الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل تستحق «فيسبوك» ثمنها الباهظ؟

هل تستحق «فيسبوك» ثمنها الباهظ؟
18 مايو 2012
ربما يكون من الصعب تصور أن قيمة الشركة التي تدير موقعاً للتواصل الاجتماعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة حوالي سبع سكان العالم مبالغ فيها. ولكن كبار المستثمرين المحنكين قالوا ذلك قبل أيام من الطرح العام الأولي لأسهم شركة “فيسبوك” اليوم (الجمعة) وهو الحدث الذي تترقبه أسواق المال بشغف بالغ. تقول شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم “فيسبوك” إن عدد مستخدمي موقعها بلغ 901 مليون مستخدم خلال أبريل الماضي. وتعتزم الشركة طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام الأولي بقيمة 11 مليار دولار تقريباً لتصبح القيمة السوقية الإجمالية للشركة الأميركية حوالي 104 مليارات دولار وهو ما يجعله أكبر طرح عام أولي لشركة إنترنت في الولايات المتحدة. ولذلك فالكل يترقب ليرى هل سينخفض سعر السهم بعد طرحه أم يرتفع مقارنة بسعر الاكتتاب الذي لم يتحدد بعد. ولكن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة للعاملين في “فيسبوك” والمساهمين فيها هو هل ستنجح الشركة في تبرير هذا السعر المرتفع للسهم على المدى الطويل من خلال تحويل هذا الجمهور الكبير من مستخدمي موقع “فيسبوك” إلى جمهور مستهدف للمعلنين فيتحول نجاح الموقع الجماهيري إلى إيرادات مالية للمساهمين؟. من الناحية التاريخية، فإن المعدل بين سعر السهم وأرباح الشركة عند الطرح العام الأولي هو واحد إلى 15، ووفقاً لبيانات “فيسبوك” فإنها حققت العام الماضي أرباحاً بلغت مليار دولار من إيرادات بلغت 3 مليارات دولار وهو ما يعني أن القيمة السوقية العادلة للشركة تبلغ 15 مليار دولار فقط وليس 104 مليارات دولار كما هو الحال الآن. ومما لا شك فيه فإن شبكة “فيسبوك” تمتلك إمكانات هائلة كمنصة إعلانية لأنها تعرف الكثير من بيانات المستخدمين وبالتالي تستطيع تحقيق ربط جيد بين المعلن وجمهوره المستهدف. ولكن الشركة نفسها تعترف بأن تحويل هذا النجاح الجماهيري إلى تدفقات نقدية ليس سهلاً في ضوء حقيقة أن جزءاً كبيراً من مستخدمي شبكة “فيسبوك” يعتمدون على الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي للدخول إلى الشبكة، في حين أن “فيسبوك” وغيرها من الشركات الأخرى مازالت تتلمس الطرق لجعل الإعلانات عبر هذه الأجهزة مجزية. وكانت “فيسبوك” قد حذرت في مذكرة للسلطات الرقابية الأسبوع الماضي من أنها تعتقد “هذه الزيادة في معدل استخدام (فيسبوك) عبر الأجهزة المحمولة ساهمت في الفجوة بين الزيادة في الاستخدام اليومي للشبكة من جانب المستخدمين والزيادة في عدد الإعلانات التي يتم نشرها. وسوف يتأثر أداؤنا المالي وقدرتنا على زيادة الإيرادات سلباً بهذا الوضع”. والحقيقة أن الشكوك في قدرة “فيسبوك” على تحقيق عائدات مالية من قادة مستخدميها الضخمة كانت السبب وراء تريث الكثير من كبار المستثمرين الأميركيين في قرار شراء حصة من أسهم هذه الشركة. كما أن الشركة تواجه صعوبات قانونية فيما يتعلق بحماية خصوصية بيانات المستخدمين وكيفية استخدام هذه البيانات، بحسب ما ذكرته شركة “مورنينج ستار” للاستشارات الاستثمارية. وذكرت “مورنينج ستار” أن التركيز على التحديات قصيرة المدى أمام “فيسبوك” يمكن أن تؤدي إلى تراجع سعر سهم الشركة وهو ما يتيح فرصا كبيرة لشراء هذا السهم بأسعار أفضل فيما بعد.
المصدر: سان فرانسيسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©