السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء يؤكدون قدرة دول الخليج على تجاوز مرحلة تراجع أسعار النفط بسهولة

خبراء يؤكدون قدرة دول الخليج على تجاوز مرحلة تراجع أسعار النفط بسهولة
26 نوفمبر 2008 00:13
أكد خبراء في قطاع النفط قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على تجاوز مرحلة تراجع اسعار النفط الى مستوى 40 دولارا للبرميل لمدة ما بين 12 الى 24 شهرا، مرجحين في الوقت ذاته ان تستقر اسعار النفط على المدى المتوسط بين 70 الى 100 دولار، مع توقعات اخرى متفائلة بامكانية استعادة الاقتصادات الخليجية عافيتها خلال النصف الثاني من ·2009 واوضح الخبراء خلال جلسة مستقبل اسعار الطاقة في منتدى مركز دبي المالي امس استقرار الاسعار في هذا النطاق الى عوامل عدة ابرزها توقاعات نمو الطلب من الاقتصادات الآسيوية خاصة من الهند والصين الى جانب الامال المتوقعة على إحداث الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما تغيرات اقتصادية في الولايات المتحدة يمكن ان تنجح في تغيير الاوضاع الراهنة الامر الذي يعيد الطلب على النفط في اميركا التي تستهلك 25% من الطاقة العالمية· ودعا الخبراء الى ضرورة ان تبادر الولايات المتحدة الى تبني سياسة جديدة للطاقة وهي السياسة التي ظلت غائبة لاكثر من عقدين من الزمن، مؤكدين في الوقت ذاته ان منطقة الشرق الاوسط ستحافظ على اهميتها الرئيسية في مجال الامدادات النفطية· وعزا الخبراء تراجع شهية المستثمرين واحجامهم عن الاستثمار في الأسهم وسندات الدخل الثابت الخليجية بشكل أساسي إلى تقلبات أسعار النفط وليس إلى انخفاضها مؤخراً· واتفق الخبراء على أن أسعار النفط مرشحة على المدى المتوسط للاستقرار بين 60 و100 دولار للبرميل، وهو مستوى يفوق ما تحتاجه الحكومات الخليجية للمضي قدماً في تنفيذ برامجها التطويرية· وقال بيتر باركر هوميك، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، ان الاقتصادات في منطقة الخليج يمكن أن تصمد لفترة 12- 24 شهرا مع استقرار أسعار النفط عند 40 دولاراً للبرميل· وأكد براد بورلاند، كبير الاقتصاديين ورئيس قسم الاستثمارات الخاصة في شركة ''جدوى للاستثمار'' صحة هذه المقولة مشيراً إلى أن شركته تتوقع على المدى القريب أن يستقر سعر برميل النفط حول 65 دولاراً للبرميل وبين 70 و100 دولار بعد بضع سنوات· وأوضح: ''هذا كاف لأن تمول الحكومات ما كانت تقوم به في السنوات الأخيرة، إن بقاء النفط عند مستويات سعرية منخفضة لن يضر بهذه الحكومات''· وبالنسبة إلى بورلاند، فإن المسألة تتعلق بتحقيق استقرار أسعار النفط في عام ·2009 وقال: ''ستتوقف استعادة الثقة بالسوق أو انحسارها بشكل أكبر على ما إذا كان مثل هذا الاستقرار سيتحقق''· وقال محمود سالم، نائب رئيس بنك ''نيويورك ميلون'' إن عدم استقرار أسعار النفط يجعل عملية التخطيط بالغة الصعوبة بالنسبة للشركات الإقليمية· ولفت الى ان ما يقلق المستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في المنطقة أن أسعار النفط مستمرة في تراجعها، ولكن بمجرد أن تستقر هذه الأسعار، يصبح بمقدور الشركات أن تتوقع معدلات النمو والسيولة والتخطيط وفقاً لذلك· واتفق المشاركون في الجلسة عموماً على أن الاقتصاد الإقليمي سيبدأ استعادة عافيته في النصف الثاني من عام ،2009 مشيرين إلى أن المنطقة لا تعاني المشكلات البنيوية التي تعانيها الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأوروبا· يضاف إلى ذلك، أن منطقة الخليج سوق ناشئة، ما يعني أنها مرشحة لأن تتعافى بشكل أسرع· وقال بورلاند إن المستثمرين العالميين كانوا يرون في المنطقة قبل عام مضى لعبة نفط، ولعبة عملة، ولعبة تتمحور حول الطفرة الاقتصادية في هذه المنطقة· واستطرد قائلاً: ''في حين قد لا يصح اليوم بعض تلك الروايات، فإنها ستعود جميعها إلى الواجهة بمجرد أن تبدأ المنطقة الخروج من الأزمة الحالية''· كما شهد المنتدى جلسة اخرى حملت عنوان ''ما هو الثمن؟ الجغرافية السياسية للطاقة في حقبة من التغيير الهيكلي'' تحدث فيها الدكتور هيرمان فرانس شريك اول سي اي اي اس اينرجي وبرنامج الامن الوطني و رئيس مؤسسة اتحادات الطاقة الدولية والدكتور سداد الحسيني نائب الرئيس التنفيذي السابق لشؤون الاستكشاف والانتاج في شركة ارامكو السعودية ورجا الصيداوي رئيس ادارة ابنرجي انتلجنس ونادر سلطان استشاري ورئيس تنفيذي سابق بشركة نفط الكويت· وتوقع الحسيني في مداخلته عودة الاسعار الى ما كنت عليه سابقا في حدود 70 الى 80 دولارا للبرميل على المدى المتوسط وانه ليس هناك بدائل لمنطقة الخليج، مضيفا اننا نتوقع نقصا في العرض على المدى الطويل مع ارتفاع الطلب وخلالها سنشاهد ارتفاعا في الاسعار· وقال رجا الصيداوي: ''علينا ان نعرف ان السياسات عنصر فاعل واساسي في التأثير على اسعار النفط وعندما تحولت الولايات المتحدة من دولة منتجة الى دولة مستهلكة اصبحت اميركا اكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم واصبح النفط عنوانا اساسيا في السياسة الخارجية الاميركية· واشار الى ان حالة عدم اللاستقرار للاسعار وتقلبها حاليا جاء في ظل السيطرة الاميركية الى حد كبير على منطقة الشرق الاوسط· واضاف: ''علينا ان ننظر الان الى دور الصين والتوتر الكولومبي الفنزويلي والى نيجيريا طبعا هناك عوامل اخرى لكم عندما اتحدث عن السياسية الاميركية وهي المستهلك لربع النفط العالمي و 12% من سكان العالم يستهلكون الحصة الاكبر من النفط الا انه علينا ان نراعي الان ان هناك عناصر اخرى قوية اصبح حضورها قويا في هذا المشهد وهي الصين وهي عامل اساسي في الاكثار من العرض''· واوضح ساداد الحسيني ان المخاوف حول الاستقرار الاميركي يجب ان تأخذ بعين الاعتبار جنوب شرق آسيا ليس هناك من مخرج آخر يجب تعديل الاولويات مع اخذ مطالب الجميع بعين الاعتبار خاصة ان النفط عامل اساسي في الاقتصاد العالمي· بدوره دعا نادر سلطان الى ضرورة حدوث تغير في السياسة الاميركية التي تريد ان تصبح مستقلة في الطاقة، مؤكدا ان العالم كله يعتمد على منطقة الشرق الاوسط في توفير الطاقة وللاسف هذه المنطقة تعيش اوضاعا غير مستقرة· ولفت باركر هوميك إلى أن الأزمة الحالية في هذه الأثناء تشكل وقتاً مستقطعاً بالنسبة للمصدرين لبناء علاقاتهم مع المستثمرين ولتعزيز الشفافية· وقال: ''سيكون من الضروري التزام الشفافية وتطبيق حوكمة الشركات وتوطيد العلاقات مع المستثمرين من خلال المؤتمرات الهاتفية والاجتماعات· ومن المؤكد، أن الشركات ستحصد نتائج ذلك، خاصة إذا ما أرادت أن تكون لاعباً عالمياً في البورصات الدولية وجذب الشريحة المناسبة من المستثمرين· وبالتالي، فإنه يتعين على المصدرين والشركات الالتزام بهذه المعايير''· واستطرد سالم حول الموضع ذاته: ''في الحقيقة، لم تجذب الأسواق الخليجية قاعدة عريضة من المستثمرين، وإنما شريحة صغيرة من صناديق التحوط، وليس مديري صناديق ذات قيمة، أو مستثمرين قطاعيين، أو صناديق تقاعدية، أو صناديق مرتبطة بمؤشرات· وأما المطلوب، فهو جميع هذه الشرائح من المستثمرين''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©