الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

آلاف العراقيين يهربون من العنف إلى «الحلم الأميركي»

6 أغسطس 2010 00:37
يتوق آلاف العراقيين إلى مغادرة بلدهم والحصول على تأشيرة لجوء للولايات المتحدة هرباً من تهديد المتشددين والتردي الأمني، حيث التفجيرات والتهديد بالقتل وإطلاق الرصاص والموت باتت سمة يومهم. وقال أحمد وهو أب لولد وبنتين “أبلغني المتشددون عبر الهاتف، إن لم تترك العمل سنقتلك أو نقتل أحد أطفالك”. ويأمل الصحفي الذي يخشى ذكر اسمه كاملاً أن ينضم إلى 4.7 مليون عراقي فروا من ديارهم منذ عام 2003، فيما تصفه وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنه أسوأ أزمة انسانية في الشرق الأوسط منذ أُخرج الفلسطينيون من ديارهم عام 1948. وتشير بيانات حكومية إلى أن عدد القتلى المدنيين تضاعف تقريباً في يوليو مقارنة بيونيو. ولم يفر جميع العراقيين إلى الخارج، وقالت وكالة شؤون اللاجئين إن نصف المشردين وعددهم 4.7 مليون نزحوا إلى مناطق أخرى في العراق وبعضهم يعيش في مبان عامة. وتمنى أحمد فيما هو أفضل عندما عاد للعراق بعدما قضى عاماً كأستاذ زائر في الولايات المتحدة عام 2008، لكن احلامه سرعان ما تبخرت. وقال “تحولت الخروقات الأمنية من القنابل الملغومة والقنابل المزروعة بالطرق إلى المسدسات الكاتمة للصوت والاغتيالات وغياب الخدمات، لا مياه ولا كهرباء وأخشى على سلامة أطفالي عندما يذهبون للمدرسة”. والولايات المتحدة مقصد مفضل لعراقيين مثل أحمد لكن فرصهم في الذهاب إلى هناك ضئيلة. ويحاول البعض بدلًا من ذلك الذهاب إلى أوروبا أو دول مجاورة مثل لبنان أو سوريا أو تركيا أو الأردن التي يسهل الحصول على تأشيرات لدخولها. وقال مارك ستوريلا منسق برنامج استقبال اللاجئين في السفارة الأميركية في بغداد “نتوقع أن يسافر نحو 4500 عراقي إلى الولايات المتحدة في إطار البرنامج هذا العام وبالتالي سنضاعف أعداد العام الماضي”. ورغم أنه لم يذهب سوى 66 عراقياً إلى الولايات المتحدة عام 2004 بموجب هذا البرنامج، إلا أن العدد يرتفع باطراد. فقد حصل نحو 13828 لاجئاً عراقياً على تأشيرات وسافروا إلى الولايات المتحدة من العراق ودول مجاورة عام 2008. وقفز العدد إلى 18838 في عام 2009. ويمنح برنامج استقبال اللاجئين الأولوية للعراق وافغانستان وكليهما يستضيف عشرات الآلاف من القوات الأميركية. ويأتي على رأس القائمة منح تأشيرات لمن تتعرض أرواحهم للخطر لأنهم يعملون مع الحكومة أو الجيش الأميركي أو مع منظمات تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. ويستغرق الحصول على تصريح أمني لدخول الولايات المتحدة شهوراً. لكن بعد أن تجشموا كل هذه المشقة يقرر بعض اللاجئين الذين جربوا العيش في أميركا أن يتركوا فرصة تأتي مرة في العمر ليعودوا إلى ديارهم برغم الخطر. وقال بشير رشيد محمود الذي يعمل مصوراً تلفزيونياً في قناة سي.إن.إن التلفزيونية الإخبارية الأميركية “لم أستطع أن أصدق إنني ذاهب إلى الولايات المتحدة وان حلمي يتحقق، لكن كل هذه المشاعر انقلبت عندما حطت الطائرة في مطار نيويورك، الحقيقة ليست مثلما أراه في الأفلام أو ما أسمعه من الأصدقاء، شعرت بحالة من الاغتراب والضياع، شعرت باختناق”. وتقدم محمود بطلب للحصول على تأشيرة أميركية بعد أن تلقى تهديدات بالقتل من “القاعدة”. لكن خيبة الأمل أصابته بعد شهرين قضاهما في تكساس، وقال إن “الثقافة والناس والحياة كلها تختلف عن بلدي، قابلت بعض الأصدقاء العراقيين حاولوا إقناعي بالبقاء لكنني لم استطع وحسب، رغم معرفتي أن هذه الفرصة قد لا تأتي مرة ثانية لكني قررت العودة”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©