السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تحزن

21 مايو 2011 20:10
الحزن من الانفعالات المزعجة للإنسان والتي بسببها تظهر بعض الأمراض الصحية على الجسد. فبه تضيق الدنيا على الإنسان فلا يرى منها إلا السواد والظلمة، فهناك مقولة بولندية تقول: (القلب المملوءُ حزناً، كالكأسِ الطافحةِ، يصعبُ حملهُ). الحياة مليئة بالمواقف والأحداث الجميلة والسيئة. مليئة بالمفاجآت السارة والمخيبة للأمل والمحبطة للنفس. مهما عملنا أو فعلنا أو قلنا فلابد لنا من ملاقاة ما لا يسعد وما لا يبهج، لماذا؟ لأننا بشر وهذه سنة الحياة، فأقلها (مع أنها الأصعب) فقدان عزيز. وقد قال المولى عز وجل في محكم تنزيله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة:155). فالصبر في هذه الأمور مهم جداً للإنسان فقد قال عنه (بلوطس): (الصبرُ أفضلُ علاج للحزن). طالما الإنسان مخلوق فلابد أن يصيبه ما قدر الله له، والإنسان يبتلى على قدر إيمانه، والله تبارك وتعالى قال: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(العنكبوت:2). وبما أن الإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، فلابد له من الاحتكاك بالبشر، ولابد له من تأثره بالإيجابيات والسلبيات. فقد يمتدحك شخص فتعيش بكلماته أجمل لحظات توصل بها إلى السماء، ويذمك آخر فيكدر عليك حياتك فتحبط وتشعر بالحزن والألم. وهذا الأمر لم ينج منه أحد حتى الأنبياء، فقد لاقوا الأذى من أقوامهم والتعليقات السلبية وغيرها وقتل منهم الكثير. وقد قال الله تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ)(الأنعام:33). ويذكر علماء النفس أن الانفعالات أربعة هي: الخوف والغضب والحزن والفرح. وتتنوع مسببات الحزن للإنسان وتختلف من شخص لآخر ومن موقف لآخر ومن زمن لزمن. وتأتي ردات فعل الناس تجاه الأزمات والصدمات المحزنة مختلفة منها ما تأخذ الجانب الإيجابي ومنها ما تأخذ الجانب السلبي. فهناك من يحمد الله على ما أصابه وابتلاه، وهناك من يعيش حالة من الاحباط واليأس، وهناك من يعيش حالة من التذمر والعداء والسلبية تجاه الناس، وهناك من يهرب منها ليبقى في عالم من اللاوعي (أي يتعاطي المسكرات والمخدرات وما شاكلها). عزيزي القارئ هناك فئة من البشر كأنهم خلقوا للتنغيص على الآخرين. خلقوا ليروا أنفسهم هو الأفضل وغيرهم لا. يروا أنفسهم أنهم عارفون وفاهمون ومبدعون أما البقية فلا يفقهون شيئاً. يُجن جنونهم إذا بلغهم أن فلاناً أصبح كذا وكذا أو حقق كذا وكذا ... فتجد ردات فعلهم فيها شيء من الحماقة حاملة التجريح والاستهزاء، فلنكن مفاتيح الخير لأنفسنا وللآخرين، وننشر بين الناس مشاعر الحب والتقدير والاحترام، ولنكن مخففين عنهم آلامهم وهمومهم، فالإنسان لا يدري متى يحتاج لأخيه الإنسان. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©