أعلنت الأمم المتحدة امس أن عدد المتضررين بالفيضانات في قرى جنوب ووسط وشمال غرب باكستان بلغ أربعة ملايين و500 ألف شخص. وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للمنظمة الدولية في إسلام آباد مانويل بيسلر “أكثر من 4.5 مليون تضرروا بطريقة أو باخرى من الفيضانات وانزلاقات التربة نتيجة الامطار الموسمية..ما نشهده الآن هو كارثة كبرى من العيار الثقيل ونخشى من تفاقم الوضع بما ان موسم الامطار لا ينتهي عادة قبل نهاية اغسطس”.
واضاف بيسلر “مناطق بأكملها عزلت تماما ولا يمكن الوصول إليها سوى عن طريق الجو”. وأضاف إن الإحباط والغضب ينتشران بين المنكوبين بسبب ما يعتبر رد فعل غير ملائم من قبل الحكومة في إسلام آباد”. بينما قال برايان كيلي من المنظمة الدولية للهجرة “إن الباكستانيين اليائسين أقاموا آلافا من المستوطنات دون تخطيط مسبق على جنبات الطرق خلال الأيام الماضية، بعد أن أصبحت مراكز التجمع مكتظة للغاية”.
وأوفدت الامم المتحدة المبعوث الخاص الدبلوماسي الفرنسي جان موريس ريبير امس في مهمة إلى باكستان لتقييم الوضع الانساني واحتياجات المنكوبين المتضررين باسوأ فيضانات من نوعها منذ ثمانين عاما. في وقت تخشى الأسرة الدولية أزمة غذائية كبرى بين الناجين اللذين دمرت السيول قراهم وأراضيهم الزراعية وسط إحصاء مقتل اكثر من 1500 شخص حتى الآن.
ومع تراجع الامطار وانخفاض منسوب المياه في الشمال الغربي، اطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نظام نقل جوي إضافي بالمروحيات لمساعدة من تقطعت بهم السبل في وادي سوات أقصى الشمال وتوزيع عشرات الالاف من الوجبات والدقيق. كما انتقل الاهتمام الى ولايتين اخريين تضمان عددا اكبر من السكان هما البنجاب (وسط) والسند (جنوب) حيث يخشى حدوث كوارث.
ففي السند، اعلنت السلطات عن هطول امطار غزيرة في منطقة كاتشا الزراعية الخصبة على طول نهر الهندوس حيث تم إجلاء خمسة آلاف شخص. وقال موريستسيو جوليانو الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “اذا واصلت المياه ارتفاعها هناك خطر ان تهدد سد سوكور بشكل خطير”.
ويسعى المسؤولون في إقليم السند الذي يضم أكبر المدن الباكستانية والمركز التجاري كراتشي جاهدين لمنع حدوث خسائر كبيرة في الأرواح والمزيد من الدمار للنشاط الزراعي الذي يمثل صناعة أساسية. وأجلت السلطات نحو 350 ألف شخص من المناطق المنخفضة في حوض نهر اندوس بالاقليم.
واوضح قمر الزمان شودري رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية “نحو مليون قدم مكعب (28300 متر مكعب) في الثانية من المياه سيمر عبر سد جودو على نهر اندوس اليوم..في الوقت الحالي تسقط الامطار في تلك المنطقة ولكن من المتوقع أن تتوقف قبل ان تصل الفيضانات الى اقصى مستوى لها”. وقال مسؤولون إنهم يخشون من أن تغرق مياه الفيضان مساحات واسعة من الأراضي المنخفضة في سبع مناطق في إقليم السند الجنوبي بعد مرورها عبر سد جودو الذي يمكنه إطلاق نحو 34 ألف متر مكعب من المياه في الثانية.
وفي البنجاب، هطلت أمطار غزيرة على بلدة كوت ادو حولتها الى بحيرة كبيرة. وارسلت مروحيات للجيش الى المنطقة بينما كان السكان يفرون من القرى التي غطتها المياه بحثا عن ملاجئ. وقال قائد شرطة مظفرغار منصور سروار “إن الوضع اصبح خطيرا جدا في هذه القرى وسنقوم باجلاء السكان”، مؤكدا ان الكثير من المرافق مهددة”.
وفي محمود كوت القرية الواقعة على بعد ست ساعات عن لاهور عاصمة البنجاب، يكافح القرويون ليتنقلوا في المياه التي تغمرهم إلى مستوى الصدر وحتى الرقبة. وقال صداقة علي احد سكان القرية “المياه ترتفع مترين في بعض مناطق القرية وقد تمكنا بالكاد من انقاذ اطفالنا”.
ودمرت الامطار الغزيرة القرى والسهول الزراعية في ولاية خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان، كما دمرت قرى وسهول في ولاية البنجاب. وقال امجد جمال الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي “نحن بحاجة ملحة الى مساعدات من الاغذية لمنع ازمة غذائية، كما هناك ضرورة لنقل مياه الشرب في اسرع وقت ممكن لتجنب انتشار الامراض”. وقال خبير الطوارئ أوسكار بوتراجينو “إن الأمراض المعدية المرتبطة بالمياه الملوثة تنتشر بسرعة وتهدد حياة الأطفال على وجه الخصوص”.
ويتعرض الذين تم اجلاؤهم لخطر الاصابة بالامراض التي تنقلها المياه مع ظهور الاسهال بوصفه المرض الاكثر الانتشارا في العديد من المناطق. وسجلت منظمة الصحة العالمية نحو 13 ألف حالة مرضية بما في ذلك الاسهال الحاد في بيشاور وماردان وتشارسادا ونوشيرا في اقليم خيبر بختونخوا.
وواصل الناجون انتقاد الحكومة مؤكدين انهم لم يتلقوا أي مساعدة. بينما اعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن حوالى مئة الف شخص تمت اغاثتهم وارسلت كميات كافية من المساعدات الى المناطق، وطلب من ادارته تسريع تسليم المساعدات، وقال “إن كل وزير في حكومته سيقدم راتب شهر وكل واحد من عناصر الجيش يوم عمل طوعي لمساعدة المنكوبين”.
عدد اليوم
