الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينمائيون إماراتيون يحلّقون بأحلامهم في مهرجان «كان»

سينمائيون إماراتيون يحلّقون بأحلامهم في مهرجان «كان»
19 مايو 2013 12:12
وسط أجواء باردة وممطرة كانت الأضواء المشعّة لملصقات الأفلام وصور النجوم في الدورة السادسة والستين من مهرجان «كان» السينمائي، مشغولة هي الأخرى بدفء مختلف، وببريق خاص، جعل من هذا الكرنفال البصري العالمي مقصدا لعشاق الأفلام القادمين من مرجعيات وثقافات وأذواق مختلفة، ولكنها تجتمع وتتقاطع في النهاية مع شغف حقيقي وهوس فني مشترك لملاحقة الجديد والمتميز والواعد في النتاجات الفيلمية المستندة على الوعي بقيمة وأهمية الصناعة السينمائية، وما تتضمنه من أبعاد وتأثيرات جمالية واجتماعية وسياسية واقتصادية لا يمكن إغفالها. إبراهيم الملا (كان، فرنسا) - هذا الزخم السينمائي الأنيق والمنظم، وضع مدينة «كان»، المطلّة على شاطئ الريفيرا في مصاف الأحداث الدولية الكبرى التي لا تقل أهمية بحضورها الإعلامي والجماهيري عن كأس العالم لكرة القدم، والأولمبياد. ووسط هذا الزحام البشري الملموس في شوارع ومرافق المدينة، والمطبوع أيضا بشكله الافتراضي والتفاعلي على الشاشات وفي الصالات الضخمة بالمهرجان، فإن المتابع للحضور الإماراتي في أجنحة المهرجان، وفي سوق «كان» السينمائي، ومن خلال اللقاءات التعريفية والتنسيقية مع صناع الأفلام من مخرجين ومنتجين دوليين، يشعر ويتلمّس هذا الحضور النشط واللافت الذي تترجمه مجموعة من الشباب الإماراتيين المشاركين في الحدث والمتطلعين لصياغة مستقبل جديد للسينما في الإمارات، خصوصا لجهة بحث هؤلاء الشباب عن آفاق ومستجدات الصناعة الفيلمية المعاصرة والتي يوفرها مهرجان «كان»، باعتباره الحاضنة الأهم والأكثر جذباً واستقطاباً لشريحة واسعة من المشتغلين بالشأن السينمائي في أنحاء العالم. مشاركة متميزة وفي لقاء مع هؤلاء الشباب في جناح المهرجان، الذي جمع تحت مظلته وللمرة الأولى، اثنين من أكبر الفعاليات السينمائية في الدولة، وهما مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، بالإضافة إلى مجموعة من القطاعات السينمائية المحلية المعنية بتنمية وتطوير الإنتاج السينمائي في الإمارات، يقول أحمد الغانم، ضابط التنسيق الحكومي بلجنة أبوظبي للأفلام التابعة للمنطقة الإعلامية بمؤسسة «تو فور فيفتي فور»، إن المشاركة الإماراتية في الدورة الحالية وهي السادسة والستون من عمر هذا المهرجان الكبير، تعتبر مشاركة متميزة لجهة عدد القطاعات السينمائية والإعلامية الباحثة عن تكوين شبكة من العلاقات المستقبلية الممتدة مع صناع الأفلام الدوليين، وخصوصاً في تلك الدول التي لها باع طويل وخبرة متراكمة في الإنتاج السينمائي، وأوضح الغانم أن مشاركته هي الأولى بالنسبة له وتمنى أن يكون حضوره وسط هذا الكم الكبير من المشتغلين والمنشغلين بالترويج والتسويق للسينما، فرصة لمعرفته بأساسيات هذه المهنة الفنية الرائجة والمرغوبة لتفعيل النشاطين الثقافي والسياحي بدولة الإمارات، ونوه الغانم إلى أنه يسعى مع فريق العمل بلجنة أبوظبي للأفلام إلى استقطاب الأفلام المميزة، والتعاقد مع منتجيها كي تتم برمجتها لاحقا في مهرجان أبوظبي السينمائي وعرضها على عشاق ومتابعي السينما، بعد أن يتم فرزها وتصنيفها من قبل لجان مشاهدة متخصصة. حماس وشغف وترى إيمان العمراني التي تعمل كمساعد مبرمج بمهرجان دبي السينمائي، أن مشاركتها، وللعام الخامس على التوالي في مهرجان كان السينمائي، عززت لديها الجانب التنظيمي المتعلق باختيار الأفلام المرشحة للعرض بمهرجان دبي السينمائي في دورته القادمة، وخصوصا الأفلام العربية المشاركة في الأقسام المختلفة لمهرجان كان وبكافة حقولها، الموزعة على الأفلام الروائية الطويلة والأخرى القصيرة، وكذلك الأفلام التي تعرض في سوق السينما بمهرجان «كان»، والتي لم تجد فرصة للعرض ضمن المسابقات الرسمية للحدث. وأضافت العمراني أن من مهامها أيضا المساهمة مع فريق العمل في قسم المبرمجين بتعريف ضيوف المهرجان من مخرجين ومسؤولين ومنتجين على الفرص المتاحة لعرض أفلامهم بمهرجان دبي، وبما يقدمه المهرجان من تسهيلات وخدمات لصناع الأفلام القادمين من دول مختلفة، وذلك من أجل إبراز الطابع الدولي الذي يتمتع به مهرجان دبي السينمائي. وحول وجود هذه المجموعة المتحمسة والشغوفة بالأفلام من الشباب الإماراتيين في مهرجان ضخم وعريق مثل «كان»، علّقت العمراني بأنه وجود مفرح ومبشر بولادة قاعدة مستقبلية للمشتغلين والمهمومين بالسينما في الإمارات، والذين يتطلعون لتعزيز خبرتهم في هذا المجال من خلال التواصل والحوار والشراكة مع تجارب دولية متقدمة، ومن المؤمل أن تضيف الكثير من الوعي الثقافي والتنظيمي الذي تقوم عليه الصناعة السينمائية بشروطها القياسية. اختيار الأفلام ويشير سعيد الظاهري من فريق المبرمجين بمهرجان دبي السينمائي إلى أن تعرفه على مهرجان «كان»، بدأ منذ عام 2007، وفي العام التالي أصبح مشاركا فعليا في فريق المبرمجين من أجل اختيار الأفلام المميزة بمهرجان «كان»، وتقديمها للجنة متخصصة في مشاهدة الأفلام كي يتم فرزها وعرضها بدبي لاحقا، وأضاف الظاهري أن السمعة السينمائية الجيدة التي اكتسبها مهرجان دبي منذ انطلاقته قبل تسع سنوات، ساهمت في تذويب الكثير من العوائق التنظيمية من جهة التواصل مع الشركات المنتجة التي عرضت أفلامها سابقا في مهرجان دبي، ونوه الظاهري إلى أن عملية البحث عن الأفلام تتخللها سلسلة من الإجراءات والخطوات التي تبدأ بالاطلاع على كتيبات المهرجان في أقسامه المختلفة مثل، المسابقة الرسمية ومسابقة «نظرة ما» وأسبوع النقاد، ومسابقة الأفلام القصيرة وغيرها، ثم تليها خطوة المشاهدة الفعلية للأفلام والتواصل بعد ذلك مع المنتجين والتعاقد معهم لعرض أفلامهم المنتقاة بمهرجان دبي. وأوضح الظاهري أن صعوبة اختيار الأفلام المطلوبة تكمن في تنافس المهرجانات الأخرى في استقطاب ذات الأفلام، خصوصا مع رغبة كل مهرجان في عرض ما هو مميز ويتمتع في ذات الوقت بصيت فني أو جماهيري لافت، والقدرة على إضافة زخم إعلامي كبير لمن يحوز هذه الأفلام قبل غيره. ثقة ومرونة قال سعيد الظاهري في نهاية حديثه، إن تواصلنا خلال السنوات الماضية مع الشركات والهيئات السينمائية أو مع المخرجين مباشرة خلق نوعا من الثقة والمرونة عند التعاقد على عرض أفلامهم، مضيفا أن الأفلام التي مازالت قيد التنفيذ يتم التعاقد عليها أيضا، من خلال التوافق بين الطرفين اعتمادا على الفكرة المطروحة في الفيلم وعلى السمعة والشهرة التي يتمتع بها مخرجو وصناع هذه الأفلام، والتي تضمن نجاح الفيلم بعد الانتهاء من العمليات التقنية والفنية المطلوبة لإنجازه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©