قال باحثون من ولاية أوريجون إن ترك كيس بقالة معاد استخدامه في حمام أحد الفنادق الأميركية أدى في أكتوبر الماضي إلى التسبب في إصابة 13 فتاةً من فريق كرة القدم الأميركية بإسهال حاد وغثيان نتجا عن رسو فيروس نورو على سطح هذا الكيس، موضحين أن هذه العدوى أصابت أيضاً أفراد أسر الفتيات عضوات الفريق بعد عودتهن إلى منازلهن.
وفي افتتاحية له تزامن نشرها في مجلة الأمراض المعدية مع التقرير الذي عرض هذه القصة، يقول الدكتور آرون هول، من مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، إن “فيروس نورو معروف بكونه سريع الانتشار، ويتسبب بسهولة في أشكال مختلفة من العسر المعوي، وهو متميز بكونه معد لدرجة عالية، ويصعب على جهاز المناعة صده، ما يرفع سرعة انتشاره وانتقال عدواه”.
وفي الولايات المتحدة الأميركية وحدها، يتسبب هذا الفيروس في إصابة 21 مليون أميركي سنوياً بالتهاب معدي معوي ويدفع 70 ألف منهم إلى الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج، بينما يُعرض 800 منهم إلى الوفاة. وعلى الصعيد العالمي، يُعد فيروس نورو مسؤولاً عن أكثر من نصف إجمالي إصابات الإسهال، إذ يتسبب في وفاة 200 ألف طفل كل عام.
وكان الفريق، الذي أصيبت عضواته مكوناً من 13 فتاةً وأربعة راشدين من المشرفين الذين سافروا مع الفريق للعب مباراة خارج مدينة ضمن دوري كرة قدم.
وكانت فتاة من لاعبات الفريق مرضت بعد وصولها للفندق بلحظات قليلة بسبب إصابتها بفيروس نورو يُفترض أنها التقطته قبل سفرها، كما صرح الدكتور كيمبرلي ريب من جامعة أوريجون للصحة والعلوم، والدكتور ويليام كيني من إدارة أوريجون للصحة العامة.
وكانت أول فتاة أصيبت بالمرض معزولةً في غرفة أحد المشرفين المرافقين للفريق حتى لا ينتشر المرض إلى باقي لاعبات الفريق، لكن المرض سرعان ما انتقل رغم ذلك إلى ثماني لاعبات.
وأظهرت التحقيقات الطبية أن الفيروس انتقل بسبب كيس بقالة معاد استعماله استُخدم لتخزين الوجبات الخفيفة للاعبات الفريق، لكنه للأسف وُضع مؤقتاً في ركن من أركان الحمام.
وعندما استخدمت الفتاة المريضة هذا الحمام، انتقل الفيروس جواً والتصق بهذا الكيس، ما تسبب في نقله للاعبات الأخريات نظراً لأن هذا الكيس نفسه نُقل إلى مكان آخر لتتناول محتوياته لاعبات الفريق عندما حان وقت تناول الوجبات الخفيفة.
ويقول الدكتور ان ريب وكيني “نحن نوصي بتجنب تخزين الطعام في الحمام ولو كان ذلك لفترة قصيرة جداً أو مؤقتة. وعلينا نشر الوعي بأن الأماكن المغلقة التي ترتفع فيها نسبة انتقال الميكروبات والفيروسات عبر الجو كالحمامات والمطابخ يجب أن تكون دوماً معقمة لتفادي إصابة كل من يوجد فيها أو يرتادها بأي نوع من أنواع العدوى.
وهذا لا يشمل الأسطح المكشوفة والأرضيات فقط، وإنما مختلف الأشياء الأخرى بما فيها أكياس البقالة التي نضع فيها محتويات صالحة للاستخدام أو مخلفات معينة قبل رميها في القمامة”.
عن “واشنطن بوست”
عدد اليوم
