الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاقة أسرية في «غرفة الإنعاش» تتألم من صمت الأزواج

علاقة أسرية في «غرفة الإنعاش» تتألم من صمت الأزواج
18 مايو 2013 20:58
أبوظبي (الاتحاد) - اشتكت نورة السيد من صمت زوجها ووصفته بالقاهر، وقالت إن هذا الأمر يزرع في نفسها الشك والريبة، وفسرته برفض زوجها لها، أو احتمال ربطه لعلاقات مع سيدات أخريات بدلها، بينما قالت سميرة محمد إن صمت زوجها يشكل لها معاناة نفسية ويؤلمها هذا الخيط المفقود بينها وبين زوجها، خاصة عند إثارة بعض المواضيع الحساسة التي تخص الأسرة وتتطلب الحسم في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب، وتقول سعاد فايز إنها اكتشفت أن صمت زوجها وعدم الرد على أحاديثها والتحمس لها يعبر عن إخفائه لبعض الأمور، لافتة أن صمته يقلقها، وتقول «عادة ما يدخل زوجي لغرفته، ويترك البيت على اتساعه لشغب الأطفال ولحيرتي، مفضلاً الصمت عن الكلام، ويفضل عدم الحديث، ومع إصراره على الصمت ألاحقه وأحاول معرفة السبب، وأتهمه بأنه إنسان غير مسؤول أمام صمته المريب. شاشة التلفزيون من جهتها تقول سماح يسري «بالنسبة لي صمت الرجل قاتل، فمرات يتأجج الخلاف بيننا لسبب ما، وغالباً ما يلوذ بالصمت ويغرس عينيه بشاشة التلفزة ولا يولي ما أقوله أي اهتمام، كأن الأمر ليس أمره، وحتى لو تحدثت في أمر يخص البيت يطلب مني ألا أتدخل وينصب نفسه هو الفاهم والعارف ولا يحب المناقشة والكلام، فهو غير مبال بما يدور في البيت». هكذا تسود لغة خرساء بين بعض الأزواج، قد يخفي الزوج وراءها سراً، وقد تكون خوفاً من وصول المرأة إلى كنهه، فتصل العلاقة الزوجية حد المكاشفة فتسري الخلافات والشجارات الدائمة بينهما، أو قد تكون هروبا من المشاكل، بحيث يميل طبع الرجل بشكل عام إلى الصمت، بحيث لا يرغب في الثرثرة وإثارة الحديث في مواضيع يعتبرها جانبية وثانوية، وغير ذات أهمية، مما يجعله يلوذ بالصمت، في هذا الإطار تقول فوزية أحمد أخصائية تطوير ذات وتنمية بشرية إن العديد من النساء يأتي للمركز بحثاً عن حل لهذه المشكلة، موضحة أن الكثير من المشاكل تنجم بين الأزواج بسبب هذا الصمت، لافتة أن العلاج هو دفع الزوجات لاختيار وقت الحديث، ومعرفة نمط زوجها، لافتة أن هذه المشاكل تحدث في بداية الزواج، فقط، بينما تتغير الأمور فيما بعد، كما تشير الى أن بعض الرجال تصيبهم حالة الصمت خاصة بعد سن الخمسين. تعبير عن المشاعر وتضيف: لكن هناك أمورا علمية لا يجب إغفالها، وهي أن النساء بشكل عام يملن للتعبير عن مشاعرهن، والحديث عنها في كل حين وبإسهاب، بينما تحتم طبيعة الرجل بشكل عام الميل للصمت، وتقول «الرجل من الناحية العلمية ليس كالمرأة في التعبير عن الأحاسيس، إذ تختلف طريقة الرجل في التفكير، وقدرته على التحمل ومجابهة كل المشاكل، فالمرأة تستطيع القيام بأشياء كثيرة في آن واحد، الحديث عنها على أولادها وتجهز الأكل والتفكير في الزوج، بينما الزوج لا يفكر إلا في مشكلة واحدة تشغله يحلها، ثم ينتقل لحل المشكلة الثانية، كما أن الرجل عندما تعترضه مشكلة ما يصمت، وهنا يجب على المرأة أن تراعي هذا الجانب، تقدر صمته وتترك له جانبا من الخصوصية، كما أن اختيار وقت وطريقة الكلام لهما أهمية قصوى في إنجاح الحوار بين الزوجين. ولم تنكر الأخصائية أن صمت بعض الرجال يخفي بعض المآسي، كالنفور من زوجته، وعدم استساغة الحديث معها، والخروج من البيت والهروب منه إلى عالمه الخاص الذي أصبح يقاسمه مع أناس آخرين غيرها، كما تؤكد أن الصمت قد يخفي بعض المشاكل التي يعاني منها الزوج في العمل أو في الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©