الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خط أنابيب «إسبو» الروسي ينافس صادرات «أوبك» إلى آسيا

خط أنابيب «إسبو» الروسي ينافس صادرات «أوبك» إلى آسيا
6 أغسطس 2010 22:43
يبدو أن خط الأنابيب الجديد البالغة تكلفته 27 مليار دولار، والذي ينقل النفط من أعماق سيبيريا بروسيا إلى آسيا قد ينافس منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” في توريد النفط، الى المنطقة الاقتصادية الأسرع نمواً في العالم. وقال أندرو ريد المحلل في مؤسسة اينرجي سيكيوريتي آنا ليسيس: “يكمن أحد التغيرات الاستراتيجية طويلة الأجل في أن خط الأنابيب سيشكل تهديداً مباشراً على منطقة أوبك في الأسواق الاستهلاكية الثلاث الكبرى في آسيا - الصين واليابان وكوريا”. وحتى الآن تفتقر دول الشرق الأقصى إلى مصادر نفط كافية ولذلك فإن خط الأنابيب الواصل بين شرقي سيبيريا والمحيط الباسيفيكي المعروف باسم خط أنابيب إسبو الذي بدأ بناؤه عام 2006 بعد أكثر من عقد من التخطيط والمفاوضات يحدث بالفعل تغيراً جذرياً في الطريقة التي تجري بها شركات تكرير النفط أعمالها في منطقة الشرق الأقصى على نحو يكفل لها مزيداً من الخيارات وبالتالي يتيح لها القدرة على التفاوض مع منظمة أوبك من منطلق القوة. وفي فترة قوة أوبك وازدهارها تسببت سيطرتها المحكمة على المعروض من النفط في قلق الاقتصادات المتقدمة، غير أنه من المنتظر أن تفقد المنظمة حصة سوقية لمصلحة منتجين مثل روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق. وقد تجسد موقف أوبك الضعيف نسبياً العام السابق حين طلبت المنظمة من المنتجين المستقلين تقليص إنتاجهم للمساعدة في رفع أسعار النفط العالمية المتناقصة. ويقول ريد إن نفط خط أنابيب إسبو ينتظر أن يحل محل أنواع نفط الشرق الأوسط ليس فقط بسبب تكاليف نقله الأقل كثيراً، ولكن أيضاً بسبب جودته. إذ تعتبر معظم المصافي الآسيوية أكثر ملاءمة لمعالجة نفط خط إسبو الأخف والأقل احتواءً على الكبريت من النفط الوارد من الشرق الأوسط الأثقل والمكبرت. ويضيف ريد أن نفط إسبو هو البديل النموذجي لواردات الصين المتناقصة من النفط. ويتألف نفط إسبو من خليط من أنواع صادرة من كل من حقول فيرخبيتشونسك وتالاكان وفانكور الواقعة جميعاً في شرقي سيبيريا. وحين تنتهي أعمال البناء سيبلغ طول خط الأنابيب 4857 كيلومتراً ليصل من تايشت القريبة من بحيرة بايكال الى ميناء كوزمينو الواقع على المحيط الهادي في أقصى شرقي روسيا. وحتى الآن لم يفتح سوى أول جزء من خط الأنابيب البالغ طوله 2757 كيلومتراً من تايشت الى سكوفورو دينو ثم يكمل النفط رحلته الى الساحل عن طريق السكة الحديدية، ومن المخطط إنجاز الجزء المتبقي البالغ طوله 2100 كيلومتر عام 2012. وكان إنتاج النفط الروسي قد تدهور ما بعد عصر الاتحاد السوفييتي، غير أن التدفقات عبر خط إسبو تساعد فعلاً على تنشيط إنتاج نفط روسيا الذي بلغ في يونيو الماضي رقماً قياسياً يفوق 10 ملايين برميل في اليوم. ومن المخطط أن تتزايد سعة تدفق المرحلة الأولى الى أن تبلغ 600 ألف برميل في اليوم، ولكن سيكون بالإمكان تدفق مليون برميل في اليوم بحلول عام 2013 وهي كمية تساوي صادرات السعودية الحالية الى الصين. ويتوقع أن يزيد هذا الإنتاج الى 1.6 مليون برميل في اليوم لاحقاً. وهناك فرع من خط إسبو بطول 1000 كيلومتر ممتد من سكوفورو دينو الى ديكينج في الصين سيحول نصف الكمية البالغة 600 ألف برميل في اليوم لإمداد الصين بكمية 300 ألف برميل في اليوم ومن المنتظر إنجاز هذا الفرع في نهاية ربع العام الثالث من هذا العام. ويعتبر هذا الفرع بمثابة تغير شديد الأهمية للصين حيث سيكفل لها حصة كبيرة من نفط سيبيريا تسلم لها بسهولة وبشكل مباشر. ويقول تجار نفط إن توفر خام عالي الجودة قصير الرحلة قد غير بالفعل تكتيكات الشراء التي تتبعها الصين، بحسب كلارنس تشو خبير تجارة النفط في هادسون كابيتال في سنغافورة الذي يقول إن موارد الصين من النفط قليلة وأنها تحتاج فعلاً تأمين أقصى كميات ممكنة من النفط نظراً لتزايد طلبها بنسبة 3 - 5 في المئة في السنة. ويضيف أن الصين ستظل تشتري ما دام سعر النفط معقولاً رغم أن لديها حالياً مصادر كافية منه. ولا يزال شراء الصين للنفط داعماً لأسعاره العالمية. يذكر أن نفط غربي سيبيريا يستغل منذ سبعينيات القرن الماضي وينقل معظمه عبر خط أنابيب دروجبا الى وسط أوروبا وغربيها. غير أن الافتقار الى البنية التحتية أعاق استغلال احتياطيات شرقي سيبيريا. ويعتبر تطوير غربي سيبيريا أمراً مهماً لخطط روسيا الرامية الى تعزيز إنتاج النفط في السنين القادمة مع تقادم الحقول القائمة غربي سيبيريا. وقالت امريتا سين محللة السلع في باركليز كابيتال في لندن إن النفط الروسي سيكتسب أهمية، مشيرة الى أن مزيداً من نفط أوبك أصبح مخصصاً للشرق الأقصى مع تدني تصديره الى الولايات المتحدة وأوروبا. وتشير أنشطة التداول في ربع السنة الحالي الى تنامي الإقبال على نفط خط أنابيب إسبو عالمياً. يذكر أن روسيا تعد أكبر منتج لخام النفط في العالم وثاني أكبر مصدر له بعد المملكة العربية السعودية. وكان إنتاج روسيا من النفط قد تراجع في السنوات القليلة الماضية بعد أن كان قد نشط بقوة عقب انهياره الذي صاحب سقوط الاتحاد السوفيتي. والوضع الآن هو تضارب مصلحة روسيا مع مصلحة أوبك التي تواجه حالياً سوقاً بها وفرة من المعروض، وهو ما يضعف تحكم أوبك في السوق الآسيوية، بحسب جوليان لي كبير محللي الطاقة في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن. حتى الآن لم يقر وزراء الدول أعضاء أوبك بأن نفط إسبو يشكل تهديداً ملموساً رغم أن تقليص السعر سيؤدي في نهاية المطاف الى إضعاف سيطرة أوبك على الأسعار العالمية وربما يزيد من تقلبات التداول. وينتهج العملاء المستهدفون من إسبو (شركات تكرير البترول الآسيوية) حتى الآن أسلوباً متحفظاً، إذ لم تحصل اليابان والصين أكبر مستهلكين للنفط في المنطقة على الكثير من نفط إسبو بعد، بينما أبدت كل من تايلند وماليزيا والفلبين اهتماماً كبيراً بشرائه. وقد يعمل التسرب النفطي في خليج المكسيك على زيادة الطلب على نفط إسبو مؤقتاً لو أن تقليص عمليات الحفر بالمياه العميقة تسبب في جذب مزيد من نفط غربي أفريقيا الى ساحل خليج المكسيك، بحسب جوليان لي. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©