طالب الكربي: جو جيتسو الإمارات مصنع للرجال

أمين الدوبلي (أبوظبي) بدأ حياته الرياضية كغيره من الصبية مغرماً بكرة القدم وزيدان، ومتابعة الدوريين الإسباني والإنجليزي، وكان يلعب أحياناً مع زملائه لكنه لم يجد نفسه في تلك اللعبة. ومع تقدمه في السن وجد طالب الكربي أن الملايين يمارسون الكرة، وأن النجومية فيها ليست سهلة، فهي الساحرة المستديرة، المجنونة في أحيان كثيرة، فاتجه إلى الفروسية، وتحسنت علاقته بالخيول، وأتقن بعض فنون الفرسان، ومنحته خفة وزنه فرصة لإظهار بعض المهارات، لكنه لم يجد نفسه أيضاً في تلك الرياضة. ولما تأخر في اختيار اللعبة التي يمكن أن يكون فيها بطلاً، جاءت ممارسته لعبة الجو جيتسو بالصدفة البحتة، عندما عرض عليه أحد أصدقائه أن يذهب معه لتعلم الجو جيتسو قبل 8 سنوات في إحدى الصالات الموجودة في نادي أبوظبي للفروسية، وعن ذلك يقول طالب الكربي أنه كان يجد صعوبة في البداية في نطق كلمة الجو جيتسو، إلا أنه أكد أن تلك كانت البداية في مشوار التألق والصعود إلى قمة آسيا. وأكد الكربي في حواره مع «الاتحاد» أنه وجد نفسه في تلك الرياضة القتالية البديعة حسب رأيه، حيث إنها لم تكن بالنسبة إليه مجرد رياضة، بل كانت حكمة، وذكاء، وتركيزاً، وتوازناً نفسياً، وثقة بالنفس، وصبراً، وتحملاً، وقدرة على التكيف، وإبداعاً في ترويض الخصوم، مشيراً إلى أنه وقع في حب تلك اللعبة من أول لحظة، وبعد أن كان يتدرب مرتين في الأسبوع وجد نفسه ومن فرط حبه للعبة يتدرب يومياً، ثم بدأ يمارسها على مستوى البطولة اعتباراً من العام 2008. وقال البطل العالمي: في العام نفسه وفي أول بطولة أشارك فيها ظهرت بشائر النصر، وحصلت على الحافز والدافع المعنوي للاستمرار، حيث حصلت على الميدالية الفضية في منافسات الحزام الأبيض في بطولة آسيوية أقيمت في الصالة المغطاة في نادي أبوظبي للفروسية أيضاً، وبدأت مسيرة الإنجازات في حياتي، فلم أشارك في بطولة وأخرج منها بلا ميدالية حتى الآن، ولم أرض بغير منصة التتويج، وتعلمت من لعبة الجو جيتسو كيف أبحث عن الرقم واحد، وتعلمت أكثر أن لعبة الجو جيتسو وتحديداً في الإمارات تصنع الرجال، ولذلك فهي تحظى بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وعن الإنجاز الأهم الذي حققه في حياته قال الكربي: الذهبية الآسيوية في بوكيت العام 2014، ببطولة دورة الألعاب الشاطئية، ثم الذهبية الآسيوية الثانية في دانانج الشهر الماضي، بوزن 69 كجم، وبرغم أنني حققت الكثير من الميداليات في حياتي فإن هاتين الذهبيتين لهما مذاق خاص عندي، لأنني قدمت كل ما أملك في المنافسات، ولم أخسر أي نزال فيهما، ورأيت الفرحة الحقيقية في عيون مسؤولي الاتحاد عندما حققت الأولى، وحافظت على الثانية للدورة الثانية على التوالي، وقد تعلمت من دورة دانانج أن الوصول إلى القمة صعب، والحفاظ عليه أصعب، لأن المنافسات كانت نارية في وزني. وعن أهم إنجاز عالمي حققه يقول البطل العالمي: «ذهبية العالم لمحترفي الجو جيتسو في أبوظبي بالحزام البنفسجي، في وزن 69 كجم العام 2013، وهي البطولة التي أرى أنها نقطة تحول كبيرة في حياتي لأنها فتحت أمامي الآفاق لأفكر في العالمية، وأنظر ببصري إلى أبعد مدى لتحقيق حلمي وحلم داعمي اللعبة ومسؤوليها». وعن أفضل مباراة خاضها الكربي والتي لا ينساها يقول: «كانت النزال النهائي في دورة الألعاب الشاطئية في بوكيت، عندما لعبت مع بطل إيران، وكان معروفاً بالقوة والمهارة العالية، والتركيز العالي، وفي تلك المباراة وبعد أن كانت الترشيحات تصب في صالحه أخضعته، وأجبرته على الاستسلام في أقل من دقيقة واحدة». وعن طريقة لعبه التي يتميز بها والتي يطلق عليها اللعب الأرضي أو «الجارد» أضاف طالب: «وجدت نفسي في تلك الطريقة، لأن فيها فنوناً كثيرة، وتتطلب تركيزاً عالياً، وصبراً وتحملاً كبيرين، ويعتمد عليها أساطير كثيرة في تلك اللعبة، ومن خلالها حققت كل إنجازاتي». واعتبر الكربي روبين كوبرينا لاعبه المفضل على المستوى العالمي، وقال: «أتابع كل نزالاته، وعندما يحضر إلى أبوظبي لا أترك لحظة يشارك فيها دون أن أكون واقفاً على أطراف أصابعي حتى أتعلم من كل حركة يؤديها، وعلى النطاق المحلي أنا معجب جداً بفيصل الكتبي، وبرغم أنه أصغر مني فإنني أعتبره مثلي الأعلى محلياً». وعن أهم أهدافه المستقبلية يقول الكربي: «ذهبية أسياد جاكرتا هي أهم هدف بالنسبة إليّ وأعتبر كل المشاركات المقبلة سواء كانت بطولات أبوظبي جراند سلام، أو عالمية بولندا، وكذلك بطولة الصالات في تركمانستان إعداداً لها، وبالتأكيد فإن بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو تبقى هدفاً في حد ذاتها لأنها الأقوى في العالم». وعن نشاطه بعد العودة من دانانج يقول طالب: «حصلت على راحة يومين، ثم عدنا للتدريبات ومن الوارد أن أشارك في منافسات الجولة الثانية من بطولة أبوظبي جراند سلام والتي ستقام في العاصمة اليابانية طوكيو في الثلث الأخير من الشهر الجاري، ولدينا ارتباطات كثيرة هذا الموسم في تركمانستان وبولندا وأبوظبي والبرازيل ولندن، أتمنى أن أشارك فيها جميعاً». وعن الليلة التي سبقت المنافسات في دانانج والتي فاز فيها بالذهبية وكيف قضاها، يقول طالب: كانت ليلة هادئة في الفندق، مضطربة في داخلي، فلم تكد عيني تغفو ولم أعرف طعم النوم، حتى أنني كنت أستيقظ بعد لحظات من محاولتي النوم وغمرني التفكير في الذهب، وتكرر هذا الوضع حتى الصباح، ولم اشعر بالراحة إلا بعد أن فزت في النهائي ورأيت الميدالية الذهبية فوق صدري. مستقبل الأبناء أبوظبي (الاتحاد) بسؤال طالب عن أسرته ومستقبل أولاده قال: لديّ 5 أبناء من بينهم حمد، سبع سنوات، وهو يحب ويمارس لعبة الجو جيتسو ويتابع نزالاتي. سأدعمه بكل قوة و سأتيح الفرصة أمام بناتي لممارستها لأنها تحقق العديد من المكاسب لمن يلعبها، وتبني الكثير من القيم لديهم. ملهم الأبطال أبوظبي (الاتحاد) يقول طالب الكربي إنه وكل لاعبي الجو جيتسو محظوظون بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإنه محظوظ أكثر بلقاء سموه في أكثر من مناسبة أعقبت الإنجازات، مشيراً إلى أن «لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو المكافأة الحقيقية لكل رياضي، لأنه ليس مجرد لقاء، بل لحظات مع الملهم، الذي نخرج من عنده ونحن لا ننظر إلا إلى الرقم واحد». جوردو: لاعب لا يعرف المستحيل أبوظبي (الاتحاد) يقول البرازيلي جوردو المدير الفني لمنتخبنا الوطني للجو جيتسو، إن طالب الكربي لاعب من طراز فريد على مستوى الإمارات وآسيا، وإنه من أذكى اللاعبين الذين عرفهم في حياته، لأنه صنع لنفسه أسلوباً في ممارسة اللعبة، وأصبح مثلاً أعلى لكثير من اللاعبين واللاعبات في الدولة، فهو يستغل اللحظة التي يخطئ فيها المنافس، مهما كانت قوته، ويجبره على الخضوع، ولا يستسلم أبداً، مهما كان، ولا يعرف المستحيل في نزالاته. وأشار إلى أن اللحظة التي تشعر فيها أنه سيخسر اللقاء هي نفس اللحظة التي يستدرج فيها منافسه.