الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشَّلــــــَوْبيني

6 أكتوبر 2016 00:36
أبو علي عمر بن محمد بن عمر بن عبدالله الأزدي الشلوبيني من كبار علماء اللغة العربية مولده 562هـ بإشبيلية، كان أبوه خبازاً بإشبيلية، ومعنى شلوبين بلغة الأندلس الأبيض الأشقر، وقيل نسبة إلى حصن الشلوبين بجنوب الأندلس. أخذ عن أبي بكر بن صاف «ت: 586هـ» وابن ملكون «ت:584 هـ» وعبدالرحمن السهيلي «ت:581هـ» وأبو موسى الجزولي «ت:607هـ»، وغيرهم من كبار الأندلس. وقد ذكره المؤرخون بالتبريز والتفخيم وطول الباع في العلم، قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان إماماً في العربية لا يشق غباره ولا يبارى تصدر لإقرائها ستين سنة. قال السيوطي «ت 911هـ» في بغية الوعاة: قال ابن الزبير كان إمام عصره في العربية بلا مدافع، آخر أئمة هذا الشأن بالمشرق والمغرب. من جميل فوائده التي يحتاج إليها الكثير من القراء، ما ذكره في جزم الفعل المشدد والأمر منه، في مجلس قرأ فيه أحد الطلبة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَوَقْتُ اَلْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرّ اَلشَّمْسُ»، فسأل الطالب كيف تضبط الراء هنا بالفتح أم بالكسر؟ قال الشلوبيني: إن العرب على ثلاث فرق: متبعون، وكاسرون، وفاتحون. ومع كمال علمه وجلالة قدره فإن أبا علي الشّلَوْبيني كان حاد الطبع سريع الغضب لا يملك لسانه إذا غضب حتى قال فيه بعضهم: تجنب إن رشُدت أبا عَليٍّ ولا تقربْهُ ما بيْن الأنامِ ونكّبْ نحوه إن كنت تَأبَى وتأنفَ هِمَةً سَقطَ الكَلامِ ذكر أن الشلوبيني حضر مجلس الأمير أبي العلا المأمون إدريس بن المنصور الموحدي «ت 640هـ»، وهو إذ ذاك محاصرٌ للمتوكل بن هود «ت: 635هـ» في مدينة مرسية، فابتدر أبو علي الشلوبيني الكلام وكان لا ينطق بالسين ولا بالصاد، يتعذر عليه النطق بهما على وجههما وتسمى لَثْغَة في اللسان، فخطب وقال: ثلمك الله ونثرك يريد: سلمك الله ونصرك، فتشاءم أبو العلا من خطبته ثم منع الناس من الكلام، وتطير الحاضرون بذلك، وإلى هذا أشار المقري في نفح الطيب حيث قال: لو أن شخصاً من العرب سمع كلام الشلوبيني أبي علي المشار إليه بعلم النحو في عصرنا الذي غرّبت تصانيفه وشرّقت وهو يقرئ درسه لضحك بملء فيه من شدة التحريف الذي في لسانه. تتلمذ لأبي علي الشلوبيني خلق لا يحصى: منهم ابن عصفور ت 669هـ وأبو جعفر أحمد بن يوسف اللَّبْلِي ت: 691 هـ، وابن الضَّائع ت: 680 هـ، وابن الحاج وابن مَالك ت: 672هـ. توفي أبوعلي الشلوبيني سنة 645هـ. في إشبيلية، وخلف كتباً منها كتاب «القوانين» في علم العربية، وتعليق على كتاب سيبويه، وشرح على الجزولية، وله كتاب في النحو سماه التوطئة، وحواش على كتاب المفصل للزمخشري، وحواش على الإيضاح، وغير ذلك من الكتب، وهكذا رفع العلم أبا علي وجاوز به القناطر، كما قال الشاعر: النحو قنطرة الآداب هل أحد يجاوز البحر إلا بالقناطيرِ لو تعلم الطير ما في النحو من أدب حنت وأنت إليه بالمناقيرِ الشريف سيدي محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©