الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم ينتحر بتدمير وتلويث البيئة

العالم ينتحر بتدمير وتلويث البيئة
1 يونيو 2014 21:41
يحتفل العالم في الخامس من يونيو من كل عام، بيوم البيئة العالمي، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في اجتماعها عام 1972، وأنشأت بموجبه برنامج الأمم المتحدة للبيئة «يونيب»، الذي كرس لبدء مؤتمر منظمة الأمم المتحدة حول الإنسان والبيئة، وحدد ملامح مستقبل الإنسانية في ظل المخاطر التي تهدد البيئة في العالم أجمع. موزة خميس (دبي) ويقول الدكتور داوود حسن كاظم الخبير والمستشار البيئي والزراعي: اختارت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في جلستها تلك يوم الخامس من يونيو من كل عام، للاحتفال بيوم البيئة العالمي من خلال شعار، يؤكد الخطر الأعظم الذي يهدد البيئة، وضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة، والتفاعل الأممي للحد من هذا الخطر، ويصادف الخامس من يونيو أيام الربيع في النصف الشمالي من كوكب الأرض، وأيام الخريف في النصف الجنوبي، ومنتصف الصيف في الخط المداري وهو الاستواء، وقد اختيرت مدينة ستوكهولم كأول مدينة تحتفل بهذه المناسبة عام 1973، وتم اختيار نشيد بالعربية والإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والإسبانية والهندية والنيبالية، على أن يتم اختيار شعار للمناسبة كل عام، للاحتفال في مدينة يختارها «اليونيب»، والذي اختار مدينة نيروبي مقراً رئيسياً له. مستوى مياه البحر ويضيف: هذا العام اختار «اليونيب» شعار «ارفع صوتك لا مستوى سطح البحر»، ورغم أن العنوان قد يبدو غريباً نحوياً، إلا أنه كشعار سيتم تأكيده في الجزر والدول الصغيرة، خاصة التي يتهددها ارتفاع مستوى سطح المياه، سواء في المحيطات أو البحار أو الخلجان، بسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، وهو أمر يؤدي إلى ذوبان الثلوج في مناطق عديدة من العالم، ومن أهمها القطب المتجمد الجنوبي، وهذه الجزر والبلدان أول ما يهددها ارتفاع مناسيب المياه ويغرقها، إلى جانب أكثر من 50 مدينة شاطئية في العالم، من بينها مدينة الإسكندرية في مصر، وقد أشار علماء الأنواء الجوية ووكالة ناسا مؤخرا، إلى أن درجات حرارة الكوكب قد ارتفعت بشكل عال يكفي لارتفاع منسوب المياه 3 أقدام حتى عام 2100، مما سيتسبب في هجرة مئات الملايين من سكان تلك المدن الشاطئية. الاقتصاد الأخضر ويقول كاظم، إن العالم لا يحتاج إلى المزيد من البراهين والأدلة العلمية التي تؤكد حجم الدمار المتوقع، بسبب الغازات الدفيئة وتغير المناخ، وعليه أن ينجز بأسرع وقت الاتفاقية البديلة لاتفاقية «كيوتو»، وأن يجري التنفيذ السريع لآلياتها قبل أن تصل النيران إلى ديار الذين لا يريدون أن يعترفوا بهذه الحقائق، والمعيقين لذلك الاتفاق الذي كان من المفترض أن ينفذ منذ عام 2012، عام انتهاء اتفاقية كيوتو والتي جرى التمديد لها. وأوضح أن الدول العربية ومنها الإمارات، أكدت مرارا وتكرارا عبر ممثليها في الوزارات المعنية، ومنها البيئة والمياه والخارجية والطاقة، أنها مستعدة للمساهمة في هذا الجهد الدولي، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي لمنع حدوث هذه الكارثة، التي هي أخطر من موجات المد العالي للبحار «تسونامي»، وبالفعل اتخذت الإمارات العديد من الخطوات للتحول إلى الاقتصاد الأخضر والاستدامة، واعتماد معايير المدن والأبنية الخضراء، واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة منها الطاقة الشمسية، لخفض البصمة الكاربونية، وتقليل الاعتماد على طاقة الوقود الأحفوري التي هي من مصادر التلوث في الغلاف الجوي. الاحتباس الحراري وأضاف: هناك دول ما زالت تكابر وتحاول جاهدة، تأخير اتخاذ إجراءات مشابهة، بالرغم من أن مساهمتها في ظاهرتي الاحتباس الحراري وتغيير المناخ تصل إلى 37%، علما بأن الماكينة الصناعية لهذه الدول لا تنتج لاحتياجات السوق المحلية بل للعالم، فإن تعرضت الدول المستوردة لبضائعها للكارثة المناخية، فسوف تخسر تلك السوق وعندها ستكون مجبرة على إيقاف ماكنتها الصناعية، كما أن هناك حاجة إلى تحسين وتعزيز صلاحيات الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية واليونيب واحد منها، ولجعل ما تتفق عليه إلزامياً وليس اختيارياً، وأن تعاقب الدول التي لا تلتزم باتفاقياتها وبروتوكولاتها، كما هو حال الدول التي تحاسب بسبب جرائم الحرب، لأن الكارثة التي تهدد الجزر والدول الصغيرة وخاصة في المحيط الهادي ترقى إلى نفس مستوى جرائم الحرب، ويمكن وضعها ضمن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال كاظم: نحن كأفراد ندعو بقية المجتمعات بأفرادها، إلى المساهمة في الحد من تأثير غازات الاحتباس الحراري، عبر خطوات قد تبدو صغيرة أو يعتبرها البعض غير ذات تأثير وجدوى، لكن الحقيقة عكس ذلك، حيث إن أي تخفيض في استهلاك الطاقة، سواء في المنزل أو المكتب أو وسائط النقل يسهم فيما إذ تم حسابه على عدد سكان الكوكب، الذي تجاوز سبعة مليارات نسمة ولو بساعة من الخفض يوميا، لأن ذلك سيؤدي إلى خفض أطنان من غازات الاحتباس الحراري، وسيحسن من تغير المناخ، وأبسط الخطوات هو إطفاء الإنارة والأجهزة في الأماكن غير المستخدمة، ووضع حرارة أجهزة التبريد على درجة ما بين 22 – 24 درجة مئوية، واستخدام وسائط النقل العام بدلا من السيارات الخاصة التي في الغالب تكون بفرد واحد. وقال كاظم: إن برنامج الأمم المتحدة للبيئة «اليونيب»، يؤكد أن الفساد الذي نشاهده في البر والبحر هو بفعل جشع الإنسان، لذا لابد من مناشدات للآخرين، لنرعى الأمانة من خلال الحفاظ على البيئة، كخدمة لأجيال المستقبل واستدامة الموارد في عطائها، ولذلك يجب أن تأخذ وسائل الإعلام موضوع البيئة على محمل الجد، وأن تتبنى طرح موضوعات تساهم في التوعية بشكل أقوى. التعدي على التنوع الحيوي يقول الدكتور داوود حسن كاظم: إن الاستهلاك على مستوى الفرد يومياً من المياه في الإمارات، يصل إلى 550 لتراً، وهذا يعتبر الأعلى عالمياً، وكذلك هناك التعدي على التنوع الحيوي النباتي والحيواني في الصحراء، من خلال الممارسات المدمرة للغطاء النباتي، الذي يعتبر مكاناً مناسباً لعيش وتكاثر التنوع الحيواني، كما أن الدولة بها سكان من مواطنين ومقيمين، ذوي إنتاج عال من النفايات يصل إلى أكثر من 2?5 كجم للفرد يومياً، وهناك الكثير من التحديات، منها ما لا يستطيع الفرد أن يغيره. ولأن ما تقدمه الحكومة في دولتنا الحبيبة من جهد لن يتحقق إلا بتضافر جهود الآخرين، وتلاحمهم وإسهامهم العملي وليس اللفظي، فإن الاحتفالات التي يقوم بها برنامج «اليونيب»، هي ناقوس خطر وصرخات تحتاج إلى آذان مصغية تتفاعل معها وتقوم بالخطوات اللازمة تجاهها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©