سوزان مبارك تطالب بتصحيح الصورة غير العادلة للمرأة

أكدت قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك ان المرأة لعبت دورا حيويا في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لمجتمعها على مدى العصور وان هذا الدور امتد ليشهد مشاركة نشطة وفاعلة في حركات التحرر الوطني بالعديد من دول العالم العربي والاسلامي· وقالت انه رغم هذا الدور وهذه المشاركة وبالرغم من تبني دولنا دساتير وقوانين تكفل للمرأة حقوقها في مختلف المجالات فقد ظلت الاطر الثقافية والاجتماعية التقليدية السائدة عائقا امام اتاحة الفرص المتكافئة أمامها، مؤكدة ان هذه الاطر لاتزال تعترض طريق اسهام المرأة بكامل قواها وطاقاتها كشريك للرجل في طريق التنمية· جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها سوزان مبارك في افتتاح المؤتمر الوزاري الثاني حول دور المرأة في تنمية الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي أمس تحت شعار ''من الارادة السياسية الى العمل المشترك'' وتشارك فيه دولة الامارات بوفد برئاسة سعادة احمد علي الميل الزعابي سفير الامارات بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية·ولفتت سوزان مبارك الى ان المرأة لاتزال داخل مجتمعاتنا العربية والاسلامية تعاني من غياب منظور متكامل في تناول قضاياها وهو منظور تشتد الحاجة اليه لتغيير المناخ الثقافي السائد والبيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية غير المواتية ووضع الاطر والآليات المؤسسية اللازمة لتمكين المرأة والنهوض بأوضاعها·وذكرت ان ما حققته المرأة من مكتسبات في مجتمعاتنا الاسلامية يجب ألا يصرفنا عما تواجهه حتى الان من تحديات وما تحتضنه من تطلعات· ودعت الى نشر الفهم المستنير لموقف التراث الاسلامي من قضايا المرأة والكشف عن الجوانب المضيئة لهذا التراث عبر التاريخ والسعي لتوظيف كل ذلك لدفع جهود التنمية في المجتمعات الاسلامية لتصحيح الصورة غير العادلة وغير الدقيقة عن المرأة في التراث الاسلامي ولإرساء منظور جديد متطور لقضاياها يستلهم جوهر الاسلام وصحيح تعاليمه·وأكدت ان الحديث عن دور المرأة في مجتمعاتنا الاسلامية تجاوز مرحلة الجدل وأصبح ضرورة حياة وفريضة تنمية وإحياء لتاريخ كانت للمرأة المسلمة فيه أدوار ومسؤوليات·وأضافت '' علينا ان نمضي في الوفاء باستحقاقات هذا الشرط انطلاقا من رؤية الاسلام لمكانة المرأة ولمعنى الوجود الاسلامي ومغزاه وهي رؤية مستنيرة أعلت من شأن المرأة ونهت عن كافة أشكال التمييز والتعصب''·