السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرجوك.. لا «تعكر» مزاجك!

19 مايو 2013 12:26
تقلب أو «تعكر» المزاج.. سبب أم عرض؟ مؤكد أن الإجابة المنطقية تجزم بأن الإنسان «يتعكر» مزاجه عندما يكون هناك سبب لذلك، لكن في كثير من الأحيان تبقى الأسباب كامنة وغير واضحة تماماً. فالحالة المزاجية قد تتغير فجأة من دون معرفة الأسباب، ويفسر الطب النفسي هذه الحال بما يعرف «باضطراب المزاج»، وهذا معناه أن هناك خللاً في الوضع العاطفي، حيث يشعر الإنسان بعواطف غير ملائمة للظروف أو للأحداث المرافقة، وينعكس هذا التغير على السلوك وعلى التعامل مع الناس، وحتى في تعامل الإنسان مع نفسه. فإذا كان المزاج كئيباً، فكل شيء نراه حزيناً وقاتماً، وإذا كان المزاج «منبسطاً» و«وردياً»، فكل شيء نراه جميلاً ومشرقاً. اضطراب المزاج بوجه عام، حالة نفسية مرضية، وتتميز بتناوب فترات من الكآبة، مع فترات من الابتهاج الوقتي غير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي، كونها تؤدي بالشخص لقيام بأعمال طائشة أوغير مسؤولة أو خطيرة في بعض الأحيان. ويعرف أن الأشخاص المبدعين وأصحاب المهن والأعمال العقلية والفكرية الإبداعية كالفنانين والعلماء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. واضطرابات المزاج يصيب الناس في جميع الأعمار، وتحتل حالات الاكتئاب في مقدمة هذه الاضطرابات، ويصيب النساء أكثر من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية التي تصاحب طبيعة الأنثى. عادة نرى الذين يفقدون انبساط مزاجهم كأنهم يعانون الاكتئاب، والإحساس بالنرفزة أو العصبية الزائدة وانعدام الاستمتاع بالأشياء التي كانت في السابق مركز اهتمام. كما يشعر المريض بالانزعاج من التعامل مع من يحيط به سواء بالعمل أو بالبيت، ويفضل الخلود إلى الوحدة والعزلة ويجد نفسه متضايقاً من الأضواء أو الصخب أو الازدحام وكثرة الناس من حوله. وعادة يصبح التفكير عنده مشوشاً وغير منتظم، وتغلب عليه طابع السلبية، وانعدام الصواب في اتخاذ القرارات. وتصل شدة المرض أحياناً إلى مرحلة أن الإنسان يكثر من لوم نفسه، ويجلد ذاته على كل خطأ أو فشل أو مشكلة تحصل معه أو تمس عائلته أو تخل بعمله ونجاحه مهما كان بسيطاً». هناك مستويات مختلفة لاضطراب المزاج، منها حالات خفيفة الشدة أو متوسط الشدة أو الشديدة، وعادة ما يصاحب النوبة الاكتئابية انخفاضاً في المزاج، وتضطرب القدرة على الاستمتاع والاهتمام بالأشياء والتركيز، ويشيع الشعور بالتعب الشديد حتى بعد أقل مجهود. وعادة ما يكون النوم مضطرباً، والشهية للطعام قليلة، وينخفض تقدير الذات والثقة بالنفس، وكثيراً ما توجد بعض الأفكار حول الإحساس بالذنب أو فقدان القيمة حتى في الحالات خفيفة الشدة. وقد تصاحبه أعراض جسدية مثل فقدان الاهتمام والأحاسيس المبتهجة والاستيقاظ في الصباح ساعات عدة قبل الموعد المعتاد. علينا أن نعود إلى أنفسنا، ونتأمل دواخلنا عند الإحساس بأن مزاجنا يهرب منا، فليس هناك من يستطيع أن يسلم من «تعكر» المزاج، لكن علينا أن نتعلم كيف نتعامل معه؟.. للحديث بقية .. وسلامتك. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©