مؤتمر تدوين التاريخ يناقش علاقات الإمارات مع شبه القارة الهندية وبريطانيا

واصل الخبراء المشاركون في مؤتمر ''مفاهيم جديدة لتدوين تاريخ الإمارات'' مناقشة أوراق العمل والبحوث العلمية أمس التي قدمها أساتذة وباحثون من داخل الدولة وخارجها ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الذي ينظمه مركز الوثائق والبحوث برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس المركز، ويختتم أعماله اليوم بإصدار عدد من التوصيات التي تهم عملية تدوين التاريخ في الدولة· وأكد الدكتور عبدالله الريس مدير عام المركز، أهمية المحاور العلمية التي ناقشها الخبراء المشاركون أمس حيث شهدت مناقشة المحور الثاني: (العصر الإسلامي: التحولات الاجتماعية والاقتصادية في الخليج العربي) الذي رأس جلسته البروفيسور جيفري كنج· وبدأ هذا المحور ببحث للدكتور حمد بن صراي من جامعة الإمارات العربية المتحدة بعنوان: (منطقة الإمارات العربية المتحدة من القرن الأول إلى القرن السابع) أماط فيه اللثام عن تاريخ المنطقة السابق لظهور الإسلام· واوضح أنه قد كان للمنطقة اسمان جغرافيان تاريخيان عرفت بهما وهما: (مزون) و(عمان)· وتناول البحث أوضاع المنطقة قبل الإسلام وفي الفترة الإسلامية المبكرة مسلطا الضوء على إبراز علاقتها بالمناطق العربية المجاورة وبشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، لافتا إلى الدور الملاحي لسكانها، والتشكيل القبلي فيها، ونشاطاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية· وقدم البروفيسور حسن النابودة الأستاذ بجامعة الإمارات العربية المتحدة نظرة تاريخية إلى (أسماء الأماكن في الإمارات العربية المتحدة من واقع المصادر العربية القديمة) كشف فيها عما كتب عن كثير من المواقع والأماكن الإماراتية في المصادر العربية الأولى التي تقود إلى معرفة جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سادت المنطقة إبان العصور الإسلامية، موضحا أن هذه فترة مهمة في تاريخ الإمارات قلما تطرق إليها الباحثون المعاصرون· واستعرض الدكتور عقيل كاظم الاستاذ بجامعة الإمارات التحولات الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الإمارات وعمان في العصر الإسلامي خلال الفترة من 600 إلى 1500م، فيما تناول البروفيسور جون ويلكنسون من جامعة أكسفورد البريطانية (التجارة البحرية العمانية في أوائل العهد الإسلامي) · وفي ورقتها العلمية التي دارت حول نشأة المناطق الساحلية العربية في الخليج من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، قدمت البروفيسورة فاليريا بياشنتيني والدكتورة إلينا مايستري من جامعة ميلان الإيطالية صورة وصفية لنشأة ساحل عمان الشمالي ضمن النظام التجاري العالمي خلال تلك الفترة، واشار البحث الى تعاظم دور بعض المجموعات القبلية العربية في منتصف القرن الرابع عشر فأعادوا صياغة سياساتهم التقليدية، ''وأجبروا ملك هرمز على قبول التسويات فارتفعت منزلة الأقاليم والمدن والقرى إلى أقصى حدود التفوق والازدهار'' وذكر انه في تلك الفترة بزغ فجر جديد؛ إذ كان ذلك بمثابة مهد الإمارات العربية المتحدة الحالية وهي في طور التشكيل· ولفت الريس إلى أن المشاركين تناولوا في المحور الثالث المخصص لموضوع (وصول الأوروبيين: العهود البرتغالية، والهولندية، والبريطانية) وترأس جلسته جوليان ووكر - ورقة بحثية علمية لأنطونيو دياز فارينها من جامعة لشبونة في البرتغال، بعنوان: (العرب والبرتغاليون في أراضي وجزر الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر)· وأشارت الورقة إلى أهمية منطقة الخليج العربي لدى البرتغاليين منذ منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، والتي تأكدت بعد زيارة فاسكو داجاما للهند (1497-1499)· كما استعرض الدكتور جيه، أي، بيترسون من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة الأميركية في ورقته العملية: (بريطانيا وقيام الدول في الخليج: حالة أبوظبي) السياسة البريطانية في الخليج موضحا ان الوجود البريطاني بلغ ذروته في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لافتا الى أثر ذلك في التحول من النظام القبلي إلى نظام الدول الذي تحولت إليه المنطقة، وإلى جانب السياسة البريطانية قامت بعض الشخصيات المحلية القوية بتحديد مسار تاريخ المنطقة؛ ففي 1820 تعاملت بريطانيا مع أبوظبي أول مرة، ولاحظت قوة الشيخ زايد بن خليفة وهو يفرض سلطته على الساحل المتصالح، ويقوي نفوذ آل نهيان الذي امتد من ليوا إلى الظفرة ليشمل مدينة أبوظبي والبريمي· وقدم السير تيرنس كلارك من المعهد البريطاني لدراسة العراق ورقة علمية بعنوان: (المساهمة البريطانية في تنمية الإمارات المتصالحة) أوضح فيها أن تنامي اهتمام بريطانيا بالنفط والطيران المدني قبيل الحرب العالمية الثانية جعلها تعين ضابطاً سياسياً في الشارقة، وعملت على تشكيل قوات عمان المتصالحة (كشافة عمان المتصالحة) ومجلس الإمارات المتصالحة·