الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كيف يغطي الإعلام الحروب من دون فضح بشاعتها؟!

كيف يغطي الإعلام الحروب من دون فضح بشاعتها؟!
6 أكتوبر 2016 00:12
بشاعة القصف المروع الذي عصف بكل شيء في مدينة حلب السورية طرحت على صحفي بريطاني سؤالاً خطيراً يتعلق بنشر أو حجب الصور المفزعة لضحايا الحرب. وتساءل جون سويني مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قائلاً: «كيف يمكن للمرء تغطية حدث محجوب رؤيته عن الناس بحجة أن رؤية صوره قد تتسبب بحدوث أضرار؟». وكان أطباء سوريون التقطوا صوراً في مستشفى تحت الأرض وأرسلوها إلى سويني عن طريق الجراح ديفيد نوت، الذي يستعين بوسائل التواصل الاجتماعي لتعليم الزملاء عن طريق الإنترنت، على سبيل المثال، كيفية تجميل وجه إنسان بعد إصابته. حصل برنامج أمسية إخبارية لبي بي سي على صور حصرية من داخل مستشفى في حلب. شغلتني هذه القضية بشدة هذا الأسبوع عندما تناولت مجموعة من الصور لحلب المحاصرة. التقط أطباء سوريون هذه الصور. وقال سويني في تقرير عبر موقع بي بي سي إنه يغطي الحروب منذ عام 1988، عندما تابع المذابح المروعة في بوروندي، لكن صور مستشفى حلب «أصعب من أن تصفها كلمات»، على حد تعبيره. وقد عرض الصحفي البريطاني مشاهد فيديو ضمن برنامج «أمسية إخبارية» وجانباً مما يحدث في حلب. ومن ضمن المشاهد ما جرى بعد سقوط قنبلة عنقودية على المدينة المكتظة بالأطفال. لكنه لم يستطع عرض كل شيء. لماذا؟!.. «خوفاً من إيذاء مشاعر القراء والمشاهدين». مما يعني عدم إظهار البشاعة الحقيقية في أخبار الحروب. ويضع سويني يده على مكمن الجرح، الذي يؤرق إعلاميين كثيرين، عندما يقول: «الغرب تجنب كشف الواقع بسبب أن المؤسسات الإعلامية لا ترغب في إزعاج الآخرين، حينئذ ستُطمس معالم القصة وتندثر». لتبقى القضية الجدلية مفتوحة للنقاش كجرح مؤلم، لا أحد يستطيع معالجته بصورة حاسمة لوقف نزيف الضحايا أو إنقاذهم من المعاناة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©