الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شوكة·· سليلة الجبـال وسيدة الدهشـة

8 فبراير 2006

حين نسمع باسم 'شوكة' يطلق على قرية ما، لابد أن نتساءل من أين جاء هذا الاسم؟ وكيف هو شكل القرية التي تغفو وتستيقظ مع هذا الإرث الذي لازم أول تشكلات بيوتها القديمة·
حملنا تساؤلنا إلى قرية شوكة إحدى قرى إمارة رأس الخيمة ليحكي لنا أهلها عن ماضيها وسر تسميتها وآثارها القديمة، وكان أقرب طريق اليها يبدأ من الشارقة عبر طريق مدينة كلباء الحديث، فما أن نصل الى قرية فلي حتى نجد إشارة إلى 'شوكة' تدخلنا في طرق القرية الجبلية المتعرجة·
في مزرعة خلفان سعيد بن عايش القايدي استقبلنا أمير قرية 'شوكة' سعيد مصبح القايدي حيث تم إنشاء مجلس خاص للضيوف في المزرعة التي اهتم صاحبها بها، فكانت تتجاوز الشكل التقليدي للمزارع إذ خصص مكاناً فيها للوعول والغزلان الجبلية، ومناحل للعسل وجانباً لتربية الدواجن، حتى كادت تكون محمية طبيعية لأنواع كثيرة من الطيور والحيوانات·
بدأ أمير المنطقة الحديث قائلاً: 'سميت المنطقة شوكة لأنها كانت صعبة على الأعداء، ففي الماضي كان أهلها 'متشوكين' بالسلاح، أي أنهم يحملون سلاحهم دائماً فلا يصل اللصوص وقطاع الطرق والأعداء إليها، وكانت لديهم أنواع مختلفة من الأسلحة منها السيف والرمح إضافة إلى أن الرجل يضع ذخيرته في حزامه، كما توجد في شوكة قلعة بناها القواسم تعود إلى حوالى مائتي عام أو أكثر، ولكن مع قيام الاتحاد ساد الأمان وبقيت القرية على اسمها القديم لأنه يؤكد قوة أهلها في الماضي·
ويتحدث الأمير عن عيشة الناس الماضية وأعمالهم فيقول: 'كنا نعمل في الزراعة وصناعة 'السخام' أي الفحم، ونبيعه في أسواق رأس الخيمة، فكانت 'اليونية' تُباع بخمس روبيات، وكل جمل يحمل أربع 'رحونيات' ونشتري بثمنها 'العيش' والتمر والطحين والملح و'البزار' أي البهارات والقهوة و'القاشع' وكسوة العائلة، ولكننا كنا نشتري على قدر حاجتنا، وما يزيد من روبيات نوفره للرحلة المقبلة، وكانت تلك الرحلات تستغرق حوالي ستة أيام ذهاباً وإياباً، وكنا نزرع البر والدخن والغليون، وكان الناس في الماضي يبحثون عن العسل ويحصلون على كميات كبيرة منه فضلاً عن تربية المواشي التي توفر الغذاء لهم آنذاك، وما زال سكان القرية يحرصون على تربيتها حتى الآن·
أما المساكن فكانت بسيطة يبني بعضها من السعف أو العسج و'الحضار' من الصدر أو السمر، وفي الشتاء تُبنى الخيام، أما في القيظ فيسكن الناس في عرشان من سعف النخيل، وكانت البيوت صغيرة وفيها غرف قليلة يكون بعضها للنوم وتحضير الطعام، أما الاستجمام فكان عند مورد الماء، وقد كان التعاون والألفة بين الناس يسهلان أمور الحياة، وعيشة الفقير لا تختلف عن عيشة الغني والكل راضون بما قسم الله لهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©