الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المرونة التكتيكية» مفتاح حلم الطليان إلى «النجمة الخامسة»

«المرونة التكتيكية» مفتاح حلم الطليان إلى «النجمة الخامسة»
1 يونيو 2014 22:57
تلقت استعدادات إيطاليا لكأس العالم لكرة القدم لطمة قوية بعد إصابة لاعب الوسط ريكاردو مونتوليفو بكسر في الساق خلال المباراة الودية التي تعادل فيها الفريق بدون أهداف مع إيرلندا وديا في لندن أمس الأول. وجاءت إصابة مونتوليفو بعد احتكاك مع أليكس بيرس مدافع إيرلندا لتلقي بظلالها على باقي المباراة المثيرة هجومياً رغم صدمة لاعبي إيطاليا تجاه ما حدث لزميلهم. وقال انريكو كاستيلاتشي طبيب المنتخب الإيطالي لمحطة راي التلفزيونية: «هذا ما كنا نخشاه، كسر في عظمة الساق، ربما يحتاج لعدة أشهر، سيغيب ريكاردو عن كأس العالم، لم يكن يستحق هذا». وأكد شيزاري برانديلي، مدرب إيطاليا، أن الفريق بأكمله يشعر بصدمة بعد إصابة قائد الفريق الذي كان يخوض مباراته الدولية رقم 58. وقال برانديلي: «قلوبنا مع ريكاردو ويجب علينا الانتظار لتقييم الموقف بعقلانية، سنعود إلى فلورنسا، لكنه سيسافر إلى ميلانو من أجل الخضوع لجراحة». وأضاف: «يجب علينا تقييم حالة جميع اللاعبين في التشكيلة، ما حدث أثر على الجميع الليلة». وتابع: «إنه لاعب مهم، لم يكن يستحق هذا وشعر الجميع بصدمة وحزن». وستواصل إيطاليا استعداداتها لكأس العالم بمواجهة ودية في فيرونا أمام لوكسمبورج بعد غد قبل سفر الفريق إلى البرازيل. وستلعب إيطاليا في مجموعة تضم إنجلترا وأوروجواي وكوستاريكا في كأس العالم التي تنطلق هذا الشهر في البرازيل. وجاءت إصابة مونتوليفو في الدقيقة العاشرة بعدما حاول اللاعب الوقوف على قدميه، لكنه سقط على أرضية الملعب. وتلقى مونتوليفو العلاج لأكثر من خمس دقائق قبل الخروج من الملعب محمولا على محفة ونقله إلى المستشفى من أجل الخضوع لفحوص أكدت إصابته بكسر في عظمة الساق. واضطر برانديلي أيضا لتغيير ألبرتو أكيلاني بديل مونتوليفو والذي شارك لمدة 23 فقط بعد تلقيه ضربة في الرأس، لكن متحدثاً باسم الاتحاد الإيطالي أكد أن الفحوص أوضحت عدم وجود إصابة خطيرة. وأشرك برانديلي تشكيلة من الصف الثاني لمنحهم فرصة قبل اختيار القائمة النهائية المكونة من 23 لاعبا لكأس العالم في البرازيل هذا الشهر. وشهدت المباراة العديد من الفرص، لكن برانديلي أكد أنه لا يريد تحليل الأداء أو الحديث عن العرض الذي قدمه الفريق بعد ما حدث. وقال برانديلي: «سأفكر في تفاصيل المباراة غداً، أنا مهتم بريكاردو حالياً بشكل أكبر». ويدخل المنتخب الإيطالي إلى مونديال البرازيل وهو يحلم بأن يضع نجمة خامسة على صدره ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم اصحاب الضيافة، لكن «الآزوري» يخوض مشاركته الثامنة عشرة في العرس الكروي العالمي بأسلوب خارج عن «طبيعته» مع مدربه تشيزاري برانديلي. وتمكنت إيطاليا منذ أن استلم برانديلي الإشراف عليها خلفا لمارتشيلو ليبي، مهندس التتويج الرابع في ألمانيا 2006، بعد الفشل التام في جنوب أفريقيا 2010، حيث خرج «الآزوري» من الدور الأول، من مقايضة خطة «كاتيناتشو» الدفاعية بالأحكام على مجريات المباراة، لكنها لا تزال قادرة أن تدافع على طريقتها القديمة بفضل قوة جماعية ستجعلها من المنتخبات المرشحة للفوز في مونديال البرازيل 2014. ونجحت إيطاليا بقيادة مدرب فيورنتينا السابق في تقديم أسلوب هجومي مميز في كأس أوروبا 2012 فاجأت فيه العالم لكنها سقطت في المتر الأخير أمام بطل العالم وحامل اللقب القاري المنتخب الإسباني (صفر-4). وواصل المنتخب الإيطالي أداءه الجيد في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014 حيث تصدرت مجموعتها دون عناء يذكر، ويأمل أبطال العالم أربع مرات أن يمتد مسلسل نجاحهم في اختبارهم البرازيلي الذي وضعهم في مجموعة صعبة للغاية (الرابعة) التي تضم بطلي عالم سابقين أيضا وهما المنتخبان الأوروجوياني والإنجليزي إلى جانب كوستاريكا. يملك الآزوري العلم والمرونة التكتيكية التي ظهرت في كأس اوروبا 2012 والتصفيات المؤهلة الى مونديال 2014، ويتحدث برانديلي عن هذه المسألة، قائلاً: «موهبة هذا الفريق تكمن في عدم فقدان التركيز، والقدرة على المعاناة للبقاء في المباراة». ومن أجل النجاح في هذا التحول، تعتمد إيطاليا على قوة جماعية رسمها مهندس الفريق قبل أربع سنوات: «نحن فريق يعرف إمكاناته تماما، يستفيد إلى الحد الأقصى من قدراته، ويقدم كل ما في وسعه». وقد حث برانديلي لاعبيه على إثبات قيمتهم في العرس الكروي العالمي: «أولا علينا تجاوز الدور الأول ثم علينا تنظيم صفوفنا بأكبر قدر ممكن من أجل الوصول إلى النهائي». وأشار برانديلي إلى أنه لم يقرر الخطة التي سيعتمدها في البرازيل، معتبراً بأن المرونة التكتيكية قد تكون المفتاح. ويبحث «المايسترو» أندريا بيرلو عن إسدال الستار على مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة بلاده لإحراز اللقب العالمي الخامس. وكانت الخطوة التي قام بها بيرلو في صيف 2011 بالانتقال من ميلان إلى يوفنتوس مفصلية في مسيرته الاحترافية، لأنه استعاد الحياة مجدداً ولعب دوراً أساسيا في قيادة «السيدة العجوز» إلى احراز لقب الدوري المحلي في المواسم الثلاثة الأخيرة، فيما تقهقر فريقه السابق الذي انتهى به الأمر في 2014 للفشل حتى في الحصول على أحد المراكز الأوروبية. لقد ترجم بيرلو استعادته لمستواه الرائع بقيادة إيطاليا إلى نهائي كأس أوروبا 2012، وهو نجح في الخروج من الظل لأنه لم يأخذ حقه على الإطلاق من ناحية التسليط على أهمية الدور الذي لعبه مع ميلان من 2001 حتى 2011 لأن الأضواء كانت دائما مسلطة على لاعبي الأموال الطائلة مثل البرازيلي كاكا أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. «بيرلو قائد صامت، إنه يتحدث بقدميه»، هذا ما قاله مدرب إيطاليا السابق مارتشيلو ليبي، وما زال بيرلو القلب النابض والعقل المفكر في أي فريق يلعب فيه مهما تقدم بالعمر، وهو يأمل أن يقدم في البرازيل المستوى الذي ظهر عليه في كأس أوروبا الأخيرة، وسيكون بيرلو ميزان المنتخب في البرازيل 2014 بتمريراته الرائعة وبرباطة جأشه التي ظهرت جلية في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 بعد أن نفذ ركلته الترجيحية ببرودة أعصاب على طريقة التشيكوسلوفاكي انتونين بانينكا في مرمى ألمانيا الغربية خلال نهائي كأس أوروبا 1976، رغم أنه كان تحت ضغط كبير لأن إيطاليا أضاعت ركلتها الثانية عن طريق ريكاردو مونتوليفو. يدين بيرلو بالمستوى الذي وصل إليه إلى مدرب ميلان السابق كارلو أنشيلوتي الذي قرر أن بالإمكان الاستفادة من قدرات هذا اللاعب بشكل أفضل من خلال وضعه أمام المدافعين مباشرة عوضاً أن يكون صانع الألعاب المتواجد خلف المهاجمين. لقد غير بيرلو بالفعل وجه الكرة الإيطالية ومنحها الجمالية والإبداع وهو يأمل أن يستمر الوضع على ما هو عليه في معقل الكرة الجميلة على أرض «سيليساو». ويدخل برانديلي إلى مونديال 2014 وهو يأمل أن يتقدم خطوة إضافية في مشوار النجاح الذي حققه منذ أن استلم الإشراف على المنتخب الإيطالي بعد مونديال 2010، حيث وصل إلى نهائي كأس أوروبا 2012 وحل ثالثا في كأس القارات 2013. سيكون برانديلي (56 عاما) من المدربين القلائل المتأكدين من الاحتفاظ بوظيفتهم بغض النظر عن النتيجة التي سيحققها أبطال العالم أربع مرات، وذلك لأن الاتحاد المحلي للعبة يعلم تماما بأن مدرب فيورنتينا السابق هو الشخص الذي جعل «الآزوري» منتخباً مثيراً يستحق المتابعة بعد أن منحه وجها جماليا لم يعتد عليه الإيطاليون في السابق. (لندن، نيقوسيا - رويترز، د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©