الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوات جادة لتبني نموذج مبتكر في التحول المجتمعي أقل إضراراً بالبيئة

دعوات جادة لتبني نموذج مبتكر في التحول المجتمعي أقل إضراراً بالبيئة
21 مايو 2011 20:07
مع اتساع رقعة الطبقات المتوسطة في العالم بفضل التطور العلمي والتقدم التكنولوجي وأساليب الكسب المتنوعة، أصبح الكثير من الخبراء البيئيين يُشيرون إلى النصف الآخر من كأس حضارة اليوم والمتمثل في زيادة التلوث، ويحذرون من مغبة الاستمرار في استهلاك الطاقة الملوثة بنفس الوتيرة الحالية على الأمدين القريب والمتوسط، ناهيك عن البعيد. ومع تزايُد ظاهرة تمدُن المجتمعات وطغيان صفة المواطن العالمي عليها واستمتاع أفراد المجتمعات الغربية والدول الغنية بمستويات عيش عالية، أصبحت الحاجة ماسةً لإيجاد طرق بديلة لموازنة هذا النمو المجتمعي مع الموارد الطاقية الطبيعية التي يزيد استهلاكها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية. ويُتوقع أن تزيد حاجة الدول النامية من الطاقة مع حلول عام 2030 بنسبة 70?، حسب التقرير الذي أصدرته مؤخراً شركة إكسون موبيل متعددة الجنسيات لصناعة النفط والغاز. فعدد المركبات التي تسير في شوارع مدينة ريو دي جانيرو لوحدها زاد خلال العقد الأخير بنسبة 40?، والصين تجاوزت الولايات المتحدة الأميركية كأكبر سوق للمركبات في العالم، ونُمو قطاع السفر الجوي تضاعفت نسبته في الهند، والشحن الجوي ما زال يتوسع بسبب الطلب المتزايد على منتجات الطبقات المتوسطة مثل الملابس والمعدات الطبية، كما يقول جون كاساردا، أحد مؤلفَي كتاب “طريقة عيشنا مستقبلاً”. لكن لابُد من الإشارة أيضاً إلى عادة الادخار التي أصبحت في طريقها إلى التلاشي، في حين كان من شأن غرسها ونشرها في ثقافات كل المجتمعات تخفيف حدة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها. ففي الهند على سبيل المثال، إعادة تدوير الجرائد والصحف الورقية يعني بيعها إلى عميل آخر، وهذا تصور قاصر ومختزل للمفهوم الحقيقي لـ”إعادة التدوير” لا يُحقق غاياته. ويقول العالم البيئي تشاندرا بوسان “في الظروف الراهنة وفي هذه المرحلة الزمنية بالتحديد، يُعد التأثير الثقافي لإعادة التدوير وإعادة إصلاح الأشياء المعطوبة وادخار الكهرباء قوياً ونافذاً في الواقع العملي نظراً لقدرته على الإسهام في توفير المال والوقت والجهد”. ويُضيف “في الوقت الذي أصبح فيه الناس أكثر هدراً للموارد، يجدُر بنا أن نأخذ الثقافة السائدة في الغرب بشأن إعادة التدوير وترشيد استهلاك الطاقة وغيرها من المفاهيم والممارسات التي انتُبه إلى أهميتها مؤخراً فقط على سبيل المثال واستخلاص الدروس. ولا بأس من استفادتنا من أخطاء الغير، والعالم الغربي أثبت فشله في مواجهة تحدي التنقل والتحول مع تقليل الخسائر البيئية، وعلينا نحن أن نتبنى نموذجاً مبتكراً في التحول المجتمعي العام يكون أقل إضراراً بالبيئة وتلويثاً لها”. فقرابة 40? من ميزانية الحكومة الهندية لهذه السنة خُصصت لنفقات النقل العمومي ومسارات الدراجات الهوائية ونظام حافلات الترانزيت السريعة وتوسيع شبكة الأنفاق، وهذا ينم عن إدراكها العميق لضرورة تكييف نمط العيش الحديث مع بيئة أقل تلوثاً وأفراداً أكثر مسؤوليةً تُجاه الأجيال السابقة. ولا ننسى هنا دور التقنيات المتجددة، فمن شأنها مساعدة العالم أجمع على أن يُصبح أكثر تصالُحاً وتصادُقاً مع البيئة. فالصين مثلاً وعلى الرغم من أنها من البلدان الأكثر تلويثاً للكوكب، إلا أنها أضحت رائدةً في استخدام الرياح لإنتاج الطاقة، وهي تعكف حالياً على تصميم مركبات تعمل بالبطاريات الكهربائية، كما أن ثُلُث مصدر الطاقة الأول لدى جارتها الهند يأتي من المصادر المتجددة. ويقول الدكتور هومي خاراس من مؤسسة بروكينجز بواشنطن بهذا الصدد “هذه الدول بذلت جهوداً جبارةً لتلبية حاجات هذه الطبقات المتوسطة، وآن الأوان لتضطلع هذه الطبقات بدورها وتتحمل مسؤوليتها تُجاه البيئة والأجيال القادمة”. عن “كريستيان ساينس مونيتور”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©