الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنتاج الزراعي المحلي.. بين تحديات المناخ وسيطرة المستورد

الإنتاج الزراعي المحلي.. بين تحديات المناخ وسيطرة المستورد
1 يونيو 2014 21:40
تنتج مزارع الإمارات كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة التي لها جدوى اقتصادية هائلة، إلا أن هذه المنتجات تواجه بعض التحديات، مثل الارتفاع في درجات الحرارة، وهو أمر يعاني منه كل العالم إلا أن أمره بيدنا إن أردنا أن نعيد درجة الحرارة للمستوى الطبيعي، بالعمل على التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، وهناك أيضاً شح المياه، ويتسبب هذا العامل في ظل درجات الحرارة المرتفعة في التملح سواء في التربة أو المياه ذاتها، إلى جانب عدم توفر الدعم للمزارعين من الدولة، إلا في بعض المتطلبات والتي لا يحصل عليها المزارع بشكل مستمر ودائم، كي يتجاوز بها العقبات والتحديات الأخرى. المنتج المحلي والمستورد ويقول عبيد الزري، إنه من الشخصيات التي تعرف حرفة الزراعة منذ الستينيات، ورغم أن لديه منتجات مثل الباذنجان والكرنب والقرنبيط والطماطم والفلفل الأخضر، وأخرى مثل البصل الأخضر إلا أنه مثل بقية أصحابه في مهنة الزراعة يشكو من تلك التحديات التي تواجه هذا النوع من الزراعة، ويضيف الزري: لن نكون مبالغين إن قلنا إننا حفرنا في الصخر من أجل أن نصنع مزارع منتجة، لأن الأراضي التي نزرع فيها في الأصل ترابية صخرية، واليوم هناك أراضٍ أصبحت جرداء بعد أن كانت مزارع منتجة بعد أن هجر أصحابها الزراعة، لعدم توفر الحوافز التي كانوا يحصلون عليها، ومنها دعم المنتج المحلي مقابل المستورد. وقد أصبح المستورد في المركز الأول في سوق الجملة، والمحلي يتم بخسه حتى يصل سعره في كل الأحوال تحت العشرة دراهم لسلة تضم عشرين كيلوجراماً لبعض المنتجات، والبعض الآخر ما بين الدرهم والنصف إلى الثلاثة أو الخمسة دراهم، ونحن نعمل في هذا المجال منذ زمن الأجداد، وقد شهدت الزراعة في الإمارات نهضة كبيرة، عندما كانت هناك ميزانية لدعم المزارعين، ولذلك نحن نناشد المسؤولين لأجل إعادة الدعم لمزارعي الدولة، لأن المزارعين في أي دولة هم جزء من النهضة، ونحن إن وجدنا أن الدخل من إنتاج الخضراوات سيوفر لنا ربحاً جيداً، فإننا نعد بتطوير الزراعة وإكثارها حتى نغطي حاجة السوق، وسيكون للمنتوجات الأخرى أيضاً الاهتمام الكبير بها. معاناة المزارع ويوضح الزري: لا نجد من يشجع المنتج المحلي ويجد له سوقاً، إلى جانب أن الآبار جفت ولم يتم وضع بدائل حتى الوقت الحالي، وقد كان المزارع يستطيع في السابق الحصول على مردود مالي كبير، أما اليوم فإن المنتج سعره متدني في ظل عدم توفر الدعم، وفي ظل ارتفاع أسعار الأدوات والمبيدات والسماد، ونريد أن نؤكد أن المنتج الإماراتي لا يعطى أي نوع من المكملات الكيماوية، فقط السماد المركب والسماد الطبيعي، ونتائج زراعة الخضراوات جيدة ولكن التكاليف كثيرة، حتى فاتورة الماء العذب الذي نشتريه عن طريق الصهاريج كبيرة أيضاً. ونحن نكرر أن أي زراعة بحاجة لماء عذب، وأود القول إن كل أشجار النخيل ماتت بسبب عدم توفر المياه، وقد كانت مناطق زراعة النخيل في مدينة كلباء أو أي منطقة أخرى خضراء كثيرة الظل، واليوم باتت جرداء غبراء في ظل زيادة تكلفة إعادة تأهيل الأرض للزراعة، كما أنه يتكلف الكثير في ذات الوقت للإبقاء على المنتجات الأخرى، ونحن نجمع من معونة الشؤون ومما يعطينا أبناؤنا كي تبقى الزراعة، ويدفع من ذلك للعمال ولتجديد الرخص وكل مايستلزم العملية الزراعية، ورغم ذلك لا زلنا نحافظ على هذا الإرث، ولكن نحتاج جهة في الأسواق تنصف المنتج المحلي، خاصة أن بعض المسؤولين يعتقدون أن الأمر يخص رجلاً أو رجلين ولكن القضية تخص كل مزارع لديه مزرعة وينتج. محطات تحلية ويشير الزري قائلاً، إننا نحتاج إلى ستة آلاف جالون يومياً من الماء العذب، وهناك خط مياه تحلية يمر من الفجيرة، ولذلك نقترح أن يتم إنشاء محطة تحلية تخدم مناطق إمارة الشارقة، وبالأخص الزراعة كي نشهد ذلك النجاح الذي كان قديماً، فسوف تنعش المياه العذبة الزراعة وتساهم في المزيد من الإنتاج، لأن ما يحصل عليه المزارع من البيع في الغالب يذهب للنفقات، ولذلك لا يصمد الكثيرون خاصة في ظل شح المياه وتملح التربة، ونحن علينا نفقات كثيرة ونرغب في البقاء في مهنة الزراعة حتى يصبح بإمكان أبنائنا تسلم المهمة بالنيابة عنا ذات يوم، خاصة أن لنا منافسا من الهند والأردن والسعودية وسلطنة عمان، حيث تدخل أطنان من منتجات تلك الدول الزراعية إلى الدولة، ولذلك نريد من حكومة الإمارات أن تتكاتف لأجل دعم المزارع المواطن، على الأقل يجب أن يكون هناك دعم كامل على السماد والمبيدات الحشرية وأيضاً البيوت البلاستيكية. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©