الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعابير صامتة تداوي جروح ضحايا الاتجار بالبشر

تعابير صامتة تداوي جروح ضحايا الاتجار بالبشر
18 مايو 2013 20:58
استطاع معرض تعابير صامتة في دورته الثانية، الذي نظمته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء النساء والأطفال، والذي انطلق تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، الرئيس الفخري لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أن يحرر إبداعات مجموعة من النساء ضحايا الاتجار بالبشر ويفرز 70 عملاً إبداعياً، كما أسهم في إرجاع الثقة لأنفس الضحايا وصقل مهاراتهم. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - عزز معرض تعابير صامتة في دورته الثانية قدرات المشاركات الفنية، ورسم أمامهن أملاً جديداً في الحياة، وترجم المعرض الذي نظم الأسبوع الماضي بمعرض الجاف للفن التشكيلي التزام مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون المجتمعي والإنساني، ورؤيتها في الارتقاء بالوعي المجتمعي. وشمل معرض «تعابير صامتة 2»، الذي افتتحته سارة شهيل المديرة التنفيذية لمراكز إيواء النساء والأطفال، وهدى كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على لوحات فنية ذيلت بأسماء صاحباتها، ووقعت بكلمات وجمل تعبر عن معاناتهن وألمهن، كما تحمل الأمل من خلال الألوان والتعابير التي كتب عليها، تم إنجازها بعد ستة أشهر من إقامة ورش عمل فنية أشرفت عليها فنانة تشكيلية مقيمة بتكليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء النساء والأطفال، لـ 44 من نزيلات ضحايا الاتجار بالبشر والعنف ضد النساء من نزيلات مراكز إيواء في أبوظبي، الشارقة، ورأس الخيمة، وسيتم تخصيص عائدات بيع الأعمال المعروضة لدعم جهود مراكز إيواء النساء والأطفال. في هذا قالت هدى كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، خلال معرض «تعابير صامتة 2»، إن المعرض في نسخته الثانية شكل ذلك الجسر التواصلي الذي ربط بين النزيلات والمجتمع، وكان صرخة في وجه من انتهكت حقوقهن وهضمت كرامتهن، واستطاع استكشاف عوالمهن الداخلية وعبر عن مشاعرهن وبوحهن، مؤكدة أنه «تعابير صامتة 2»، كان أكثر إشراقاً من السنة الماضية، من خلال عدد اللوحات والألوان المستعملة التي توحي بالتفاؤل، وقالت إن أعمالهن تشكل صلة وصل بين سيدات لا نعرف وجوههن ولا أسماءهن، ولكن تربطنا بهن صلة عظيمة وهي الأخوة والإنسانية. قوة الفن وتشير كانو إلى أن المبادرة الأولى لتعابير صامتة كانت الرؤية من ورائها استخدام الفنون كقوة ورسالة في معالجة وتأهيل الضحايا عن طريق الفن وإخراجهن عن صمتهن، كما أن الفن استطاع أن يعرفهن على ذواتهن وإعادة استكشافها من جديد، واستعاد لهن الثقة بالنفس، وبات يسعين نحو الحياة بعد أن أصابهن اليأس جراء ما أصابهن من انتهاك. وفي سياق متصل أوضحت كانو أن هذه الأعمال الفنية ستباع وعائدها سيرجع للضحايا عن طريق مراكز إيواء، مما سيساعدهن على العيش بكرامة، ويحسن من مستواهن الاجتماعي، لافتة إلى أن بعضهن رسمن طريقهن نحو العالمية بما حققنه من تميز في التشكيل رغم قصر مدة التدريب. ويأتي المعرض في نسخته الثانية عام 2013 لإطلاق صرخة هؤلاء النزيلات من خلال أعمالهن التي تحتمل أكثر من تفسير ومفتوحة على كل التأويلات، لكنها تتفق كلها على صوت واحد وتقول «أوقفوا هذا العذاب، نستحق حياة أفضل»، تقولها باسم النساء والفتيات ضحايا الاتجار بالبشر تترجمه هذه الأعمال الفنية التي ذيلت بأسماء بعضها في حين اختارت البعض منهن توقيع أعمالها بالحروف الأولى من اسمها مكتفية بصوت اللوحة وما ترغب في البوح به، بل ما تصرخ به وإيصاله للعالم من حولها، سواء استقراء لواقعها، أو للحظات عذاباتها، أو لأملها في الحياة التي لم تنصفها، ولا زالت تتشبث بها. إعادة بناء المشاعر من جهتها قالت جنيفر سايمون فنانة تشكيلية مقيمة بالإمارات، وقامت بتدريب نزيلات إيواء من خلال 20 دورة فنية على مدى 6 أشهر بتكليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء أنها سعيدة بنتاج الدورة الأولى من تعابير صامتة في دورته الأولى والثانية، وأضافت «يغمرني شعور بالفخر بالعمل للسنة الثانية بتكليفي بهذه المهمة، في سبيل ترسيخ إقامة هذه الفعالية الرائدة والتي تترجم قيم التكافل المجتمعي والإنساني وتزرع البهجة في نفوس المشاركات، موضحة أن ملامح الحزن والانكسار في أعين الضحايا كانت بادية جداً عليهن في أول ورشة ليتغير الأمر بعد ممارستهن للفن في باقي الورشات وبعد الإفصاح عمّا يشعرن به من خلال الألوان والمواد الخام التي تنوعت واستعملنها في تشكيل لوحاتهن، لافتة أنها لم تتقيد بأي مدرسة فنية في تعليمهن، وقالت إنها اعتمدت على الفطرة الفنية وعلى الكم الهائل من مشاعرهن الذي اكتنزنه، واللواتي كن يردن إخراجها فنياً وليس حديثاً»، وأضافت جنيفر «أتيحت لي فرصة العمل مع هؤلاء الفتيات والنسوة، حيث عايشت طوال الأشهر الستة الماضية انتقالهن المتميز من حالة الموهبة إلى الاحتراف والتعلم لتقنيات الرسم الخاصة بهن والمعبرة عن شخصياتهن، لقد تعبن كثيراً لإنجاز هذا المعرض، واستغرق إنجاز بعض الأعمال الفنية الساعات الطوال». ولفتت إلى أن هؤلاء السيدات لم يسبق لهن الإمساك بالفرشاة مطلقاً، مؤكدة على أن البعض منهن أظهرن مهارة كبيرة في إنجاز العمل، موضحة أن انشغالهن في تكوين هذه اللوحات أغناهن عن التفكير في ما آل إليه حالهن نتيجة ما تعرضن له من انتهاكات، وأن تعابير صامتة حقق لهن الثقة بالنفس وأشعرهن بالسعادة والفرحة والأمان والتمسك بالأمل ونسيان عذابات الماضي القريب، وأضافت جنيفر أن الفن يعالج الروح، ويسمو بها، مؤكدة على أن الفن يستعمل في علاج أقصى حالات الاكتئاب، كما يساعد على تخفيف المأساة والمعاناة، موضحة أن العلاج بالفن أو التنفيس والتعبير من خلاله بدأ كاتجاه جديد في علاج بعض الحالات، مؤكدة أن بعض الأطباء النفسيين يعتمدون عليه في علاج بعض الحالات. وقالت إن ملاحظاتها خلال تدريب السيدات أن البداية كانت صعبة التواصل، بحيث كن يرفضن الحديث عن مشاعرهن، مما جعلها تبدأ معهن من خلال رسم الوجوه والعيون بقلم الرصاص وبشكل عفوي، لافتة إلى أن تركيزهن كان على ملامح الوجه والعيون الباكية، والتي اتخذت أشكالاً عدة، واستطعن بذلك إخراج ما بداخلهن من خلال الرسم أو العمل الفني الذي قمن به، ونفسن عن مشاعرهن، وأضافت «ومن خلال هذه الأعمال الفنية اكتشفنا الكثير جداً عن السيدات، فظهرت لنا الضغوطات القوية التي تعاني منها هؤلاء السيدات، والصدمات القاسية التي تعرضن لها وما تزال تؤثر عليهن، ومن خلال قراءة الرسم في المعرض نفهم أنهن استطعن توصيل قضاياهن للمجتمع الإنساني ودفعنه لمساندتهن، وتبني هذه القضية الشائكة، كما نفهم أسلوبهن الجديد في التفكير بعد مرورهن من هذه المحنة، ويعطي مؤشرات طرق تعاملهن مع مستقبلهن الجديد. تعابير ناطقة قالت إحداهن عمرها 21 سنة «أرغب في الطيران لأصل إلى عائلتي، ولكنني كما الخنساء لا أتقن الطيران لمسافات بعيدة»، وتحت لوحة ظهرت فتاة وسط الأمواج المتلاطمة تصارعها وتأمل في النجاة، تحت عنوان «أمواج النجاة» كتبت جملتها «سأركب الأمواج حتى أصل»، بينما قالت أخرى وعمرها 33 سنة، «أحياناً تبتلعنا الحياة، وبين الأمل والألم قالت س 27 سنة» الحياة جميلة بدون الاتجار بالبشر»، بينما علقت أخرى «أبحث عن النقاء في مكان ما»، بينما صرخت م.أ أين قوس قزح؟ أين الفرح؟ وقالت: كان حلمي دائماً العيش بسلام، وقالت واحدة منهم «أن تكون الأنثى جميلة، لا يعني أن جمالها للبيع «وتعابير أخرى صدمت المتلقي وحققت ما أنجزت من أجله هو خلق ذلك التفاعل وحراك الضمير والالتفات إلى هذه الفئة التي اغتصب حقها في العيش بكرامة وأمان وإنسانية، منها: أريد أن أستعيد حياتي»، لقد كان همه أن يستفيد من ضعفي «أتمنى لو كانت معي أمي لتحميني» لو امتلكت مالاً لكنت بنيت بيتاً محاطاً بسور لحماية أبنائي، «أحتاج أن أرى أمي، إنها الوحيدة التي تتفهم ما أعانيه «دمرت حياتي لأجل ثمن بخس»، الحياة لغز يجب أن تعيد تركيبها جزءاً جزءاً، «جئت إلى هنا لأساعد أبنائي»، كنت في شرنقة والآن أنا فراشة» وغيرها كثير. تطوع في خدمة القضية حضر بعض المشاركات تعابير صامتة في دورته الأولى ولايزال دعمهن مستمراً لغاية هذه السنة، بل زاد عددهن، تطوعن لخدمة قضية الاتجار بالبشر، والتوعية بما تقوم به مراكز إيواء للنساء والأطفال، بحيث يقمن بنشاطات رياضية ويستغلن حضور الجماهير الواسع للتعريف بالقضية والحديث عنها كما يعملن على جمع التبرعات التي تعود للمراكز، ومنهن إيزابيل بونوسامي الحاصلة على جائزة أبوظبي لسنة 2010، التي قالت إن الهدف من مشاركتهن وحضورهن للمعرض هو تقديم التوعية والدعم المادي من خلال تكوين فريقين لكرة الطائرة، وجمع التبرعات المالية، والوقوف إلى جانب هذه الفئة من النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، ولا يقف عمل رئيس مجموعة المتطوعات عند هذا الحد، بل يشاركن في الأيام المفتوحة التي تنظمها بعض المدارس بتوزيع منشور ات والتحسيس بقضية الاتجار بالبشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©