الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البحر والبر··!

البحر والبر··!
26 نوفمبر 2008 00:30
منذ افتتاح شاطئ أبوظبي كمشروع سياحي داخلي متميز، تغير شكل الحياة الاجتماعية في المدينة، أصبح هناك مرفق ساحلي متميز ومفتوح للجميع بسعر بسيط، وتكالبت الأسر وتكالب الأفراد على الاستمتاع بهذا المشروع الحيوي الناجح· والاقبال يؤكد بشكل واضح أن هناك رغبة في ممارسة الأنشطة الترفيهية من ناحية المواطنين والمقيمين، وأنهم بحاجة إلى مثل هذه المشروعات التي تصنف بشكل أساسي كمرافق سياحية، حتى لو قدمت لهم الخدمة في مقابل مادي· وهذا يدعونا إلى حديث طويل حول العديد من النواقص في هذا المجال، وإلى عدم استغلال المقومات الطبيعية بالشكل الأمثل، وتحويلها إلى مرافق سياحية تخدم السائح الداخلي قبل الخارجي، وتفيد أيضاً في الترويج للسياحة الخارجية· وسنتكلم اليوم عن الصحراء والمساحات الصحراوية الشاسعة التي نمتلكها، والتي نطلق عليها محلياً (البر)، ولا يخفى على أحد ثقافة المواطن الخليجي المحبة للصحراء أو البر، وعشقه لقضاء أوقات عائلية واجتماعية في البر، وهي ثقافة من الممكن أن تنتشر أيضاً بين المقيمين، نظراً لما تتمتع به الصحراء من مزايا متعددة خاصة في فصل الشتاء· ولكن الملاحظ أننا لم نفكر بعد في مشروع أو عدة مشروعات لتجهيز مناطق صحراوية للاستفادة من وجود حب ورغبة لدى جمهور عريض من الناس لقضاء أوقاتهم في البر، ولو نظرنا إلى بعض الدول الخليجية المحيطة، سنجد أن هناك مخيمات دائمة تتوافر بها كل الخدمات في مناطق صحراوية متعددة، وهي مطروحة بشكل دائم للإيجار للأسر والعائلات، ووجود مثل هذه المخيمات يشجع الناس على الذهاب إلى البر بشكل دائم· والملاحظ أيضاً أن مشروعاتنا السياحية المتواضعة جداً أو الفاخرة جداً الموجودة بالصحراء، موجهة بشكل أساسي إلى السياحة الخارجية، وتتم بمفهوم مختلف لثقافة البر الاجتماعية البسيطة، وليس هناك أي مشروعات موجهة إلى العائلات المواطنة والخليجية أو المقيمة، وهي مشروعات متوسطة التكلفة، ولا تحتاج إلى مساحات كبيرة، وإذا شرعنا في تنفيذها سيكون هناك إقبال كبير عليها، وستتغير أيضاً أشكال الحياة الاجتماعية، وستجد آلاف العائلات متنفس جديد مستمد من التقاليد والثقافة المحلية، وسنجتذبهم للخروج من المدينة التي ضاقت مرافقها وشوارعها بالناس والسيارات، وستجد السياحة الخارجية أيضاً منافذ جديدة ومختلفة عن تلك المخيمات القليلة التي تقدم أشكالاً من العروض والثقافات ليس لها أي علاقة بمجتمعنا· للحديث بقية·· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©