السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلاقة الناجحة للأطفال تعتمد على مهارة التغلب على «فوبيا» المقص

الحلاقة الناجحة للأطفال تعتمد على مهارة التغلب على «فوبيا» المقص
6 أغسطس 2010 21:35
أصبحت صالونات حلاقة الأطفال هذه الأيام عالماً قائماً بذاته يجذب الأطفال والكبار على حدّ سواء، فهي تحتوي على كلّ ما يلزم الطفل من أدوات خاصة بتجميله والعناية به، فضلاً عن جاذبية شكلها وديكورها وكراسي الحلاقة الخاصة بها الملأى بالألوان والرسومات.. ولأن العاملين في هذه الصالونات لديهم خبرة ودراية في التعامل مع الأطفال والحلاقة لهم فإن الكثير من الأهالي يفضلون أن يصبح أطفالهم زبائن دائمين لديها. حلاقة الأطفال تختلف عن حلاقة الكبار في العديد من الأمور، هذا ما يوضحه الحلاق خالد سمير مهنا، الذي يعمل في صالون «أرض الأطفال» بأبوظبي، مشيراً إلى أن الطفل لا يقصّ شعره من أجل أن يبدو بمظهر أجمل أمام الآخرين كما يفعل الكبار، وإنما لمجموعة أغراض تتداخل مع بعضها بعضاً، في مقدمتها راحة الطفل وما يناسب بيئته، فالبيئة في الخليج تختلف عن غيرها من الدول والمناطق الأخرى، حيث الأجواء الحارة خارج المنزل والباردة داخله، والتي تتسبب بحدوث مشاكل وأمراض لدى الأطفال، لذلك يجب أن يكون شعر الطفل أي الولد قصيراً لا سيما في منطقة خلف الأذن والرقبة، وهي المناطق التي يتجمع خلفها العرق أكثر من غيرها، بالإضافة إلى منطقة ما فوق العين حتى يتمكن الطفل من الرؤية جيداً، فهنالك أطفال يصبح لديهم مشاكل في النظر بسبب طول شعرهم ونزوله على أعينهم، فعلى الحلاق مراعاة أن تكون قصة الطفل مريحة وصحية بالنسبة له، بعدها تأتي مسألة المظهر والموضة. ويرى خالد، الذي يعمل في أبوظبي منذ 9 سنوات، بالإضافة إلى ما يمتلكه من خبرات سابقة في بلده لبنان بمجال الحلاقة للكبار والصغار، بأن الشعر القصير الخفيف بالنسبة للأولاد أفضل لهم من الشعر الطويل، موصياً بعدم استخدام الأدوات الخاصة بحلاقة الكبار للأطفال، وكذلك بعدم المبالغة في تجميل الطفل، منطلقاً من قاعدة أساسية، وهي: «أن الطفل جميل من دون تجميل، ولذلك نحن ليس لدينا خدمات أخرى في الصالون سوى الحلاقة، وحتى الجلّ الذي نضعه على شعر بعض الأطفال بعد الحلاقة يتكون من الأعشاب، وهو مخصص للأطفال، وثمة قاعدة أخرى في العمل تتمثل بكوننا لا نحب أن نشبّه الصغار بالكبار، إذ يجب أن يظلّ الطفل محافظاً على هيئته كطفل من دون مبالغة في قصة شعره أو وضع المواد على شعره». السرعة في الحلاقة يعتقد خالد بأن ثمة مهارات يجب أن يمتلكها حلاق الأطفال على وجه الخصوص، كالسرعة في أداء العمل، فهنالك أطفال يخشون كرسي الحلاقة، ويخافون من المقص، لذلك على الحلاق أن يكون سريعا في الحلاقة، حتى يخفف من آلام الطفل ومن خوفه أيضاً، وكذلك مسألة أخرى، وهي أن الطفل ملول جداً، ولا يحب أن يجلس طويلاً في مكان، فالحلاق الماهر والذكي هو الذي ينهي القصّة في غضون خمس دقائق لا أكثر، يتابع قائلاً: «قد لا يحب بعض الناس ذلك، ويعتقدون بأن الحلاق السريع لا يتقن عمله، وأنا أقول إنه اعتقاد خاطئ، فالسرعة في العمل تدل بأن الحلاق متمكن من عمله، وأنه يمتلك مهارة وخبرة طويلة، ولكن بالوقت نفسه على الحلاق بأن يكون حذراً، فالمهنة خطيرة والسرعة لها محاذيرها، وهنالك أطفال يتحركون فجأة أو يبكون ويربكون الحلاق، وهنا من الممكن أن يحدث لهم ضرر أثناء الحلاقة». إلى ذلك يرى خالد بأن حلاق الأطفال يجب أن يكون صبوراً في تعامله مع الأطفال، لأن البعض منهم لديهم خوف شديد أو «فوبيا» من كرسي الحلاق، لذلك على الحلاق أن يحاول إشغالهم بالحديث معهم، ومنحهم بعض الحلوى الأمر الذي قد ينسي الطفل خوفه ويمكن الحلاق من أداء عمله بشكل جيد ومريح. أما عن أهمية وجود صالونات مخصصة لحلاقة الأطفال يقول خالد: «من المهم أن توجد صالونات مخصصة لحلاقة الأطفال، يشعر فيها الطفل بأنه في عالمه المخصص له، وفي مكانه الصحيح، وأنه ليس دخيلاً على عالم الكبار، في صالون الأطفال نجد أن كل شيء وضع خصيصاً من أجل أن ينعم الطفل بالراحة والخصوصية، ويشعر بأنه مهم ومرغوب ممن حوله». متعة مع الأطفال العمل مع الأطفال ممتع كما يراه الحلاق خالد، موضحاً: «أحببت العمل مع الأطفال لأنني أحبهم كثيراً، ومنذ صغري كنت أتمنى أن أعمل في مهنة يكون الطفل هو الأساس فيها مثل مجال التعليم أو التدريب، وعندما اتخذت من الحلاقة مهنة لي أحببت أن أعمل في مجال حلاقة الأطفال، فالعمل معهم ممتع ورائع بالفعل، كما أنني أنظر له من منظور أعمق، فالأطفال هم جيل المستقبل، وهم أجمل، وأهم شيء في الكون، وأي عمل معهم يسعدني». عن تجربته في العمل مع الأطفال يتحدث قائلاً: «بقدر الخطورة والحذر في عملنا ففيه متعة لا تضاهى، العمل مع الأطفال ببساطتهم وعفويتهم وكلامهم غير المتوقع كلّ ذلك من أجله أن يجلب السعادة على من يختلط بهم ويجعل العمل معهم ممتعاً، بالإضافة إلى أن العمل معهم وخدمتهم والعناية بهم أمر يفرحهم، ويدخل السعادة إلى قلوبهم، فعندما نقصّ للطفل شعره ونقوم بإعطائه الحلوى يفرح بها، كذلك تغمره السعادة عندما نضع له، بواسطة مثبت الشعر الملون، «نجمة» على رأسه أو أي شكل آخر». وحول مستقبل العمل مع الأطفال يرى خالد بأن مستقبله مضمون أيضاً، فحتى عندما يكبر الحلاق في السنّ يبقى مرغوباً من قبل الأطفال والأهالي على حدّ سواء، بل على العكس يكون مرغوباً أكثر نظراً لخبرته الطويلة في الحلاقة، وكذلك في التعامل مع الأطفال، بعكس حلاق الكبار الذي يعتبره بعض الشباب «موضة قديمة» إذا أصبح كبيراً في السن، ويفضلون عليه الحلاقين الشباب الذين يجيدون الحلاقة حسب الموضة، وآخر الصرعات وأحدثها. أنت أم أبوك؟ من الحوادث الطريفة التي تحدث في صالونات الأطفال يروي خالد بعضاً منها، بقوله إنه كثيراً ما يأتي إلى الصالون أطفال قاموا بقصّ شعرهم بأنفسهم، وهو أمر بات عادياً بالنسبة للحلاقين، كما أن هنالك أهالي كثر يقصون شعر أبنائهم بأنفسهم، لاعتقادهم بسهولة الأمر، ثم يكتشفون بأن الحلاقة ليست بالأمر السهل ولكن بعد أن يكونوا قد أفسدوا شعر أبنائهم، ولذلك عندما يأتي طفل إلى الصالون وتكون قصة شعره غير مضبوطه، نداعبه بسؤاله: «من حلق لك شعرك، أنت أم أبوك؟». على «الصفر» من الحوادث الطريفة التي حصلت يقول إنه جاء 4 أولاد إلى الصالون لقصّ شعورهم، وبعد أن ذهبوا إلى المنزل قاموا بتمثيل المشهد وحدهم فقصّوا شعور بعضهم بعضاً، ثم عادوا إلينا بمنظر مضحك برفقة أهاليهم، ومن أجل تعديل القصة اضطررنا لأن نحلق لهم، الأربعة، على «الصفر». طبيب الشعر من الأمور التي تحدث معنا كثيراً خلال العمل أن هنالك أطفالاً يتبولون على أنفسهم نتيجة الخوف من كرسي الحلاقة، وهنالك أطفال يتقيأون أثناء الحلاقة نتيجة خوفهم، وقد أعجبني قول أحد الأطفال لأمه حينما جاءت به إلى الصالون رغماً عنه فقال لها: «أنا لا أحب طبيب الشعر».. وهي مقولة صحيحة بالفعل، فالحلاق هو طبيب الشعر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©