أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي مرتبط بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية للمفاوضات وبخاصة ما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967، وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده الليلة قبل الماضية في جدة عقب مباحثات أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ليس هناك شروط فلسطينية مسبقة ولكن عندما نتحدث عن الاستيطان فهذا ورد في أكثر من مكان، فهناك تعهد ثنائي وتعهد دولي، ورد في البند الأول من خطة خارطة الطريق عندما قالت الخطة في القسم الأول منها إنه لابد من وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك النمو الطبيعي، كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إنه لابد من وقف الاستيطان.
وأضاف أن هناك قرارات أممية في مجلس الأمن وغيره تطالب بوقف النشاطات الاستيطانية وهناك اتفاقيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تنص على أنه لا يجوز لأحد الطرفين أن يقوم بأعمال أحادية قبل الوصول إلى الحل النهائي، فهذه تعهدات ونحن نطالب بتنفيذ التعهدات كما أن الحديث عن حدود عام 1967 ورد في خارطة الطريق أيضا، واستعرض الرئيس الفلسطيني مراحل مفاوضات السلام بعد مؤتمر أنابولس الذي دعا إليه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قبل سنتين واستمرت ثمانية أشهر وتركزت على قضايا المرحلة النهائية، وهي القدس والمستوطنات والحدود والأمن واللاجئون وغيرها، وأوضح أنه تم خلال تلك المفاوضات إجراء تفاهمات حول كل هذه القضايا دون الوصول إلى اتفاقيات، ولكن على الأقل تم التعرف على موقف الجانبين ولما جاءت حكومة نتنياهو لم تكن هناك مفاوضات، وإنما كانت كلها اتصالات مع الولايات المتحدة حول مسألة الاستيطان ووقف هذا الاستيطان. وأضاف انه تم الانطلاق في المفاوضات التقليدية بالتركيز على مسألة الحدود والأمن ثم بعد ذلك دعت الولايات المتحدة مؤخرا إلى المفاوضات المباشرة.
إلى ذلك، نفى نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية امس أنه جرى إبلاغ الجانب الفلسطيني برفض إسرائيل عقد لقاء ثلاثي لبحث مرجعية المفاوضات المباشرة، وقال أبو ردينة إنه لا صحة لما تردد عن نقل ديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط للرئيس محمود عباس رفض الجانب الإسرائيلي لعقد لقاء ثلاثي “أميركي - إسرائيلي- فلسطيني”، وذكر أبو ردينة أن قضية اللقاء لم تناقش أصلا أثناء اجتماع عباس وهيل ولم يخرج عنها قرار فلسطيني حتى الآن.
وقال أبو ردينة إنه لا مانع لدى الفلسطينيين من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي حال وقف الاستيطان ووجود مرجعية في المفاوضات. وأضاف أنه “لا توجد شروط فلسطينية مسبقة للمفاوضات” مبينا التزام القيادة الفلسطينية بالرسالة العربية التي بعثتها لجنة المبادرة العربية إلى الرئيس أوباما، وأوضح ابو ردينة أن القيادة لم تتلق أي رد أميركي حتى الآن على هذه الرسالة التي تطالب بتوفير متطلبات الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وقال “نحن ننتظر عودة المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة والتي قد تكون الأسبوع القادم، حاملا معه الإجابة حول الرسالة المبعوثة لأوباما”.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان جزئياً في الضفة الغربية الذي أعلنته في نوفمبر الماضي لمدة عشرة شهور “غير جدي”. ودللت الوزارة، في بيان صحفي، على موقفها بتقرير حركة السلام الإسرائيلية التي أكدت وجود 492 انتهاكاً لقرار التجميد في الأراضي الفلسطينية. وأكدت الوزارة مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالبة بوقف كامل وشامل للأنشطة الاستيطانية كافة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
عدد اليوم
