لندن (د ب أ) - أشاد سياسيون وزعماء نقابيون في بريطانيا أمس بقرار شركة “جنرال موتورز” الأميركية للسيارات بإنتاج طراز جديد من سيارة أسترا الشهيرة في شركة “فوكسهول” البريطانية التابعة لها واعتبروه بمثابة انفراجة كبيرة. تم الإعلان عن الاتفاق الذي يضمن مستقبل مصنع في إيلسمير في تشيشاير بشمال غرب انجلترا بعد أن وافق عمال شركة “فوكسهول” بأغلبية كاسحة أمس على اتفاق جديد بشأن الأجور وظروف العمل ما أنقذ المصنع من خطر الإغلاق.
و”فوكسهول” هي الذراع البريطانية لشركة “أوبل”، الوحدة الأوروبية التابعة للشركة الأميركية. ويعني القرار أن السيارة “أوبل أسترا” سيتم إنتاجها في مصانع بريطانيا وبولندا مع توقف الإنتاج في ألمانيا. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذا التطور بأنه “أنباء ممتازة” للصناعة البريطانية. وقال إنه “مرة أخرى نشهد نجاح صناعة السيارات البريطانية والدور الحيوي الذي تقوم به في نمو اقتصادنا وإعادة توازنه”.
وبعد فترة وجيزة من تصويت نقابة العمال البريطانية، أكدت الوحدة الأوروبية لـ”جنرال موتورز”، الكائن مقرها بالقرب من فرانكفورت، القرار بأنه سيتم اعتباراً من 2015، فصاعداً البدء في إنتاج طراز جديد من سيارة “أسترا”، الطراز الأوروبي الرئيسي للشركة، في المصنع البريطاني وفي جليفيس ببولندا.وقالت “أوبل” إنها ستوقف العمليات الصناعية للطراز في مصنعها الرئيسي في روسلسهايم بغرب فرانكفورت لكنها طمأنت منظمات عمالية ألمانية أنها ستستمر في تشغيل المصنع الألماني بكامل طاقته. وأضافت أن سيتعين تسوية التفاصيل الدقيقة خلال المفاوضات مع قادة العمال والإدارة. وهذه الخطط أثارت انزعاج النقابات العمالية الألمانية.
وتعتزم “أوبل” استثمار 300 مليون يورو (390 مليون دولار) في تحديث المصنعين البريطاني والبولندي، من ذلك المبلغ, حوالي 155 مليون دولار سيتم استثمارها في بريطانيا. وبث الحياة من جديد في مصنع إيليسمر سيضمن الحفاظ على 2100 وظيفة وتوفير 700 وظيفة جديدة فضلا عن الآلاف الآخرى في صناعات التوريد. وقال وزير الأعمال البريطاني فينس كيبل إن “ذلك نبأ سار”. وأكد إن الحكومة لم تعرض أي حوافز مالية على “جنرال موتورز”. أضاف كيبل لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أنه لم يكن هناك “شيء محدد” سوى أموال التنمية العامة المتاحة لكل الشركات. قال لين ماكلوسكي زعيم نقابة “يونايت” إن التصويت بنسبة 94% من الأعضاء كان “نبأ ساراً للغاية”.
كانت هناك تخوفات من أن المصنع يمكن أن يتعرض للخطر جراء عملية إعادة هيكلة كبيرة من جانب “جنرال موتورز” لعملياتها في أوروبا. يتعهد اتفاق العمل الجديد بتحقيق مرونة أكبر وخفض في النفقات الثابتة لزيادة القدرة على المنافسة. ويشمل الاتفاق عقد عمل لمدة أربع سنوات وعمليات إنتاج خلال 51 أسبوعاً في السنة ووقف العمل بفترات الإغلاق التقليدية خلال الصيف.
من المقرر أن تبدأ عمليات تجميع السيارة الجديدة في عام 2015 مع إنتاج 160 ألف سيارة على الأقل سنوياً. ووصف كيبل، الذي تردد أنه سافر إلى الولايات المتحدة للضغط على “جنرال موتورز”، القرار بأنه “يوم عظيم جداً” بالنسبة لبريطانيا. وقال إنهم “أرادوا الحصول على تأكيد بأن الحكومة تقف خلف الصناعة وهو ما نقوم به. صناعة السيارات في بريطانيا هي قصة نجاح عظيمة”.
عدد اليوم
