الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيض غني بالبروتينات ومضادات الأكسدة وقليل السعرات

البيض غني بالبروتينات ومضادات الأكسدة وقليل السعرات
18 مايو 2012
البيض مفيد حقاً لصحتك. هذا الإعلان قدم لكم برعاية مجلس البيض الأميركي”. هذه ليست مجرد كلمات متخيلة، وإنما حقيقة ما آل إليه الوضع لدى منتجي البيض. فقد وجدوا طريقةً رُبما تكون أفضل من الإعلان الصريح في أحد المنابر الإعلامية سواءً تلفزيون أو سينما أو إنترنت. فبعد الكساد الذي ضرب عدداً منهم بسبب النكسات التي تعرض لها البيض والدجاج في العقد الأول من الألفية الثالثة بسبب إنفلوانزا الطيور ثم فضيحة البيض الملوث بالديوكسين وغيرها، لم يجد هؤلاء المنتجون بُداً من البحث عن طريقة لإنقاذ شركاتهم من الإفلاس ودعمها في هذه الظرفية الاقتصادية الحرجة جداً، ألا وهي تمويل بحوث علمية لتعداد الفوائد الصحية للبيض. وهكذا انطلقت مجريات أول دراسة بسؤال فئات عشوائية من الأميركيين عما إذا كانوا يحبون البيض، فأجاب معظمهم أنهم يفضلون تناوله في الفطور. وبعد استطلاعهم آراء عدد من الأميركيين، قام باحثون من مركز بينينجتون للبحوث الطبية الحيوية بمدينة باتون روج في ولاية لويزيانا بإشراك 20 متطوعاً كانوا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، وطلبوا منهم المواظبة على أكل البيض أو منتجات ومشتقات حبوب القمح جاهزة لمدة أسبوع. وبعد انقضاء ذاك الأسبوع ومرور أسبوعين آخرين من الراحة دون اتباع أي من النظامين، طلبوا من كل مجموعة تغيير النظام من البيض إلى الحبوب الكاملة أو العكس. هذا علماً أن كلاً منهما يحتوي على العدد نفسه من السعرات الحرارية، لكن الفطور بالبيض يحوي بروتينات أكبر كماً وكيفاً، كما جاء في ملخص النسخة الرقمية من الدراسة. وكان سبق لهؤلاء الباحثين أن أجروا دراسات أخرى غير هذه حول العلاقة بين النظام الغذائي والوزن. ولتقييم ما إذا كان الناس الذين يتناولون البيض يُسهمون في زيادة أوزانهم أو إنقاصها مقارنةً بمن يتناولون الحبوب الكاملة، أخذوا عينات دم من المشاركين جميعهم وقاسوا تركيز هرمونين أساسيين من هرمونات الجوع لديهم، وهما هرمون الجريلين الذي يُشعر بالجوع، وهرمون البيبتايد “PYY3-36” المكلف بتوصيل رسالة من الأمعاء إلى الدماغ مفادها أن الجسم بلغ حد الامتلاء والشبع. ومن بين ما لاحظه الباحثون أنه في الأسبوع الذي تناول فيه المشاركون البيض، سُجل لديهم انخفاض في مستوى هرمون الجريلين وارتفاع في مستوى هرمون البيبتايد “PYY3-36” مقارنةً مع المجموعة التي تناولت الحبوب الكاملة أو مشتقاتها في الفطور طوال أسبوع. ووزع الباحثون المشاركين عقب ذلك المتطوعين إلى أربع بوفيهات غداء، ثم راقبوا كيفية تناول كل واحد منهم وجبة غدائه، فلاحظوا أن الذين فطروا بالبيض أكلوا كميات أقل في الغداء بالمقارنة مع من تناولوا حبوب القمح الكامل، وذلك لأنهم كانوا أقل إحساساً بالجوع. وقدم خلاصة نتائج هذه الدراسة الدكتور نيخيل دوراندهار، عالم متخصص في الكيمياء الحيوية ومسؤول عن دراسات السمنة في مركز بينيجتون، خلال اجتماع الكونجرس الأوروبي حول السمنة في فرنسا. وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن بحوث دوراندهار تركز غالباً على الفيروسات وعوامل معدية أخرى من شأنها التسبب في السمنة. وعلق البعض على الدراسة بالقول إن مثل هذه الدراسات لا تُنشَر إلا إذا كانت نتائجها إيجابية، وأن البحوث التي تفضي إلى نتائج سلبية لا تجد طريقها إلى الصحافة حتى لا تؤثر على أداء الصناع والمنتجين الممولين وأرباحهم. وقال آخرون إن الفوائد الصحية للبيض معروفة ولا تحتاج إلى دراسات كهذه لإثبات الأمر، فهي غنية بالبروتينات ومضادات الأكسدة وتمتاز بخاصيتها في إشعار مستهلكها بالامتلاء، إضافةً إلى أنها تحوي سعرات حرارية أقل. ويحاول العلماء تقييم مخرجات هذه الدراسات على أساس خبرة ومهنية الباحثين الذين أجروها وتحليل نتائجها بشكل موضوعي. كما أنهم يعتبرون أن تمويل شركة ما لدراسة علمية رصينة لا ينتقص قيد أنملة من موضوعيتها وموثوقيتها ما دامت تستند إلى معايير بحثية علمية ذات مواصفات عالية وتخضع لتقييم وتحكيم علماء متخصصين محايدين. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©