزم السودان بما ذكره البشير حول دفع التعويضات والشراكة في السلطة ووقف إطلاق النار وتم إشراك المتمردين في الحوار''· وحين سئل عن الموقف الأميركي ازاء مطالبة مدعي عام قرار المحكمة الجنائية الدولية لويس مورانو أوكامبو بتوقيف البشير واتهامه بارتكاب ''جرائم حرب''، أجاب قائلاً ''ليست الولايات المتحدة عضواً في المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي لا علاقة لها بإجراءاتها وقراراتها، لكننا لا نؤمن بمبدأ الحصانة''·
عدد اليوم
