الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الورش التعليمية تصنع مهن المعاقين المستقبلية

الورش التعليمية تصنع مهن المعاقين المستقبلية
21 مايو 2011 20:20
تساعد الورش التعليمية، الموجودة في غالبية مراكز المعاقين بالدولة، فئة المعاقين على تعلّم مهن وحرف مختلفة تعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبالمحيطين بهم، فضلا عن تسهّيل موضوع اندماجهم في المجتمع وتوسيع آفاق تفاعلهم مع مختلف الفئات والهيئات، وكسر طوق العزلة والهامشية التي يشعر بها المعاق، والاستفادة من المعرفة العلمية والتكنولوجية والتنظيمية في البلاد المتقدمة وتطبيقها. كما يعمل تطوير وتشجيع الميول والهوايات لدى المعاق على شغل أوقات فراغه، فضلا عن تحقيق التكيف والاستقلال الذاتي وتنمية الشعور بالقيمة الذاتية والتوافق النفسي. تتوفر الورش والمشاغل المهنية في غالبية مراكز المعاقين بالدولة، إن لم يكن جميعها، حيث تعمل على تعليم فئة المعاقين العديد من المهن مثل الخياطة والتطريز والنجارة والحدادة والطباعة على الكمبيوتر، والعديد من الأشغال اليدوية المتنوعة، لتحقق من خلالها عدة فوائد وأهداف، أقلّها تمكين المعاق من اكتساب مهارات للالتحاق بوظيفة أو ممارسة عمل مناسب تحقق له قدرا من الاستقلال الاقتصادي. 18 ورشة ويضم مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، على 18 ورشة للتعليم المهني، بحسب ما يذكر محمد أحمد الصريمي، مدرب مهني، مضيفا إن 6 ورش منها تهدف لإعداد ما قبل التأهيل من الذكور والإناث، فضلا عن استحداث ورشة خاصة “متعددة الإعاقات” تضم حوالي 10 طلاب. وتتضمن هذه الورش، كما يوضح الصريمي، أعمال الحدادة والنجارة، والإلكترونيات، والكهرباء، والنسيج، والطباعة للذكور، في حين تضم ورش الإناث أعمال الخياطة، والمجوهرات والآنتيك والشموع، بالإضافة إلى ورشة التغليف. موضحا أن المركز لديه إنتاج يومي من هذه الورش يضم الإكسسوارات والمفارش والمناديس والصناديق، ولوحات الرسم على الزجاج والعلب الورقية والشالات. وقال الصريمي إن إدارة المركز حريصة على المشاركة المعارض المختلفة التي تعرض وتروج لمنتجات المعاقين، وذلك لتحقيق عدة أهداف في نفس الوقت على رأسها تعريف المجتمع بأعمال هذه الفئة، وقدرتها على الإنتاج والإبداع، وكذلك لإبراز دور مؤسسة زايد في تعليمهم واستكشاف مواهبهم وتشجيعها، ومن جهة أخرى لتعزيز ثقة المعاقين بأنفسهم وقدراتهم. وأشار الصريمي إلى أن هذه المعارض تشهد إقبالا كبيرا من قبل الزوار، الذين يقومون بشراء المنتجات أول بأول، بل إن بعضهم يوصي على المزيد منها، لافتا إلى أن إدارة المركز تحرص على أن يقوم المعاقون أنفسهم ببيع منتجاتهم، الأمر الذي يعزز مسألة ثقتهم بأنفسهم، ورفع معنوياتهم، وتعليمهم كيفية التواصل المباشر مع الآخرين من خلال عملية البيع. ورش الخياطة وتتحدث بعض الفتيات، اللاتي انضممن إلى ورشة تعليم الخياطة في المركز، ويبلغ عددهن 12 طالبة يعانين من إعاقات مختلفة، عقلية وسمعية وبصرية، حيث تفيد موزة المنصوري، أنها تقوم بالتطريز على أقمشة مختلفة حيث تزينها بالكتابة والرسومات وغيرها من النقوش الملونة، لتشكل منها إكسسوارات مختلفة من أكياس حافظة للذهب وغيرها. وتضيف موزة إنها تعلمت العديد من الأشياء في الورشة، مثل الخياطة اليدوية والخياطة الآلية، كما تعلمت صنع ميداليات من الخشب والكرات، وقد جعلها هذا العمل تشعر بكيانها ووجودها في المجتمع أكثر من قبل، الأمر الذي رفع من معنوياتها وولّد لديها الثقة بالنفس. بدورها قالت جميلة مبارك، إنها تعلمت الخياطة على القماش بواسطة الماكينة، لكنها لم تتمكن من عملها جيدا، فوجهتها المعلمة إلى الخياطة والتطريز اليدوي والذي أجادت استخدامه بشكل جيد. من جانبها، تقول بدور، وهي طالبة كفيفة مضى على وجودها في المركز حوالي 4 سنوات، إنها تستخدم طريقة “برايل” أي اللمس في عملها، حيث تتحسس القطعة الموجود أمامها ثم تغرس بين ثقوبها خيوط الصوف وتخرجه لينجم عنها قطعة فنية، وذلك حسب الرسم أو المخطط الموجود عليها والذي وضعته لها معلمة الخياطة. وفي الوقت الذي تشير فيه بدور إلى فضل معلمة الخياطة في تعليمها وتطوّرها حتى وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة من التطريز، تلفت معلمة الخياطة بلقيس السيّد، إلى أن الورشة تضم مواهب عديدة اكتشفتها في الفتيات لا سيما في الطالبة بدور التي تطرز أشكالا جميلة للغاية برغم افتقادها لحاسة البصر. ولفتت السيّد، التي تعمل في المركز منذ 7 سنوات، أن لديها في المشغل 12 طالبة، يبدأ دوامهن من الصباح ويستمر حتى الثانية ظهرا، يتعلمون خلالها طريقة تركيب الأزرار على القماش، ثم يتم تدريبهن على كيفية الخياطة بواسطة الماكينة بشكل تدريجي. مشيرة إلى أن الطالبات منتجات الطالبات تشارك في معارض محلية مختلفة بالدولة، كما شاركت في أحد المعارض العربية خارج الدولة، وقد حققت هذه المنتجات مبيعات كبيرة. مبادرات ترويجية وتتحدث سلمى كنعان، أخصائية تقويم نطق ولغة في مركز عجمان لتأهيل المعاقين، عن أهمية الورش المهنية في مراكز المعاقين، والمشاركة في المعارض المختلفة لترويج هذه المنتجات، مشيرة إلى مبادرة “إعلان يساوي حقيبة” الذي أطلقه المركز منذ فترة، حيث أنتجت طالبات من ذوي الإعاقة السمعية والذهنية في المركز حقائب بطريقة إعادة التدوير، تم صنعها من لافتات بلاستيكية قديمة، وتتميز هذه الحقائب بجودتها ومتانتها، فضلا عن جمال شكلها وقابليتها للغسل. وأضافت كنعان، إن الفتيات قمن بعمل إكسسوارات أخرى صنعت بطريقة إعادة التدوير، مشيرة إلى أن المركز يتطلع نحو توسعة ورش العمل وشراء ماكينات جديدة لهذا الغرض. بدوره أوضح محمد عبدالمنعم مسؤول الأنشطة الفنية في مركز الإمارات للتوحد أن المركز يحتوي على حوالي 70 طالبا من الكبار والصغار، يقوم كلّ منهم بعمل أنشطة خاصة تتناسب مع قدراته وعمره، مضيفا أن الصغار يقومون بعمل أنشطة يدوية بسيطة، تضم أعمالا من ورق الكورنيش، ولوحات من الألمنيوم، وأعمال من السيراميك والصلصال، بالإضافة إلى الرسم والتلوين، فيما يقوم الكبار بعمل منتوجات من النسيج بأنواعه، السلك والكليم وشغل الإبرة. وقال شمس الدين، الذي يعاني من مرض التوحد، أنه يعمل حاليا على صنع لوحات من الخشب والخزف، كما أنه يعمل على الطباعة على “السترات” و”الكؤوس” والباجات، من خلال جهاز طباعة جديد قام المركز بشرائه لتشغيل الأولاد وتدريبهم. إلى ذلك أوضح محمد عبد المنعم، أن هذا الجهاز الذي اشتراه المركز مؤخرا، لديه القدرة على عمل وبيع طلبيات للمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة بأيدي الطلاب أنفسهم، ما يدعم فئة المعاقين، ويوفر على هذه الشركات في نفس الوقت، نظرا لانخفاض التكلفة عن الشركات أو المصانع الأخرى. أشغال يدوية ويضم مركز النور للمعاقين هو الآخر، عدة ورش تتنوع بين الرسم والنجارة والأشغال اليدوية، تهدف في مجملها إلى تعليم الطلاب كيفية الاعتماد على النفس، بحسب مها محمود، وكيلة المركز، وكذلك تأهيلهم للعمل في المجتمع من خلال الإنتاج، مضيفة إنها تؤدي غرضا اقتصاديا وهو إيجاد وظيفة مستقبلية للمعاقين تمكنهم من العيش باستقلالية. وتتنوع المشغولات التي أبدعها طلاب مركز النور بين المفارش المشغولة بالإبرة، والكروشيه، والرسم على القماش، وملابس الصلاة، والإكسسوارات المنزلية البسيطة، فضلا عن الحقائب، وإكسسوارات الشعر والصابون، وهي منتجات ذات جودة عالية، كما وصفتها وكيلة المركز، مضيفة أن عمل الطلاب لمثل هذه المنتجات يشعرهم بأنهم منتجون في المجتمع أسوة بغيرهم من الأسوياء ويشعرهم بقيمتهم الإنسانية، كما أنه يرفع من معنوياتهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم ما يساهم في تحقيق فكرة الدمج في المجتمع، والتي تسعى الدولة ومؤسساتها إلى تكريسها على وتطبيقها على أرض الواقع. بدورها قالت بشرى أبو فردة، وهي معلمة أشغال يدوية، إنه يوجد لديها في ورشة الفتيات 5 طالبات مقيمات، فضلا عن 10 طالبات أخريات يأتين للورشة على مدار الأسبوع في فترات متفاوتة. وأضافت بشرى إنها تقوم بتعليم الفتيات على أعمال الخياطة، والتطريز والأشغال اليدوية، وتلوين الفخار وغيره من الأعمال التي تشغل وقت فراغهن، وتجعل لهن مهنة في المستقبل، بحيث يتمكن من العيش بفضلها في أي وقت من الأوقات، فضلا عن أنها تعطيهن الثقة بالنفس وتشعرهن بكيانهن ووجودهن في المجتمع. مشروع الشوكولاته يعتمد مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين في تعليم المعاقين على ورشة أو مشروع الشوكولاته، وتوضح مريم اليماحي، وهي موظفة في المركز، أهمية المشروع بالقول إن هذه الشوكولاته التي تحمل علامة “تسنيم”، يتم إنتاجها وتغليفها من الألف إلى الياء على أيدي طلبة الإعاقة الذهنية، مشيرة إلى أن المركز حصد جوائز عديدة بفضل إنتاجه لها، خاصة وأنها تتميز بالجودة والمذاق الطيّب. وأضافت اليماحي إن عدد الطلاب الذين يعملون على إنتاج هذه الشوكولاته يبلغ حاليا حوالي 30 طالبا من ذوي الإعاقة الذهنية، مضيفة إن هذا المشروع قد عمل على إبراز مواهب هؤلاء الطلاب وإبداعاتهم ولفت الأنظار إليهم، ما دعا بعض الجهات الحكومية والخاصة وبعض الفنادق إلى الإقبال على شراء المنتج بصورة دائمة. من جهة أخرى أشارت اليماحي إلى أن مشاركة المركز في المعارض بهذا المنتج الجيّد، قد عزز من تسويق شوكولاته “تسنيم” في الدولة، ومع ذلك فإن المشروع ما زال بحاجة إلى المزيد من الدعم من قبل الأفراد والمؤسسات، لا سيما وأن ريع المبيعات يذهب لصالح تطوير المركز ولصالح الطلاب المعاقين في نفس الوقت.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©