الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعطتنا الإمارات ما ضنت به الأوطان

أعطتنا الإمارات ما ضنت به الأوطان
25 نوفمبر 2008 01:14
هناك من الأوطان ما هو طارد لأبنائه، وهناك منها ما يتسع لأبناء الأوطان الأخرى جنباً إلى جنب مع أبنائه ليشتركوا سوياً في بناء الوطن والنهوض به، وهو ما يعود بالنفع الشخصي على هؤلاء الأفراد فيصبحوا أشخاصاً فاعلين سواء بالنسبة لأوطانهم الأصلية أو للوطن الآخر الذي أصبحوا يعيشون فيه· ودولة الإمارات تُعتبر بحق من دول الجذب القليلة الموجودة في العالم التي يقيم على أرضها العديد من الشباب المغترب من أبناء الجنسيات المختلفة، فما هي انطباعاتهم عن الغربة، وكيف تغلبوا عليها واستفادوا منها· في البداية يقول السيد أحمد محمود، الموظف في مجال خدمة العملاء،: ''كان السفر لدي بمثابة رحلة للبحث عن الذات، فأنا أعشق السفر والترحال بالرغم من كوني من عائلة ميسورة، إلا أنني بدأت السفر والعمل بعيداً عن الأهل منذ سن السابعة عشرة، لكني لم أكن أتخيل أني سوف أعيش وأعمل في دولة عربية، لأني كنت أحلم دائماً بالسفر والسياحة في الدول الأوروبية، وهو ما تم بالفعل حيث زرت بعضا منها، ولكن ما سمعته وقرأته عن دولة الإمارات والتحضر الموجود بها أثار شغفي لزيارتها والعمل بها إذا ما سنحت الفرصة، ورغم أن عملي هنا في البداية كان اقل من طموحاتي وقدراتي، لكني قبلت به لما وجدته هنا من اختلاف عن الدول التي زرتها في أوروبا من حيث المستوى المعيشي الراقي، وفي ذات الوقت الاحتفاظ بعاداتنا وتقاليدنا الشرقية التي تربينا عليها''· ويضيف أحمد: ''لم يتملكني شعور الغربة لأنني استطعت تكوين صداقات قوية مع العديد من الشباب من مختلف الجنسيات، خصوصاً الشباب الإماراتي، حيث تعلمت منهم الصبر والقدرة على احتواء الغير، فلم أجد منهم سوى التواضع الذي ينم عن ثقة في النفس، كما اكتسبت قوة التحمل والتصرف في مختلف المواقف''· أما ساهر الزيادي المحاسب بإحدى الشركات فيقول: ''تعلمنا من الغربة أشياء كثيرة لم نتعلمها ونحن في بلداننا مثل الاعتماد على الذات، والاطلاع على ثقافات شعوب عديدة بشكل مباشر، وتكوين صداقات مع مختلف الاجناس بغض النظر عن ميولهم واهتماماتهم وعقائدهم، كذلك تعلمت أن أتحمل المسؤولية بعد أن كان الأهل هم الذين يتحملون مسؤوليتي، وأكثر من ذلك أصبحت أساعد أهلي مادياً وهو ما يجعلني أشعر بالفخر بأني أؤدي دوراً مهماً في حياة أسرتي· محمد اسماعيل كيتوع يشير إلى أن الغربة مدرسة يتعلم فيها المرء أشياء عديدة، و''تراودنا فيها مشاعر جميلة مثل الخروج مع الأصدقاء والتسوق معهم، وكذلك اجتماعنا اليومي في الغرفة كي نتحدث إلى بعضنا، وهذا الحديث اليومي بمثابة تفريغ للضغوط التي قد نعانيها في العمل، ومع هذا فأنا أعتقد أن تجربة الغربة لي كانت جميلة وعادت على بالنفع المادي، وكذلك بالنسبة لشخصيتي، حيث أصبحت أكثر مرونة من قبل، وأستطيع الآن أن أتعامل مع أشخاص من مختلف الأنماط، كما أن المجتمع هنا مجتمع آمن ومسالم وليس فيه منازعات ولا مشادات من أي نوع، وهو ما يمنحني شعورا بالهدوء والراحة النفسية قل أن أجدها في مكان آخر''· خالد القناوي، موظف أمن، أوضح أن أهم ما استفاده من الغربة هو أنه أصبح يعتمد على نفسه فى كل شؤون حياته مثل الأكل والشرب وغيرها، وهذا جعله يشعر بمدى المعاناة التي تعانيها زوجته في ادارة البيت، ويضيف خالد: ''هنا أتمتع بمتسع من الوقت ساعدني على الرجوع إلى هواياتي القديمة مثل القراءة، وهي أمور كنت نسيتها تقريبا بسبب مشاغل الحياة''· محمود حسان اسماعيل، الموظف بأحد البنوك، قال: ''الغربة علمتني كيف أقسم وقتي جيداً بين العمل وبين الاهتمام بسائر القضايا الحياتية، لأنه ليس هناك أحد أعتمد عليه في أي شيء الا نفسي، وهذا في حد ذاته مكسب كبير لي، كما أن تعاملي المباشر مع الآخرين من جنسيات أخرى جعلني أعرف الكثير عن عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم، وساعدني في أن أخرج من عالمي الضيق إلى عالم أكثر رحابة ومرونة من حيث القدرة على التعامل مع الآخرين كما هم، وأتعلم منهم أشياء لم أكن أعرفها من قبل، مثل احترام الوقت والكلمة، وكذلك احترام عادات الآخرين المختلفة عني''· حسين سنان، موظف مبيعات، يقول: ''السفر والغربة أحدثا نوعاً من التغيير الشامل في مجرى حياتي، حيث تعلمت أن أعتمد على نفسي وتعلمت الصبر وأدركت أن الإنسان هو الإنسان مهما اختلفت جنسيته وثقافته وعاداته ولابد لي أن أتقبله كما هو، كما تعلمت أن أفكر جيداً في كل ما أقوله قبل أن يخرج من لساني لأن الخطأ قد يكلفني الكثير سواء في العمل او في مجال الحياة الشخصية والاصدقاء''· نور سلايمة يقول إن الغربة لم تعد شديدة الوطأة كما في الماضي، لأن الشبكة العنكبوتية وخطوط الهاتف أقامت نوعا من التواصل المستمر مع الأهل، كما ''أنني أقيم في بلد عربي فيه كل التقاليد والقيم التي نشأت عليها، فلا أستطيع أن أقول إنها غربة بالمعنى الشامل، وهناك ايجابيات عديدة اكتسبتها خلال وجودي هنا، منها تحسين لغتي الانجليزية إلى حد كبير بسبب الحوار المستمر باللغة الانجليزية مع زملائي في العمل، كما تعلمت الصبر والقدرة على تحمل مسؤوليات العمل وتصريف أموري بعيداً عن الاعتماد على الأهل''· أما محمد سلمان المصري يذكر أنه من مواليد الإمارات ولكنه الآن يعيش في أبوظبي بعيداً عن الأهل في العين ويوضح أنه تعلم من الغربة اشياء كثيرة أهمها المرونة في التعامل مع الناس خاصة بحكم وظيفته كمندوب علاقات عامة التي جعلته يحتك بشكل واسع ومباشر مع شرائح عديدة في المجتمع، فضلاً عن أن وجوده في هذا الحشد من الجنسيات المختلفة ساعده على اتساع مداركه وتقوية شخصيته مما يؤهله ليصبح انساناً ناجحاً، ويضيف محمد أن الإمارات وفرت له التعليم المجاني والبيئة الاجتماعية الراقية والأمان وهي أشياء قلما توجد في مجتمع إلا في المجتمع الإماراتي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©